اعتراف دولي واسع بدولة فلسطين، و"إسرائيل" تندد وتطالب بتفكيك السلطة الفلسطينية.

09-30-palestine-flag.jpg

أعلنت كل من بريطانيا وأستراليا وكندا الأحد اعترافها بالدولة الفلسطينية.

جاء ذلك في بيانات رسمية صادرة عن الدول المعنية التي سبق لها أن أكدت اعتزامها الاعتراف بدولة فلسطين، بالتزامن مع انطلاق أعمال الدورة 80 للجمعية العامة للأمم المتحدة.

وأعلن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر الأحد الاعتراف رسميا بدولة فلسطين، في تحوّل جذري في السياسة الخارجية للمملكة المتحدة.

وقال ستارمر في كلمة مصوّرة نشرت على منصة إكس “اليوم، لإحياء الأمل بالسلام للفلسطينيين والإسرائيليين، وحل الدولتين، تعلن المملكة المتحدة رسميا الاعتراف بدولة فلسطين”.

ويحمل هذا القرار ثقلا رمزيا بالنظر للدور الرئيسي الذي لعبته لندن في قيام إسرائيل كدولة حديثة في أعقاب الحرب العالمية الثانية.

وقال رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي اليوم الأحد إن بلاده اعترفت رسميا اليوم بدولة فلسطينية.

وذكر ألبانيزي في بيان مشترك مع وزيرة الخارجية بيني وانغ أن أستراليا تعترف إلى جانب كندا وبريطانيا بفلسطين في إطار جهد لإحياء زخم حل الدولتين الذي يبدأ بوقف إطلاق النار في قطاع غزة وإطلاق سراح المحتجزين هناك.

وأضاف البيان أن حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) يجب ألا يكون لها أي دور في فلسطين.

وأضاف: “بهذا تعترف أستراليا بالأهداف المشروعة للشعب الفلسطيني”، مجددا دعم أستراليا لحل الدولتين.

من ناحيته، قال رئيس الوزراء الكندي مارك كارني إن كندا اعترفت بدولة فلسطينية.

وقال كارني في بيان “تعترف كندا بدولة فلسطين وتعرض العمل في شراكة لتحقيق الوعد بمستقبل سلمي لدولة فلسطين ودولة إسرائيل. وترى كندا هذا الإجراء جزءا من جهد دولي متضافر للحفاظ على إمكانية حل الدولتين”.

وقال كارني “الاعتراف بدولة فلسطين، بقيادة السلطة الفلسطينية، يعزز جهود الساعين للتعايش السلمي وإنهاء حكم حركة حماس. هذا لا يمنح الإرهاب أي شرعية ولا يُعد مكافأة له، إضافة إلى ذلك، لا يشكل بأي حال من الأحوال مساسا بدعم كندا الراسخ لدولة إسرائيل وشعبها وأمنها، وهو أمن لا يمكن ضمانه إلا ببلوغ حل شامل يقوم على (مبدأ) الدولتين”.

وأضاف كارني أن السلطة الفلسطينية قدّمت “تعهدات مباشرة” لكندا بإصلاح نظام الحكم الذي تتبعه وإجراء انتخابات عامة في 2026 لا يكون لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) “أي دور فيها” ونزع سلاح الدولة الفلسطينية.

واضاف كارني “ليس لدى كندا أوهام: هي تعلم بأن هذا الاعتراف ليس حلا سحريا. لكنه ينسجم تماما مع مبادئ تقرير المصير والحقوق الأساسية للفرد المدرجة في ميثاق الأمم المتحدة، والسياسات التي تدعو كندا إلى تبنّيها منذ أجيال”.

ترحيب فلسطيني

ورحّب الرئيس الفلسطيني محمود عباس باعتراف كل من بريطانيا وكندا وأستراليا بدولة فلسطين، واعتبرها “خطوة على طريق السلام العادل والدائم”.

وقال عباس في بيان نقلته وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية (وفا)، إن الاعتراف يشكّل “خطوة هامة وضرورية على طريق تحقيق السلام العادل والدائم وفق قرارات الشرعية الدولية”.

