أرقام قياسيّة في تبذير الطعام برام الله خلال شهر رمضان والبلدية تناشد

تبذير الطعام في رام الله خلال شهر رمضان

رام الله الإخباري

تقرير أحلام عفانة :

طالبت بلدية رام الله اليوم الخميس، المواطنين بتقليل حجم النفايات التي تزداد نسبتها خلال شهر رمضان.

وقالت البلدية في منشور على صفحتها بموقع "فيسبوك"، إن حجم النفايات في رام الله يصل إلى 30% خلال شهر رمضان.

ودعت البلدية المواطنين، إلى عدم الإسراف في موائد الطعام والمشتريات خلال رمضان، وذلك للمساهمة في تقليل حجم النفايات.

ووفق دراسات وتقارير صحفية نُشرت خلال العام الماضي، فإنه خلال شهر رمضان، يصبح هناك زيادة مُقلقة في النفايات في العديد من الدول العربية والإسلامية، وهو ما يوضح حجم "الهوس الاستهلاكي" الذي لا يتلاءم بتاتًا مع القيم الرمضانية التي جاء بها الإسلام.

ففي مدينة نابلس، أشار قسم الصحة والبيئة، إلى أن كمية النفايات التي جمعت خلال الأيام الثلاثة التي سبقت عيد الفطر حوالي 450 طن من النفايات يومياً، وفي بقية أيام

رمضان كان يتم جمع 300 طن يوميًا، بينما في الأيام العادية كان الكمية تصل إلى 200-250 طن يوميًا.

وأوضحت الدراسات أن معدل النفايات العضوية أعلى من المعدل المُتداول (59%) وهو 65% في المحافظة، علمًا بأنه يصل إلى أكثر من 70% في بعض المناطق، كما أن كثافة النفايات عالية في بعض المناطق وهذا يعود -بحسب الدراسة- إلى كميّة المواد الرطبة، مثل بقايا الطعام وقشور الفواكه.

وفي محافظة طولكرم، وجدت الدراسة أن نسبة كبيرة من الخيار والطماطم (البندورة) التي تُزرع في هذه المحافظة تُلقى في القمامة حتى قبل أن تصل المستهلكين، حوالي

11% خلال عمليّة الانتاج وحوالي 10% خلال التوزيع وهذه الكمية هي 5610 طن من الخيار و2915 من البندورة التي تهدر كُل عام في هذه المحافظة فقط!

في حين تنتج محافظة قلقيلية، نحو 2790 طنًا من النفايات شهريًا، منها 1500 طن تنتج من مدينة قلقيلية لوحدها، وذلك بحسب تقرير أعدته سلطة جودة البيئة عن واقع النفايات الصلبة في فلسطين.

أما في مدينة غزة، فقد لفتت بلدية غزة إلى أن كمية النفايات التي يتم إنتاجها تزداد في رمضان بشكل واضح، بنسبة تصل إلى 50% أحيانًا، ففي عام 2011 كان معدل

النفايات يصل إلى 550 طن يوميًا قبل رمضان بينما قفز في رمضان ليصبح 750 طن يومياً.

وبيّنت الدراسة، أن نسبة النفايات العضوية (أكثرها نفايات طعام) تصل إلى 52% خلال عام 2012، وهي أقل بكثير من مناطق في الضفة الغربية مثل محافظة نابلس ومحافظة قلقيلية.

يشار إلى أن مُعظم الدراسات المنشورة في المنطقة العربية والتي تطرقت لازدياد النفايات في رمضان في الضفة الغربية وقطاع غزة، تُشير إلى وجود زيادة ملحوظة في

كميّات النفايات، وبالأخص نفايات الخُبز والخضار والفواكه.

الأصل أن يكون شهر رمضان هو أفضل فُرصة لإعادة التفكير بهدر الطعام وهي قضية تحظى في الآونة الأخيرة باهتمام ملحوظ من قبل المؤسسات الأكاديمية والمنظمات

البيئية.. بالأخص وأن حوالي ثُلث الطعام المُنتج حول العالم يُلقى في القمامة قبل أن يُستخدم، والأنكى أن تجد دولا عربية مثل السعوديّة والإمارات تتربع على قائمة أكثر الدول هدرًا للطعام.

ولا شك أن الوضع في فلسطين ليس أفضل بكثير، فالكثير من الدراسات التي أجريت حول النفايات في قطاع غزة ومحافظة نابلس وطولكرم وقلقيلية تُشير بأن معظم النفايات هي عضوية وبالتالي فإن أكثرها نفايات طعام.

وبحسب الدراسات، فإن النفايات المنزلية تنبعث منها الروائح الكريهة الناتجة عن تعفنها بسبب الجراثيم والبكتيريا والطفيليات، إلى جانب انتشار الأبخرة المهيجة المشبعة بالغازات السامة في ظل ارتفاع درجات الحرارة.

وذكرت دراسة أجرتها سلطة جودة البيئة مؤخراً، أن تراكم النفايات يؤدي إلى انتشار الحشرات الناقلة للميكروبات والأوساخ فضلا عن تجمع الحيوانات الناقلة للأوبئة

والأمراض حولها، ما يؤدي لانتشار الأمراض المختلفة لا سيما المتعلقة بالجهاز التنفسي، من أبرزها أمراض الحساسية، و الربو، والشري (الارتيكاريا)، وسيلان الأنف، والتهاب العينين، وأمراض أخرى.

وفي ضوء تداعيات الأزمة المتفاقمة، غالبا ما يلجأ البعض إلى إشعال النار في الحاويات تفاديا للروائح الكريهة المنبعثة منها، وانتشار القوارض والبعوض الذي يتكاثر في

أماكن تجميعها داخل الحاويات المخصصة لها أو الملقاة في الطرقات والأزقة، وذلك رفضاً لتقصير الجهات المسؤولة.

 

رام الله الاخباري