ماذا سيحدث لو شكل نتنياهو الحكومة المقبلة؟

رام الله الإخباري

أشارت استطلاعات رأي إسرائيلية، إلى أن معسكر أحزاب اليمين في المعارضة بقيادة رئيس حزب الليكود، بنيامين نتنياهو، سيحصل على 59 – 60 مقعدا خلال انتخابات الكنسيت القادمة، بينما من المتوقع أن يحصل معسكر أحزاب الائتلاف التي يقودها رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لبيد، على 56 – 57 مقعدا.

ولفتت الاستطلاعات إلى أنه في حال عدم تجاوز حزب ما، خاصة بين الأحزاب العربية، نسبة الحسم، فإنه يرجح أن يتمكن معسكر نتنياهو من الحصول على 61 مقعدا أو أكثر بقليل، وتشكيل حكومة.

وأفادت القناة "12" العبرية، بأن نتنياهو يحاول أن يكون حذرا في الأيام الأخيرة قبل الانتخابات التي تبقى لها أربعة أيام، وقرر أن يقلل المقابلات في وسائل الإعلام تحسبا من أن يرتكب خطأ يؤثر على شعبيته.

ونقلت القناة العبرية عن مقربين من نتنياهو قولهم إنه "متفائل، وبات يشتم رائحة الانتصار".

وأوضحت القناة أن مشكلة نتنياهو الأكبر موجودة داخل معسكره، وتتمثل بقائمة الصهيونية الدينية، بعدما وصف رئيسها، بتسلئيل سموتريتش، في تسجيل من اجتماع مغلق، نتنياهو بأن "كذاب ابن كذاب" وأنه "مصيبة". وبحسب القناة، فإن سموتريتش اعتذر لنتنياهو، أمس، واتفقا على استمرار التعاون بينهما.

ورسم محللون إسرائيليون اليوم الجمعة، صورة مرعبة لاحتمال تشكيل نتنياهو حكومة، بمشاركة الصهيونية الدينية برئاسة سموتريتش وعضو الكنيست العنصري إيتمار بن غفير، والحزبين الحريديين شاس و"يهدوت هتوراة".

ولفت المحللون إلى أن نتنياهو يسعى إلى تشكيل حكومة من أجل محاولة وقف محاكمته بتهم فساد خطيرة من خلال تعديلات تشريعية. وعلى هذه الخلفية جرت أربع جولات انتخابية قبل الحالية، بعدما رفضت أحزاب معسكر الائتلاف، باستثناء "كاحول لافان" لقيادة وزير الأمن، بيني غانتس، المشاركة في حكومة يرأسها نتنياهو.

وأفادت محللة الشؤون الحزبية في صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، سيما كدمون، بأن "الكابوس الذي فيه يتولى سموتريتش منصبا وزاريا رفيعا ويجلس حول طاولة الكابينيت وإلى جانبه بن غفير ووزراء من الليكود وأحزاب الحريديين، لا يستوعبه الكثيرون من الإسرائيليين، ويقولون لأنفسهم إن نتنياهو لن يسمح بحدوث ذلك".

وأضافت أنه "تبقى أقل من أسبوع لاستيعاب أن هذا ما سيحصل، وأنه إذا حصل نتنياهو على 61 مقعدا، فهذه هي الحكومة التي ستتشكل".

وأردفت كدمون أن "حكومة كهذه ستغير مجرى الحياة كله في الدولة، وحتى أن من سيفعل ذلك ليس نتنياهو، وإنما سموتريتش ودرعي ورؤساء يهدوت هتوراة، الذين سيصبحون الحكام المطلقين في حكومته، فيما هو رهينة لديهم. ولن يكون بإمكانه التهديد بتفكيك الحكومة لأنه لن يكون لديه شركاء آخرين".

بدوره، تطرق المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، إلى الجانب الأمني وعلاقات إسرائيل الدولية في حال شكل نتنياهو الحكومة المقبلة، وأنه في هذه الحالة "ستعود الحركة الدائرية إلى المكان الذي بدأت فيه، وهو المناطق" المحتلة.

وأشار إلى أنه "يوجد فرق هائل بين حكومة يمينية ضيقة وبين حكومة التغيير الحالية في تعاملها مع الفلسطينيين. وصحيح أن بيني غانتس أخطأ عندما تباهى بقتل عرب في غزة، وكان بإمكان يائير لبيد أن يكون أكثر سخاء في لفتات النية الحسنة السياسية. لكن لشركاء نتنياهو تطلعات أبعد وأخطر بكثير على الحلبة الفلسطينية، قياسا حتى بكل ما وفق عليه هو نفسه في الماضي".

وأضاف أنه "في حال شكل نتنياهو حكومة كهذه، فعلى الأرجح أن يحيّد الكابينيت وتحويله إلى حكومة عادية ثانية. وستختزل المداولات الإستراتيجية داخل مكتب رئيس الحكومة بمشاركته هو وقادة الأذرع الأمنية".

ولفت إلى أنه "لا يوجد لدى الليكود ولو مرشح واحد بارز لمنصب وزير الأمن. وفي ظروف كهذه، سيكون لرئيس أركان الجيش القادم، هيرتسي هليفي، دور مصيري في الدفاع عما سيتبقى من الاعتبارات الأمنية، وخاصة الحفاظ على قواعد أداء معقولة للجنود الإسرائيليين في المناطق. والآن أيضا لا يمتاز الجيش في ذلك. وبالإمكان التكهن بالورطة التي ستصل إليها الحكومة مع بن غفير وسموتريتش في الكابينيت".

وتوقع هرئيل أن يواجه نتنياهو مصاعب في العلاقات مع الأردن ومصر. "فعلاقات نتنياهو مع الملك الأردني عبد الله متعكرة منذ سنين، وفي القصر الملكي اشتبهوا بأنه شريك لخطوات معادية للأردن نسجها القصر الملكي السعودي وعدد من مستشاري إدارة ترامب. وشهدت العلاقات مع الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، مد وجزر".

ونوّه هرئيل إلى أنه "لا توجد أوهام لدى إدارة بايدن حيال نتنياهو. وسيتقبلون في واشنطن قرار الناخبين الإسرائيليين، لكن الرسائل تُنقل طوال الوقت في القنوات المختلفة: حتى لو فاز، فمن الأفضل أن يتوجه رئيس الليكود إلى الوسط السياسي وألا يتعلق بممثلي الكهانية وذريتها الروحانية في الكنيست".

يشار إلى أنه من المزمع عقد الانتخابات الإسرائيلية، في الأول من شهر تشرين الثاني المقبل، وهي خامس انتخابات في أقل من أربع سنوات.

إعلام إسرائيلي