رام الله الإخباري
تشير الغارات الإسرائيلية على غزة، الأحد، رداً على إطلاق صاروخ باتجاه أسدود الإسرائيلية، إلى سعي الاحتلال لتغيير منظومة وطبيعة معادلات الرد على عمليات القصف من القطاع، حتى مع إدراك إسرائيل واعترافها بأن منفذي العملية لا علاقة لهم بحركة "حماس"، وإنما ينتمون لإحدى التنظيمات "السلفية" الصغيرة المناهضة للحركة.
وتبدو العملية الإسرائيلية، باعتراف مراقبين إسرائيليين، بمثابة سعي لتغيير نمط التعامل والردود الإسرائيلية، متأثرة، دون شك، بالتغيير في تشكيل الحكومة الإسرائيلية، وتولي أفيغدور ليبرمان حقيبة الأمن. لكن ذلك، ليس معزولاً عن المخططات والردود الجاهزة لدى جيش الاحتلال، رداً على سيناريوهات مختلفة متوقعة، مع المحافظة، قدر الإمكان في الظروف الحالية على الأقل، على عدم الانزلاق من "حدث أو رد فعل تكتيكي، إلى حدث استراتيجي يقود إلى مواجهة عسكرية".
ولم تتوقف التقديرات الإسرائيلية وتحليلات الخبراء التي تحذر من مواجهة عسكرية، وآخر هؤلاء كان رئيس أركان جيش الاحتلال، غادي أيزنكوط، خلال استعراضه للتحديات الأمنية التي تواجه إسرائيل للعامين 2015-2016 أمام مؤتمر مركز أبحاث الأمن القومي، وفي المقالة التي أعيد نشرها مؤخراً في مجلة الجيش والاستراتيجية الصادرة عن المركز.
وفي هذا السياق، علّق المراسل العسكري لموقع "واي نيت"، يوآب زيتون الحصوة، في تقرير له عن التطورات الأخيرة بتأكيده أن إسرائيل استغلت عملياً إطلاق الصواريخ، لتنفيذ غارة عسكرية تشمل أهدافا مهمة و"ثمينة" بالنسبة لـ"حماس"، بينها مقر الأمن الوطني في القطاع.
ومع أن زيتون ومحللين آخرين، كما في موقع "معاريف"، أشاروا إلى أن الغارة الأخيرة تأتي لتغيير معادلات الرد الإسرائيلية على عمليات القصف، وكجزء من حسابات داخلية (لدى ليبرمان على الأقل)، فإن التقديرات الإسرائيلية توقعت رداً فلسطينياً محدود الحجم. وهو ما كان وراء نقل الأجهزة العسكرية تحذيرات بهذا الخصوص لرؤساء البلديات والمجالس المحلية الإسرائيلية القريبة من قطاع غزة، مع قراءة تقول إن الغارة لن تؤدي حالياً إلى نقلة في طبيعة المواجهة مع "حماس"، أو إلى "تهور عسكري شامل بين الطرفين"، بحسب ما قاله ضابط رفيع المستوى لموقع "معاريف".
وبحسب مواقع إسرائيلية مختلفة، فإن الغارة الإسرائيلية على عشرات الأهداف تأتي لتحمل رسالة جديدة من إسرائيل لـ"حماس" بأن أي عملية أو إطلاق صاروخ أو قذيفة من القطاع، أي كانت هوية الجهة التي ألقتها، ستقابل برد إسرائيلي كثيف كماً ونوعاً من حيث حجم الرد ونوعية الأهداف التي سيتم ضربها.
ويشير هذا الأمر أيضاً، ربما إلى محاولة الاحتلال، استغلال عمليات كهذه لزيادة الضغط على الحركة، واستغلال انشغالها بالمعركة الانتخابية للبلديات، سواء في قطاع غزة، أم في الضفة الغربية، بموازاة المضي قدماً في خطة ليبرمان الأخيرة، التي تتحدث عن تخفيف قبضة الاحتلال في بلدات فلسطينية لا تخرج منها عمليات ضد إسرائيل
العربي الجديد