بولندا تسن قانوناً يعاقب من يحملها بالمسؤولية عن المحرقة .. وإسرائيل يجن جنونها

بولندا تسن قانوناً يعاقب من يحملها بالمسؤولية عن المحرقة .. وإسرائيل يجن جنونها

استدعت الخارجية الإسرائيلية مساء اليوم السفير البولندي لديها للاحتجاج رسميا على قانون يجرّم كل من يحمّل بولندا أي مسؤولية حول المحرقة النازية لمدة 3 سنوات، الأمر الذي أثار غضبا عارما في إسرائيل، فيما وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو القانون بالـ"باطل".

وصادق البرلمان البولندي على القانون.

وقال نتنياهو الذي يشغل منصب وزير الخارجية أيضا في إسرائيل إن "هذا القانون باطل، وأنا أرفضه. لا يمكن تغيير التاريخ، ويجب منع محاولات إنكار المحرقة". وتابع "أوزعت للسفير الإسرائيلي لدى بولندا للاحتجاج رسميا لدى رئيس الوزراء البولندي، وللتعبير عن الرفض الإسرائيلي لهذا القانون".

وسنّ البرلمان البولندي قانونا يقضي بسجن من يحمّل البلاد مسؤولية المحرقة النازية، لمدة 3 سنوات، تزامنا مع اليوم العالمي لذكرى الهولوكوست. وينص القانون أيضا، على حظر إنكار "قتل ميليشيا أوكرانية لـ 100 ألف بولندي في الحرب العالمية الثانية"، ما ينذر بأزمة دبلوماسية مع الجارة أوكرانيا.

ولقي القانون البولندي هذا غضبا عارما في إسرائيل. وقال الرئيس الإسرائيلي رئوفين ريفلين "لا يمكن تزييف التاريخ، أو إعادة كتابته، لا يمكن إخفاء الحقيقة، يجب إدانة أي جرم، والتنديد به".

وطالبت عضو الكنيست أييلت نحمياس فربين (المعسكر الصهيوني المعارض)، رئيس الحكومة ووزير الخارجية بنيامين نتنياهو "دعوة السفير الإسرائيلي في وارسو، احتجاجا على محاولة إنكار الهولوكوست بشكل رسمي، لتكون رسالة إلى بولندا أن إسرائيل لا تتسامح مع إنكار المحرقة".

وقال المشرّع يائير لبيد زعيم حزب "هناك مستقبل" إن "لن يكون بوسع القوانين البولندية تغيير التاريخ، بولندا كانت شريكة بالمحرقة، مئات الآلاف من اليهود قتلوا على أراضيها، دون أن يلتقوا بضابط ألماني واحد".

وعقّبت السفارة البولندية في إسرائيل على تغريدة لبيد في موقع التواصل الاجتماعي تويتر، قائلة "ادعاءاتك التي لا أساس لها، تثبت مدى الحاجة الملحّة، لتعليم عن المحرقة، حتى هنا في إسرائيل. القانون البولندي لا يهدف إلى إعادة كتابة الماضي، إنما لحماية الحقيقة من مثل هذا الافتراء".

ووصف زعيم المعارضة في الكنيست إسحاق هرتسوغ القانون "بالخطير أخلاقيا وواقعيا"، وأضاف "القانون يتضمن في حد ذاته أساسا عميقا لإنكار المحرقة. قانون كان يجب ألا يرى النور، آمل من القيادة والبرلمان البولندي أن يعملوا لإلغائه".

ودعا عضو الكنيست العربي الدكتور أحمد الطيبي رئيس الحركة العربية للتغيير (القائمة المشتركة)، الحكومة البولندية إلى "إلغاء القانون المُخجل"، مشيرا إلى أن "إعادة كتابة التاريخ لم تكن يوما عملا محقا".

وتحارب بولندا لسنوات طويلة "محاولة لصق المحرقة بها"، وعليه فإنها سعت لمكافحة نعت مخيمات الإبادة "بالمخيمات الإبادة البولندية"، كما تسلّط الحكومة اليمينية الضوء كثيرا، على "معاناة البولنديين من النظام النازي"، خصوصا أولائك الذين أُعدموا بسبب تقديم المساعدة لإنقاذ اليهود.