تطرق وزير الحرب الاسرائيلي غانتس إلى لقائه مع الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، قبل أسبوعين، واعتبر أن أهمية هذا اللقاء بالحفاظ على العلاقة مع السلطة الفلسطينية، التي وصفها بأنها "ذات أهمية من الدرجة الأولى".
وقال غانتس إنه لا توجد نية لدى الحكومة الإسرائيلية بالتوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين، ولا يوجد احتمال لإجراء مفاوضات حقيقية طالما أن الفلسطينيين منقسمون بين الضفة الغربية وقطاع غزة، الذي تسيطر عليه حركة حماس.
وأضاف غانتس أن "أبو مازن لم ينجح في إثبات إلى أي مدى هو قادر على اتخاذ قرارات تاريخية. فهو لا يزال يحلم بالعودة إلى خطوط 1967. وهذا لن يحدث. وهو ملزم بأن يدرك أننا هنا كي نبقى ولن نُخلي مستوطنات".
واضاف غانتس الى أن إسرائيل ستكون مستعدة لقبول العودة إلى الاتفاق النووي الذي تفاوض عليه الولايات المتحدة مع إيران. وأضاف أن الحكومة الإسرائيلية لن تجري مفاوضات مع الفلسطينيين. وجاءت أقوال غانتس خلال مقابلة أجرتها معه مجلة "فورين بوليسي" الأسبوع الماضي ونشرتها اليوم، الاربعاء.
وأشار غانتس إلى أن إسرائيل "بإمكانها العيش مع اتفاق نووي جديد"، مضيفا أن "التوجه الأميركي الحالي الذي بموجبه يجب التسبب بأن تضع إيران برنامجها النووي جانبا مقبول عليّ".
وأضاف غانتس أن إسرائيل تريد رؤية "خطة ب أميركية". ويكرر المسؤولون الإسرائيليون الحديث عن خطة كهذه في حال عدم التوقيع على اتفاق نووي جديد. وقال غانتس للمجلة الأميركية إن خطة كهذه ينبغي أن تشمل ضغوطا اقتصادية واسعة على إيران في حال فشل المحادثات، وألمح أيضا إلى "خطة درج" إسرائيلية، تشمل هجوما عسكريا.
واعتبر غانتس أن إيران بعيدة شهرين أو ثلاثة عن إمكانية حصولها على المواد والقدرات المطلوبة لصنع قنبلة نووية. لكن هذا موقف لا يوجد في إسرائيل إجماع حوله. فقد قال وزير الخارجية الإسرائيلي، يائير لبيد، في مقابلة لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، نُشرت اليوم، إنه "عندما يتحدثون عن أن إيران تحتاج إلى أشهر كي تكون دولة عتبة (نووية)، فإن القصد هو حاجتها إلى أشهر كي تكون دولة عتبة بمفهوم تخصيب اليورانيوم، وليس من ناحية قدرات (نووية) عسكرية. وهذان موضوعان مختلفان تماما". وأضاف أن إيران بعيدة عن صنع قنبلة نووية أكثر من ذلك، "ولا اريد أن أحدد الفترة، وأتعمد الا اذكر أرقاما، وهناك تقديرات طبعا". وأردف أن إيران تحتاج إلى أكثر من عدة أشهر.
وشكك غانتس في إمكانية أن تدفع الجهود الدبلوماسية إيران إلى التراجع عن برنامجها النووي، وأنه في هذه الحالة ينبغي ممارسة ضغوط دبلوماسية واقتصادية على طهران من جانب الولايات المتحدة وأوروبا وروسيا والصين. وتابع أنه "ينبغي ربط الصين بهذه الجهود، ويوجد لآسيا دور تؤديه".
وبحسب غانتس، فإنه "بإمكان إسرائيل أن تقود ’خطة ب’ جدية، ولا يمكننا إنشاء نظام عقوبات دولي. ويجب أن تقود ذلك الولايات المتحدة"، وأن إيران "يجب أن تخاف من الولايات المتحدة وحليفاتها الجديات". وأضاف أن الجيش الإسرائيلي يُعدّ خيارا عسكريا من أجل لجم البرنامج النووي الإيراني، وأنه "إذا لم يكن هناك خيارا، فسنصل إلى هناك. ونحن لسنا أميركا، لكن لدينا قدراتنا".
وكرر غانتس التحذير من سباق تسلح نووي في حال أصبحت إيران دولة عتبة نووية، وقال إن "دولا أخرى لن تجلس بهدوء. وسيشترون (سلاحا نوويا) من باكستان أو دول أخرى".