رام الله الإخباري
تكررت في الآونة الأخيرة تصريحات قادة مليشيات الحشد الشعبي، عن نيتهم الدخول إلى سوريا والقتال إلى جانب نظام بشار الأسد بعد إنهاء المعارك في الموصل، فيما أوضحت الحكومة العراقية لصحيفة عربي 21 موقفها من تلك التصريحات.
وكان هادي العامري القيادي في الحشد قال، الأربعاء، إن "ما يحصل في سوريا هو دعم علني من أمريكا وأذنابها للمجاميع الإرهابية تحت مسميات مختلفة"، لافتا إلى أن "قواته سيدخل إلى سوريا بطلب من حكومة الأسد بعد استعادة الأراضي العراقية".
وفي الوقت الذي ينفي فيه رئيس الوزراء حيدر العبادي، دخول بلاده طرفا في الصراعات الإقليمية، فإن مراقبون يرون في تصريحات العامري تجاوز للسياسة الخارجية لبلاده، وأنها دعوى للمزيد من القتل والدمار في سوريا.
ولمعرفة الموقف الرسمي من تصريحات العامري، قال المتحدث باسم رئيس الوزراء حيدر العبادي في حديث لـلصحيفة ، إن "موقف الحكومة العراقية ثابت في الحرص على استعادة كامل الأراضي العراقية، وعودة استتباب الأمن الداخلي للبلاد".
وأضاف الدكتور سعد الحديثي، أن "الحكومة العراقية لا تتبنى سياسية التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، وأنها لا تنجر إلى أن تكون طرفا في صراعات إقليمية".
ماذا يغير دخول "الحشد" لسوريا؟
من جهته، يرى المحلل العسكري والخبير الاستراتيجي أحمد الحمادي " أن "مقاتلي الحشد الشعبي موجودون في الأصل على الأراضي السورية ضمن 43 فصيلا شيعيا يقاتل إلى جانب رئيس النظام بشار الأسد".
ولكن الحمادي أكد، أن دخول المليشيات العراقية بصفة رسمية، قد يكون بأعداد كبيرة هذه المرة، وذلك قد يغير المعادلة على أرض الواقع لأنه لولا دعم الحرس الثوري الإيراني بقيادة سليماني والمليشيات الشيعية لما صمد الأسد حتى الآن.
وأشار إلى أن من يقاتل على الأرض هم تلك المليشيات بدعم من الطيران الروسي، محذرا من جيش شيعي قوامه مائتي ألف بدعم إيراني عابر للحدود لاجتياح دول عربية بعد سوريا، وعلى رأسها دول الخليج.
الحمادي، دعا جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي للتدخل في إيقاف حزب هذه المليشيات لقتل الشعب السوري، والدفع باتجاه تطبيق مقررات جنيف التي تلزم جميع الأطراف في إعادة هيكلة الوضع في سوريا لا يكون فيه الأسد طرفا.
قتال خارج الحدود في ظل عجز مالي
بدوره، تساءل أستاذ العلاقات الدولية الدكتور مؤيد الوندي، عن كيفية ذهاب الحشد الشعبي للقتال في سوريا مع الأزمة المالية التي يعاني منها والافتقار إلى السلاح، لافتا إلى أن ذلك يعد توريطا حقيقيا للعراق إذا ما اقبل على هذه الخطوة.
ورأى الوندي " أن إطلاق العامري لهذه التصريحات بمثابة وضع العراقيل أمام رئيس الوزراء حيدر العبادي، لأن الحشد الشعبي هيئة مرتبطة بمكتب القائد العام للقوات المسلحة، وفي نفس الوقت قفز على السياسية الخارجية للبلاد.
وشدد على أن تجاوز العامري للعبادي، ينم عن رغبات هي موجود أصلا لأن عدد من فصائل الحشد الشعبي يقاتلون أصلا في سوريا خارج إطار الشرعية القانونية للعراق، للدفاع عن أنظمة خارجية بدأت تفقد شرعيتها.
ولفت إلى أن مليشيات داخل الحشد الشعبي منها "بدر، وعصائب أهل الحق" وآخرون، هؤلاء هم أقرب إلى طهران من بغداد، لأنهم يؤمنون بولاية الفقيه، وهم يقاتلون أصلا في سوريا وتصريحات العامري لا تغير شيئا على الأرض.
يذكر أن فالح الفياض مستشار الأمن الوطني في الحكومة العراقية ورئيس "هيئة الحشد الشعبي" الشيعية، كشف في تشرين الأول/ أكتوبر عن إمكانية دخول قوات بلاده الأراضي السورية بعد استعادة مدينة الموصل لـ"ملاحقة تنظيم الدولة".
وقبله أعلن المتحدث باسم الحشد الشعبي، أن قوات الحشد تعتزم عبور الحدود إلى سوريا للقتال مع قوات حكومة الرئيس السوري بشار الأسد بعد طرد مقاتلي تنظيم الدولة من العراق.
ويحارب مقاتلون شيعة عراقيون بالفعل مع قوات الحكومة في سوريا وتشارك قوات الحشد الشعبي حاليا في هجوم للحكومة العراقية يستهدف استعادة مدينة الموصل في شمال العراق من الدولة.
عربي 21