رام الله الإخباري
أعادت وسائل الاعلام الإسرائيلية، تسليط الضوء على القيادي في كتائب القسام بالضفة الغربية الأسير إبراهيم حامد، والذي يقبع في سجون الاحتلال منذ 2006 الماضي.
وبحسب فيلم وثائقي استقصائي أعدته القناة الإسرائيلية الرسمية، فإنه باعتقال إبراهيم حامد قد انتهت الانتفاضة الثانية، وتم القضاء على الجناح العسكري لحماس في الضفة الغربية.
ونقلت القناة العبرية، عن قيادات في الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، تأكيداتهم بأن للأسير إبراهيم حامد شخصية كاريزماتية، وذكاء وحسًا أمنيًا قويًا، الأمر الذي ساعده في التخطيط على المستوى الاستراتيجي من قيادة كتائب القسام خلال الانتفاضة الثانية، وإفشال الجهود الضخمة لاغتياله أو اعتقاله على مدار سنوات.
وأكد عدد من الضباط الإسرائيليين الذين يعملون في جهاز "الشاباك"، أن الأسير حامد أشرف على هجمات أسفرت عن مقتل 75 مستوطنًا وجنديًا خلال سنوات الانتفاضة الثانية، لكنه نجح في الإفلات من أفضل المنظومات الأمنية في العالم قبل الأسر.
ويقول الضابط "عاهد" وهو الضابط المسؤول عن بلدة سلواد في محافظة رام الله والبيرة: إن أول لقاء بينه وبين حامد كان عقب استدعائه لمقر جيش الاحتلال، مبينا أنه شعر أنه أمام رجل صاحب كاريزما، وأنه من الواجب عليهم ابقائه تحت المتابعة والمراقبة.
أما قائد "الشاباك" المسؤول عن رام الله غنون بن يتسحاك، فيؤكد أن "حامد" لم يكن شبحًا فقط، إنما قد تحول بالنسبة له إلى حالة هوس وصلت لدرجة أن يطارده في أحلامه.
ووفقا لأحد ضباط "الشاباك"، فإن حامد قد حاول تفجير مجمع لتخزين الوقود في والغاز في "تل أبيب"، يعرف باسم "مجمع بي غليلوت"، بعدما نجح في إدخال عبوة ناسفة إلى أحد أكثر المنشآت خضوعًا للإجراءات الأمنية الوقائية.
ويقول الضابط: "إن "خلية سلوان" بإشراف حامد زرعت العبوة في شاحنة تحمل خزانًا للوقود، وبعد أن دخلت الشاحنة تم تفجيرها، لكن الاستجابة السريعة لطواقم الطوارئ حالت دون وقوع كارثة. ويؤكد أن المحاولة تكررت بعد أقل من شهر بنفس الطريقة".
وأوضح أنه لو نجحت تلك المحاولة لأدى ذلك لمقتل 6 آلاف إسرائيلي بحسب أقل تقدير، نتيجة أطنان الغاز والأمونيا في المنشأة".
وأضاف الضابط في الشاباك: "بعد محاولتي تفجير هذا المجمع، اعتقلت قوات الاحتلال "خلية سلوان"، حيث كانت قد نفذت حتى ذلك الوقت هجمات أسفرت عن مقتل 35 إسرائيليًا. لكن حامد بقي حُرًا، وبدأ العمل مع خلية جديدة".
ويوضح الشاباك أن حركة حماس في عهد حامد كان لديها على الأقل 100 "خلية نائمة" تنتظر التعليمات من أجل الانطلاق ومزاولة عملها، مبينا أن حامد كان يلتقي بشخص أو شخصين فقط، ولم تكن اللقاءات تحدث في مكان سكنه، ولا في مكان يُمكن أن يقود لاعتقاله.
وأشار الشاباك الى أن حامد لم يستخدم الاتصالات الهاتفية، والذين التقوه لم يكونوا يعرفوا أنهم سيلتقون مع حامد، مضيفًا أن "درجة التكتم لدى حامد كانت في الحد الأقصى".
ووفقا لما ورد في الفيلم الوثائقي الإسرائيلي، فإن حامد كان يتصرف بناءً على نمط عمل يخص رجال حماس من الجيل القديم، مضيفا: "هذا الجيل الذي درس في الخارج. لقد كانوا رجالاً أذكياء".
وأعلن ديوان رئيس حكومة الاحتلال اعتقال حامد، بتاريخ 23 أيار/مايو 2006، في عملية مشتركة بين جيش الاحتلال وشرطته وجهاز "الشاباك".
ويلقب قادة جيش الاحتلال و"الشاباك" حامد "بطائر الفينيق"، وهو الطائر الذي تقول الأسطورة إنه ينهض من الرمال بعد موته، وذلك لأن حامد كان ينهض دائمًا بعد اعتقال مساعديه والخلايا التي تعمل تحت إمرته.
الترا فلسطين