محللون سياسيون: المصالحة بعيدة المنال والفجوة مازالت كبيرة

p3.jpg

رام الله الإخباري

أجمع محللون سياسيون أن المصالحة الفلسطينية ما زالت بعيدة المنال، عقب فشل تحقيق أي تقدم في المباحثات بين حركتي فتح وحماس، ما يعني استمرار الانقسام الفلسطيني إلى أمد لم يعد انتهاؤه قريبا.

ورأى المحللون في أحاديث منفصلة لـ"الأناضول"، أن تبادل الاتهامات بين قادة الحركتين مؤخرا لا يبشر بخير، ويشير إلى أن إنهاء الانقسام ما زال بعيدا.

وقال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، رئيس الهيئة العامة للشؤون المدنية الوزير حسين الشيخ، الثلاثاء الماضي، إن قيادات حركة حماس عادت مجددا إلى موجة التضليل والخداع.

واعتبر الشيخ في تغريدة عبر حسابه على "توتير" ردا على تصريحات عضو المكتب السياسي لحماس خليل الحية، خلال لقاء عقده في مدينة غزة، أن تضليل قيادات حماس دليلا على الهروب من استحقاق المصالحة الوطنية والتنصل من تفاهمات إسطنبول والتراجع عنها.

وكان الحية قد قال إن استئناف السلطة الفلسطينية علاقاتها والتنسيق الأمني مع "إسرائيل" عطل المصالحة.

وأعلنت السلطة في 17 نوفمبر المنصرم عودة العلاقات مع "إسرائيل" كما كانت بما فيها الأمنية والمدنية.

من جهته، رأى أستاذ العلوم السياسية في الجامعة العربية الأمريكية بمدينة جنين شمال الضفة الغربية، أيمن يوسف، أنه بناء على معطيات المصالحة على أرض الواقع فإنه ما زال ملفها يراوح مكانه، ويشي بأن إنهاء الانقسام بعيد المنال، مرجعا ذلك إلى عدم وجود ثقة بين الحركتين.

واعتبر يوسف أن إفرازات الانتخابات الأمريكية لها دور في عرقلة المصالحة، في ظل مؤشرات إمكانية العودة إلى المفاوضات بين السلطة و"إسرائيل".

وأضاف أن الوضع الإقليمي المضطرب يلقي بظلاله على الحالة الفلسطينية، حيث حالة التطبيع العربي مع "إسرائيل"، وعدم الاستقرار السياسي، وذهاب "إسرائيل" ربما إلى انتخابات جديدة، معربا عن اعتقاده بأن الحركتين مستفيدتان من حالة الانقسام.

من ناحيته، رأى المحلل السياسي الفلسطيني أحمد رفيق عوض، أن التراشق الإعلامي بين الحركتين ينم عن خلافات كبيرة ما زالت بينهما، وأن ملف المصالحة عاد إلى المربع الأول وما زال حله بعيدا.

وأرجع سبب العودة لمربع الانقسام إلى عودة السلطة إلى علاقتها مع "إسرائيل"، وقرب انتخابات حركة حماس الداخلية، وهو ما يعني أن قرار الحركة يبدو عليه التذبذب.

ولفت إلى وجود فجوة بين الطرفين تشي بأن المصالحة ما زال إتمامها بعيدا، مرجحا في الوقت ذاته أن تكون أطراف إقليمية وعربية مارست ضغوطا على السلطة أدت لمثل هذا الموقف من المصالحة.

أما الكاتب والمحلل السياسي تيسير محيسن، لفت إلى أن الحركتين ما زالتا تؤكدان استمرار جهودهما لتحقيق المصالحة، وعدم إغلاق الملف.

وأشار إلى تلك التصريحات تأتي رغم التغيرات الأخيرة الحاصلة في الملف الفلسطيني، أهمها عودة السلطة لعلاقاتها مع "إسرائيل"، مستبعدا إتمام المصالحة في الوقت القريب بسبب الفجوة بين الحركتين التي عرقلت ملف المصالحة في مرات عديدة في السابق.

وعقدت الحركتان في القاهرة في 16 و17 نوفمبر المنصرم لقاءات ضمن إطار بحث جهود تحقيق المصالحة.

وسبق ذلك أن أجرى وفدا الحركتين خلال سبتمبر المنصرم لقاء في مدينة إسطنبول، اتفقا خلاله على رؤية ستقدم لحوار وطني شامل بمشاركة القوى والفصائل الفلسطينية.

إلا أنه في 25 نوفمبر المنصرم، قالت حركة فتح إن حوارات المصالحة لم تنجح بسبب خلافات مع حماس حول مواعيد إجراء الانتخابات.

وحركة فتح تدعو لإجراء انتخابات المجلس التشريعي أولا في الضفة الغربية وقطاع غزة فقط، ثم التوجه لانتخابات رئاسية، ومن ثم انتخابات المجلس الوطني، في حين حركة حماس تطالب بإجراء الانتخابات الثلاثة بالتزامن، وهو الأمر الذي دائما ما ينسف أي محادثات بشأن إنهاء الانقسام.

الأناضول