وأكد الرئيس الفلسطيني أن اعتراف بريطانيا “بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره ونيل حريته وتجسيد استقلاله سيفتح المجال أمام تنفيذ حل الدولتين لتعيش دولة فلسطين إلى جانب دولة إسرائيل بأمن وسلام وحسن جوار”.

في السياق، قالت فارسين أغابكيان شاهين وزيرة الدولة لشؤون وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية إن الدول التي اعترفت بدولة فلسطينية هذا الأسبوع تتخذ خطوة لا رجعة فيها تحافظ على حل الدولتين وتجعل الاستقلال والسيادة الفلسطينية أكثر قربا.

وقالت فارسين للصحافيين في رام الله “آن الأوان. غدا موعد تاريخي يجب أن نبني عليه. هذه ليست النهاية”.

وأضافت “هي خطوة تجعلنا نقترب من (حلم) السيادة والاستقلال. ربما لا تفضي إلى إنهاء الحرب (الإسرائيلية على غزة) غدا لكنها خطوة إلى الأمام. ونحن بحاجة إلى البناء عليها”.

ووصف حسام زملط، رئيس البعثة الفلسطينية في لندن، القرار بأنه “اعتراف طال انتظاره” وهو “لا يتعلق بفلسطين، بل يتعلق بوفاء بريطانيا بمسؤولية جليلة”.

وأضاف في بيان “يمثل (الاعتراف) خطوة لا رجعة فيها نحو العدالة والسلام وتصحيح الأخطاء التاريخية”.

تنديد إسرائيلي

أثار اعتراف كندا وأستراليا والمملكة المتحدة بدولة فلسطين، غضبا في إسرائيل، حيث دعا وزراء في الحكومة للرد بفرض السيادة على الضفة الغربية المحتلة.

ودعا وزير الأمن القومي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير إلى أن تضمّ إسرائيل الضفة الغربية المحتلة.

وقال بن غفير في بيان إن “اعتراف بريطانيا وكندا وأستراليا بدولة فلسطين… يستوجب اتخاذ خطوات فورية مضادة (تتمثل) بفرض السيادة الإسرائيلية الكاملة على يهودا والسامرة (الاسم التوراتي للضفة)، وتفكيك السلطة الفلسطينية”.

وأضاف “أعتزم تقديم مقترح لفرض السيادة في جلسة الحكومة المقبلة”.

أما وزير الثقافة والرياضة ميكي زوهار فقال في تدوينة على منصة شركة “إكس” الأمريكية: “اعتراف كندا وأستراليا والمملكة المتحدة بدولة فلسطينية هو إعلان فارغ يفوح منه رائحة معاداة السامية وكراهية إسرائيل”، على حد زعمه.

وأضاف أن “الرد الأنسب هو تطبيق السيادة الإسرائيلية على يهودا والسامرة (التسمية التوراتية للضفة الغربية) وغور الأردن”.

كما هاجم رئيس الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) أمير أوحانا، رئيس الوزراء البريطاني ووصفه بـ”المنافق”، وفق هيئة البث العبرية.

فيما ذهب وزير تطوير النقب والجليل إسحاق فاسرلاوف إلى إنكاره الوجود الفلسطيني بشكل كامل، وقال في تدوينة على منصة شركة “إكس” الأمريكية زاعما أن “أرض إسرائيل تخص الشعب الإسرائيلي فقط – لا يوجد شعب فلسطيني ولا دولة فلسطينية”.

بدوره، اعتبر زعيم حزب “أزرق- أبيض” المعارض بيني غانتس أن “الاعتراف بالدولة الفلسطينية يقوي حماس ومحور إيران، ويطيل الحرب، ويقلل فرص إعادة المختطفين (الأسرى الإسرائيليين)”.

وأضاف في تدوينة على منصة شركة “إكس” الأمريكية: “يتوقع من قادة الدول الغربية، الذين يهمهم تعزيز السلام والاستقرار في الشرق الأوسط، ألا يستسلموا للضغوط السياسية الداخلية، بل يزيدوا الضغط على حماس لإطلاق المختطفين (الأسرى الإسرائيليين) وإنهاء سيطرتها على الحكم في غزة”.