2.5 مليار دولار خسائر القطاع السياحي في فلسطين

خسائر القطاع السياحي في فلسطين

شهد الرابع والعشرين من الشهر الماضي اعلان رئيس الوزراء محمد اشتية، عودة السياحة الوافدة الى فلسطين، خلال انعقاد مجلس الوزراء في بيت لحم.

ومنذ الخامس من شهر آذار للعام 2020 مع انتشار وباء فيروس "كورونا"، توقفت السياحة بالكامل وأغلقت كافة المرافق، وكانت أولى القطاعات التي تضررت، حيث تكبد خسائر كبيرة.

يقول المتحدث باسم وزارة السياحة والاثار الفلسطينية جريس قمصية في حديث  للوكالة الرسمية وفا ، إنه منذ بداية جائحة "كورونا" كان هناك عمل دؤوب متواصل في كيفية إعادة دوران عجلة السياحة، عندما تتوفر الظروف الصحية المناسبة، وعودة حركة الطيران الى المنطقة وفي العالم.

فريق لإنعاش السياحة الفلسطينية

وأضاف قمصية، انه تم الانطلاق ببعض الإجراءات لضمان عودة السياحة، حيث تم تشكيل فريق إنعاش للسياحة الفلسطينية مكون من وزارة السياحة، وكافة ممثلي جمعيات القطاع السياحي الفلسطيني الخاص (جمعية الفنادق العربية، وكلاء السياحة الوافدة، ووكلاء السياحة والسفر والأدلاء ومتاجر التحف الشرقية وشبكة منظمات السياحة غير التقليدية وغيرها).

وتابع: الفريق عمل على إنشاء وإنجاز واعداد بروتوكولات الوقاية والسلامة في قطاع السياحة من خلال تمويل من الحكومة الألمانية عبر التعاون الألماني، ثم التعاقد مع منظمة ألمانية متخصصة في إعداد البروتوكولات والأنظمة الوقائية والصحية، حيث قامت بالشراكة مع فريق الإنعاش السياحي بإعداد مجموعة كبيرة من البروتوكولات التي تتخصص في كيفية العمل في قطاع السياحة وإدارة الحركة السياحية من خلال توفير الوقاية والأمن والسلامة للسياحة الوافدة والعاملين في المؤسسات السياحية والمجتمع المحلي، بحيث تكون السياحة الوافدة آمنة وسالمة، لا تنقل العدوى ولا تصاب.

كما وتم انجاز الكتيب الخاص بذلك بعدة لغات، ولتطوير هذا الإنجاز تم رفع كل هذه البروتوكولات على منصة الكترونية خاصة أطلق عليها "جاهزون"، من خلالها تم إعداد مجموعة من الدورات التدريبية لكافة الفئات العاملة في قطاع السياحة، وبالتالي طلب من كافة المؤسسات السياحية متابعة المنصة والتسجيل عليها والبدء بأخذ دورات تدريبية الكترونية كل في مجال اختصاصه.

تطوير قطاع التراث الثقافي

كما انه ولضمان البنية التحتية السياحية لأن تكون جاهزة عمل الفريق على الاهتمام بقطاع التراث الثقافي والمادي في فلسطين، وتطوير أماكن الزيارة من مراكز الاستعلامات والمتاحف والمواقع الأثرية وغيرها لأنه كان لا بد من الوزارة استغلال فترة الركود لتطوير مجموعة من المنشآت السياحية.

وأوضح أنه تم خلال الشهر الماضي افتتاح متحف الخليل الذي قامت بإعداده لجنة إعمار الخليل وتسلمته الوزارة ليكون معلما يعكس تراث وحضارة محافظة الخليل، كذلك افتتاح لأحد أهم وأكبر المشاريع للحفاظ على التراث الثقافي، مشروع تغطية فسيفساء قصر هشام الأكبر في الشرق الأوسط والعالم من قبل الرئيس محمود عباس، والذي سيشكل لوحة مهمة كمصدر لجذب السياحة الثقافية.

وأكد قمصية، إنه طلب من كل مؤسسة سياحية تطوير أدائها من خلال بعض الأنظمة واللوائح والمتطلبات لضمان إجراءات الوقاية والسلامة، حيث كان قرار ومرسوم وزاري لا يسمح بالعمل في أي قطاع من قطاعات السياحة الا بأخذ شهادة "جاهزين" وشروطها هي تطبيق كافة البروتوكولات التي نص عليها تطبيق "جاهزين" ومن ضمنها اخذ دورات للموظفين والعاملين، بالتالي ساهم في التزام الغالبية من المؤسسات السياحية.

وأوضح انه أمام ما تم العمل عليه، تم ترويج ذلك عالميا لنثبت للعالم أننا قادرون على استقبال السياحة الوافدة الأجنبية من جديد وضمان سلامة السائح والمجتمع المحلي، بالتالي ساهم في ثقة وكالات السياحة العالمية والسفر الذي ساهم في تسجيل بعض الحجوزات في الفنادق.

