هاجم الرئيس الأميركي دونالد ترامب -في وقت متأخر من السبت- رواية السعودية لوفاة الصحفي السعودي جمال خاشقجي، قائلا إنه كان "هناك خداع وأكاذيب"، وذلك بعدما أبدى ثقته في تلك الرواية.
وفي مقابلة عبر الهاتف مع صحيفة واشنطن بوست، قال ترامب "من الواضح أنه كان هناك خداع، وكانت هناك أكاذيب"، مضيفا أنه لم يخبره أي شخص من السعودية أنه هو المسؤول، كما لم يقل أي منهم إنه غير مسؤول.
وقالت الصحيفة إن ترامب دافع في الوقت نفسه عن النظام السعودي بأنه "حليف يفتقر للمصداقية"، وأبقى الباب مفتوحا أمام احتمال براءة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان من توجيه الأوامر لعملاء سعوديين بقتل خاشقجي.
وقبل ذلك بساعات، قال ترامب للصحفيين في نيفادا إنه ليس راضيا عن التفسير الذي قدمته السعودية لمقتل الصحفي في قنصلية بلاده بإسطنبول في الثاني من الشهر الجاري.
وأضاف "أعتقد أن مبيعات (الأسلحة للسعودية) تمثل أكثر من مليون فرصة عمل، وبالتالي فإنه ليس أمرا بنّاء بالنسبة إلينا أن نلغي طلبية مماثلة"، كما اعتبر أن تعليق صادرات الأسلحة للرياض "سيضيرنا أكثر مما يضيرهم. يمكننا القيام بأمور أخرى، بما في ذلك فرض عقوبات".ورأى ترامب أنه لا أحد يعرف على ما يبدو مكان جثة خاشقجي، وهو ما يدعو للقلق، مشيرا إلى أنه سيتحدث مع ولي العهد السعودي بهذا الخصوص.
ويأتي ذلك بعد يوم من تصريح ترامب للصحفيين في أريزونا بأنه يعتقد أن الإعلان الذي أصدرته السعودية بشأن خاشقجي "خطوة أولى جيدة وخطوة كبيرة"، وأن اعتقال المشتبه بهم مهم للغاية، كما أكد أنه يعتقد أن التفسير السعودي موثوق به.
وأضاف أنه سيتحدث مع ولي العهد السعودي قبل أي خطوة مقبلة، وأنه يتم الاقتراب من حل مشكلة كبيرة، كما أكد أنه سيعمل مع الكونغرس على القضية، مفضلا ألا تتضمن العقوبات التي قد تفرض على السعودية إلغاء مبيعات الأسلحة.
وأعلن النائب العام السعودي فجر السبت أن التحقيقات الأولية كشفت عن وفاة خاشقجي بسبب شجار واشتباك بالأيدي مع آخرين في القنصلية، وأنه تم إيقاف 18 شخصا للتحقيق، كما ذكر مصدر مسؤول أن محمد بن سلمان لم يكن على علم بما حدث.
في الوقت نفسه، صدرت انتقادات من أعضاء جمهوريين وديمقراطيين في الكونغرس شكّكت في الرواية الرسمية السعودية، ودعت الإدارة الأميركية إلى تحديد المسؤولين عن مقتل الصحفي السعودي بشكل مستقل.