رام الله الإخباري
زعم رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو، في كتابه الجديد عن سيرته الشخصية بعنوان "بيبي – قصة حياتي"، الذي بدأ بيعه في المكتبات اليوم الجمعة، بأن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، كان قد وافق في البداية على أن تقوم إسرائيل بضم ثُلث أراضي الضفة الغربية المحتلة، ضمن إطار "صفقة القرن"، لكنه عاد وتراجع عن ذلك لاحقاً.
وأفادت صحيفة "هآرتس" العبرية، بأن نتنياهو ادّعى في كتابه الجديد، أنه وافق على صفقة القرن لأنه كان واثقاً بأن الفلسطينيين سيرفضونها، لكن موافقته أيضاً كانت مشروطة بموافقة الولايات المتحدة على ضم ثلث أراضي الضفة الغربية، ومن ضمنها القدس لإسرائيل، وفرض السيادة الإسرائيلية عليها.
وأضافت الصحيفة، أن نتنياهو تبادل قبل يوم من إعلان الخطة في يناير عام 2020، رسائل رسمية مع الرئيس ترامب قال فيها: "إن إسرائيل ستبدأ في الأيام القريبة بإجراءات فرض السيادة على أجزاء من الضفة الغربية"، وأن ترامب رد عليه بأن الولايات المتحدة ستوافق على ضم فوري للأراضي التي يفترض أن تبقى جزءاً من إسرائيل في اتفاق الحل الدائم.
وأشار نتنياهو إلى أنه بعد استعراض "صفقة القرن" في البيت الأبيض، وظهور تعهدات مقربين من نتنياهو حول المصادقة على الضم على رأسهم السفير الإسرائيلي السابق رون دريمر، أصدر البيت الأبيض بيانا قال فيه إن ضما فوريا ليس مطروحا. وفق الصحيفة
ولفت نتنياهو في كتابه، إلى أنه من المحتمل أن يكون التراجع الأميركي مرده اللقاء الذي جمع، بعد إعلان الخطة بأيام قليلة، بين الرئيس ترامب ووزير الأمن الحالي بني غانتس، وخصوصاً أن غانتس كان يبدو مرشحاً قوياً يملك حظوظاً كبيرة للتغلب على نتنياهو.
وكشف نتنياهو في كتابه الجديد، أن الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما رفض محاولاته لحث الولايات المتحدة على توجيه ضربة عسكرية تستهدف المشروع النووي الإيراني، وأنه طالب أوباما بتنفيذ هجوم كهذا خلال زيارته لإسرائيل في العام 2013.
كما كشف نتنياهو عن أنه حاول شنّ هجوم ضد المشروع النووي الإيراني مرتين عام 2010 وعام 2011، لكن المؤسسة الأمنية في إسرائيل أحبطت ذلك، وعارضت خططه في هذا المجال.
وادعى نتنياهو أن غانتس، عندما كان يتولى منصب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، رفض خطة لمهاجمة شحنة أسلحة كبيرة من إيران إلى قطاع غزة، عن طريق السودان.
ورغم موافقة قادة سلاح الجو وشعبة الاستخبارات العسكرية بمهاجمة الشحنة في مطار الخرطوم، فإن غانتس "عارض بشدة" وقال إن عملية كهذه قد تؤدي إلى حرب، ولذلك يجب الحصول على مصادقة الحكومة بهيئتها الكاملة، وحينها رفض نتنياهو ذلك.
وأقرّ نتنياهو في كتابه أن هجوما كهذا تم في 23 تشرين الأول/أكتوبر 2012، وبذلك يكون المسؤول الإسرائيلي الأول الذي يقر بذلك.
وتابع أنه في أعقاب هذا الهجوم نقل إلى الرئيس السوداني، عمر البشير، رسالة شخصية قال فيها إنه إذا استمر نقل شحنات أسلحة إيرانية عن طريق السودان "فأنت القادم بالدور".
واعترف نتنياهو في كتابه، بأنه تراجع مرتين أمام "رؤساء المؤسسة الأمنية" عن مهاجمة إيران، في العامين 2010 و2011، ووصف ذلك بأنه "اصطدمت بحائط".
ولفت نتنياهو إلى أنه أجرى مفاوضات مع سورية للتوصل إلى معاهدة سلام بين الطرفين، الأولى خلال عهد رئيس النظام حافظ الأسد، خلال ولاية نتنياهو الأولى، مشيراً إلى أن الأسد رفض عروض إسرائيل بالانسحاب من الجولان، على أن تبقى الحدود في مرتفعات الجولان وليس شاطئ بحيرة طبريا، وقد رفض الأسد الأب عروضه.
وفي المرة الثانية، جرت المفاوضات خلال عهد الرئيس السوري بشار الأسد، إلا أن اندلاع الثورة السورية وضع حداً للاتصالات بين الطرفين. مع ذلك، يقرّ نتنياهو بأنه لم يكن يتوقع الوصول إلى اتفاق مع الأسد الأب، وكان الهدف من المفاوضات مع سورية تخليص إسرائيل من الضغوط الدولية عليها للتوصل لاتفاق سلام مع الفلسطينيين وإنهاء الاحتلال.
عرب 48