وكشف المتحدث باسم وزارة السياحة والآثار، انه في الفترة الأخيرة هناك بعض العراقيل التي تم وضعها من قبل الاحتلال للحيلولة دون وصول السياحة الى فلسطين خاصة التي تقيم في المدن الفلسطينية في بيت لحم واريحا وغيرها، وكذلك عراقيل في عملية دخولهم ووصولهم عبر المعابر.

وأوضح انه من المتوقع ان تعود السياحة الوافدة الأجنبية خلال الشهر الجاري / تشرين ثاني، تدريجيا.

حجوزات متواضعة وغير مؤكدة

وأضاف، انه خلال تواصلهم مع أصحاب الفنادق ووكلاء السياحة والسفر، ما زالت الحجوزات متواضعة لكنها مؤشر إيجابي نحو العودة، ونأمل ان تكون أكثر خلال فترة أعياد الميلاد المجيدة، بعيدا عن أي تطورات مستقبلية.

وقال قمصية هناك تعاون مع وكالات السفر العالمية الذين ينتظرون منا التأكيد على اننا جاهزون وقادرون على استقبال السياحة الوافدة، وان هناك كثير من الحجوزات كانت مؤجلة وألغيت، يمكن جدولتها، إضافة الى ان هناك حجوزات جديدة، اكثرها من الولايات المتحدة الامريكية، وهذا مؤشر إيجابي الى جانب بعض الحجوزات من أوروبا الغربية عل عكس أوروبا الشرقية، سوقها مهم جدا ونقصد (روسيا، بولندا، وأوكرانيا)، حيث لا يوجد حجوزات منها، إضافة الى ان بعض الدول منها يمنع عليهم السفر.

وأشار الى انه لضمان عودة السياحة تم التواصل مع وزارة الصحة الفلسطينية، حيث تم تطعيم كافة العاملين في المؤسسات السياحية من خلال تقديم أسماء وقوائم العاملين المعتمدة، وان هناك رقابة من خلال فريق وطني تم تشكيله للتفتيش برئاسة وزارة السياحة والآثار وعضوية مؤسسات القطاع السياحي، هذا الفريق يقوم بالتفتيش والرقابة على أداء المؤسسات السياحية والتأكد من تطبيقها للبروتوكولات الصحية وان هناك مجموعة من البرامج الترويجية.

كما أن هناك برامج ترويجية تم البدء بالعمل عليها، وخلال الأيام القادمة سيكون مشاركة مهمة للقطاع السياحي من خلال وفد يمثل وزارة السياحة ومكاتب السياحة الوافدة والفنادق في اهم معارض السياحة الدولي في العاصمة البريطانية "لندن "، سيقام لأول مرة منذ انتشار جائحة كورونا، سيتم من خلال اطلاع الزوار والمشاركين على ما تم تجهيزه فلسطينيا لاستقبال السياحة الوافدة الأجنبية.

مؤتمر لتنشيط السياحة من أراضي 48

وأشار قمصية الى انهم يعملون الآن ومن خلال الشراكة مع مؤسسات المجتمع المدني على تنظيم مؤتمر لتنشيط السياحة من الداخل الفلسطيني، مقررا انعقاده في منتصف الشهر الجاري في مدينة بيت لحم، حيث سيستقطب مجموعة للمشاركة من الداخل الفلسطيني أصحاب المكاتب السياحية والسفر ومنظمي الرحلات، ونشطاء مواقع التواصل الاجتماعي المهتمين بالسياحة.

وأضاف، سيتم من خلال فعالية المؤتمر تنظيم برنامج، يتخلله جولة تعريفية بما تقدم بيت لحم وكافة محافظات الوطن من برامج لتنشيط السياحة من داخل أراضي 48 لكي يكونوا قادرين على الزيارة والإقامة، خلال أعياد الميلاد المجيدة والأنشطة والفعاليات، كوسيلة لتشجيع وتطوير السياحة.

الأدلاء السياحيين وبخصوص الادلاء قال، ما زال هناك مشاكل ومعيقات من قبل الاحتلال، حيث ما زالت مجموعة من الادلاء يمنع عليهم العمل داخل مدينة القدس والداخل الفلسطيني، وهناك (50) دليلا مرخصا تم سحب تصاريحهم الخاصة منذ بداية الجائحة، عدا عن موظفي المكاتب السياحية والفنادق، وبالتالي غير قادرين على مرافقة المجموعات السياحية.

ملياران ونصف المليار خسائر القطاع السياحي حتى اللحظة

وأكد المتحدث باسم وزارة السياحة والآثار، أن قطاع السياحة تكبد حتى هذه اللحظة خسائر جمة وكبيرة وصلت الى مليارين ونصف المليار دولار، منها مليار ونصف في العام 2020 والباقي من العام 2021 حتى نهاية شهر تشرين الأول.