قال مركز أبحاث في باريس إن توالي اعترافات دول أوروبية بدولة فلسطينية يعتبر بلا تأثير على الأرض.
وأوضح جان بول شانيولود، الأستاذ الفخري والرئيس الفخري لمعهد البحوث والدراسات حول البحر الأبيض المتوسط والشرق الأوسط: على الرغم من فتح الطريق لعلاقات ثنائية أوثق وزيادة الضغط على السلطة الفلسطينية لمتابعة الإصلاحات، إلا أن هذه الاعترافات لا تزال غير كافية إلى حد كبير بالنظر إلى الحقائق على أرض الواقع.
وقال الباحث: حتى وإن صرّحت فرنسا بأن هذه الخطوة زادت الضغط على إسرائيل لقبول وقف إطلاق النار في غزة الذي طالب به الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعد أسبوعين من انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة، فإن هذا الاعتراف لم ينهِ الاحتلال، ولم يوقف التوسع الاستيطاني، ولم يوقف العنف ضد المدنيين الفلسطينيين.
وأكد أنه بدون تنفيذ ملموس لإعلان نيويورك، وممارسة ضغط أقوى على الحكومة الإسرائيلية، واستعداد أمريكي واضح لإعادة توازن ديناميكيات القوة، فإن الاعترافات ستظل رمزية إلى حد كبير، مع تأثير ضئيل على الحياة اليومية للفلسطينيين.
وقال شانيولود: "إنّ التأثيرات محدودة بشكل واضح، بل وفي بعض النواحي تأتي بنتائج عكسية. وهي محدودة لأنّ الاعتراف ليس له تأثير مباشر، ولأنّ فرنسا والأوروبيين يفتقرون إلى النفوذ على أرض الواقع، على عكس الأمريكيين الذين يعارضون هذا الاعتراف وإعلان نيويورك بشكل واضح".
وأضاف: "إن هذه الخطوة تأتي بنتائج عكسية إذا توقفت جميع الدول التي اتخذت خطوة الاعتراف عند هذا الحد.
وقال: للأسف، هذا هو الواقع، إذ لم تحرك ساكناً لفرض واقع مشترك على الأرض، مثلاً من خلال فرض عقوبات على إسرائيل، التي شنت حرباً دمرت مجتمعاً بأكمله، وتفعل كل ما في وسعها، بما في ذلك في الضفة الغربية، لتقويض فكرة الدولة الفلسطينية نفسها".
وذكر في مقابلته مع "فرانس 24": سرعان ما طغى على الزخم الدبلوماسي خطة السلام التي طرحها دونالد ترامب، والتي نجحت في فرض وقف إطلاق النار في غزة، لكنها كانت مبنية حول أولويات الأمن الأمريكية والإسرائيلية، مما أبقى على حالها المظالم التي تغذي العنف وتقوض فرص التسوية الدائمة.
وقال شانيولود: "إننا نتجه نحو سحق القضية الفلسطينية حرفياً ومجازياً. بل أعتقد أننا سنشهد في عام 2026 واحدة من أسوأ الفترات في التاريخ الفلسطيني".

