معاريف :سببان يدفعان نتنياهو لاتمام صفقة التبادل مع قطاع غزة

نتنياهو-1662405731.jpg

قالت صحيفة معاريف العبرية إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يُبدي اهتمامًا واضحًا بإتمام صفقة تبادل الأسرى مع حركة حماس، مشيرة إلى أن من استمع إليه خلال المناقشات الأخيرة أدرك أنه يفضّل التوصل إلى الصفقة، لكونها ورقة سياسية ذات طابع أخلاقي يمكنه تقديمها كإنجاز أمام الداخل والخارج، في محاولة لتخفيف الانتقادات والمضي نحو آفاق سياسية جديدة.

وأشارت الصحيفة إلى أن حالة التأهب والتوتر المتصاعدة بالتزامن مع التقارير عن إحراز تقدم في الاتصالات الجارية بشأن وقف إطلاق النار وصفقة الأسرى في غزة، لا تهز الكابينت فحسب، بل تؤثر على المشهد السياسي الإسرائيلي بأكمله.

وأضافت أن السؤال الأهم، الذي تراجع خلال الأشهر الماضية، يعود اليوم إلى الواجهة: هل ستؤدي الصفقة إلى سقوط الحكومة؟ الإجابة الآن تختلف تمامًا عما كانت تبدو عليه في السابق.

وترى الصحيفة أن أحد أهم الافتراضات في هذا السياق هو أن أحدًا لا يرغب بخوض انتخابات جديدة، لا من داخل الائتلاف الحاكم، ولا من صفوف المعارضة، إذ إن كلمة "انتخابات" باتت تُثير القشعريرة لدى معظم الفاعلين السياسيين، باستثناء نتنياهو الذي يبدو الوحيد غير القلق من هذا الخيار.

وفسّرت الصحيفة ذلك بتشرذم معسكر الدولة، حيث انسحب غادي أيزنكوت، ما أحدث انقسامًا داخليًا، بينما يواصل نفتالي بينيت إرسال إشارات غير حاسمة دون الالتزام لأي طرف، في حين لا يشعر يائير لابيد بالرضا عن نتائج استطلاعات الرأي، ما يجعل المعارضة غير مهيأة لخوض معركة انتخابية جديدة.

أما العامل الثاني، وفق معاريف، فهو أكثر تعقيدًا، ويتعلق بالشخصية التي ستقود الليكود في الانتخابات المقبلة. فبينما يُتوقع أن يقود نتنياهو الحزب كالمعتاد، تشير التقديرات إلى أن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب سيكون شريكًا غير مباشر في الحملة الانتخابية.

ورغم أن ترامب لا يملك صفة رسمية تتيح له التأثير في السياسة الإسرائيلية، إلا أن ذلك لم يمنعه من التدخل في السابق، وقد عبّر مؤخرًا عن دعمه العلني لنتنياهو، عبر نصين نُشرا دعماً لإلغاء محاكمته، مما يعزز الاعتقاد بأن هناك تنسيقًا فعليًا بين الطرفين استعدادًا للانتخابات، وهو ما تتابعه المعارضة بقلق بالغ.

وتطرقت الصحيفة أيضًا إلى موقف قادة اليمين المتطرف، إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، اللذين يعارضان الصفقة مع غزة بشكل علني، لكنهما في الوقت ذاته لا يتجهان نحو تفكيك الائتلاف. فسموتريتش لا يملك سيطرة كاملة على حزبه، في ظل تراجع الاستطلاعات، بينما يحاول بن غفير بناء صورة أكثر اتزانًا، ويدرك أن الدخول في صدام مع نتنياهو لن يفيده سياسيًا في هذه المرحلة.