مخيّم جنين رمز للنضال الفلسطيني

مخيّم جنين للاجئين الفلسطينيين، أحد أكثر المخيّمات فقراً واكتظاظاً بالسكّان في الضفّة الغربية المحتلّة، يشكّل رمزاً للنضال الفلسطيني ضدّ إسرائيل التي تعتبر من جهتها المخيّم "مركزاً للإرهاب".


وفي السنوات الأخيرة شهد المخيّم اشتباكات عنيفة بين القوات الإسرائيلية وفصائل فلسطينية مسلّحة.


وأطلقت إسرائيل هذا الأسبوع في المخيّم ومحيطه ما وصفته ب"جهود مكثّفة لمكافحة الإرهاب"، في عملية عسكرية أسفرت حتى الآن عن مقتل 10 فلسطينيين وإصابة العشرات.


تأسّس المخيّم عام 1953 لإيواء فلسطينيين هجّروا من ديارهم إثر "النكبة" التي وقعت في العام 1948 خلال الحرب التي تلت إعلان قيام إسرائيل.


يقيم نحو 18 ألف فلسطيني اليوم في المخيّم الواقع شمال الضفة الغربية المحتلّة. وبحسب وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" فإنّ مساحته تناهز 0,43 كيلومتر مربع.
وأصبح زكريا الزبيدي من مخيّم جنين قائداً في كتائب شهداء الأقصى الجناح المسلّح لحركة فتح التي يتزعّمها محمود عباس.


وكان الزبيدي على لائحة المطلوبين لدى إسرائيل وعمل لسنوات من خارج المخيّم.


وفرّ الزبيدي من سجن جلبوع الإسرائيلي مع خمسة فلسطينيين آخرين في عام 2021، ما أدّى إلى مطاردة استمرّت لأيام. ويعتبر الفلسطينيون الزبيدي بطلاً، وهو ما زال في السجن.


وفي عام 2022، قام رعد حازم من سكان المخيم بقتل ثلاثة إسرائيليين في هجوم مسلّح نفّذه في شارع ديزنغوف في تلّ أبيب قبل أن يقتل في ختام عملية مطاردة واسعة النطاق.


وعلى جدران المخيم وفي أزقته الضيقة، تنتشر صور الزبيدي وحازم وغيرهم من "الشهداء" الذين قضوا برصاص الجيش الإسرائيلي.


وخضع المخيّم عام 2002 لحصار من الجيش الإسرائيلي خلال الانتفاضة الثانية. وحوصر المخيّم لأكثر من شهر وسط قتال عنيف أدّى إلى مقتل 52 فلسطينياً و23 جندياً إسرائيلياً.


ودمّر في العملية أكثر من 400 منزل، بحسب الأونروا وشرّد أكثر من ربع سكّان المخيّم.


والصحافية الفلسطينية الأميركية شيرين أبو عاقلة التي قُتلت خلال عملية إسرائيلية في 11 من ايار/مايو 2022، عند تغطيتها مداهمة إسرائيلية في المخيم لحساب قناة الجزيرة التي كانت تعمل بها، ما أثار تنديدات دولية.


وأقر الجيش الإسرائيلي في وقت لاحق بأن هناك "احتمالا كبيرا" بأن يكون أحد جنوده قد أطلق النار عليها وقتلها مع أنها كانت تضع سترة واقية من الرصاص كتب عليها "صحافة" بالانكليزية، وخوذة على رأسها.


وعلى مدار الأشهر الثمانية عشر الماضية، تدهور الوضع الأمني في المخيّم في ظلّ غياب أيّ دور يذكر للسلطة الفلسطينية فيه. يقول الجيش الإسرائيلي إنّ جنين كانت مصدراً لأكثر من 50 عملية إطلاق نار هذا العام.


وشنّ الجيش الإسرائيلي سلسلة من المداهمات استهدفت المخيّم في النصف الأول من عام 2023.


وبحسب إسرائيل فإنّ من يقف خلف هذه الهجمات هي "كتيبة جنين" المحلّية التي تضمّ أعضاء من كلّ من حماس والجهاد الإسلامي وفتح وتقول الدولة العبرية إنّ إيران تدعمها.