ارتفع إلى 25 عدد الشهداء الفلسطينيين الذين سقطوا جراء القصف الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ الجمعة الماضي، إلى جانب أربعة قتلى إسرائيليين بصواريخ المقاومة، التي أعلنت استهدافها مركبتين عسكريتين.
فقد استشهد ثلاثة فلسطينيين -بينهم طفلة- وأصيب آخرون جراء قصف إسرائيلي على شقة سكنية في منطقة الشيخ زايد (شمالي قطاع غزة).
كما استشهد أربعة -بينهم سيدة حامل- في قصف على منزل في بيت لاهيا (شمال القطاع) وفلسطينيان آخران وسط مدينة رفح (جنوبي القطاع)، وبذلك يرتفع عدد الشهداء في القطاع إلى 25 شهيدا منذ الجمعة الماضي.
كما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة إصابة 146 بجراح خلال الهجمات.ودمر الاحتلال خلال التصعيد نحو 15 مبنى سكنيا في مناطق متفرقة من القطاع.
في هذه الأثناء، بث ناشطون فلسطينيون تسجيلات مصورة تظهر لحظة قصف طائرات الاحتلال الإسرائيلي عمارة أبو قمر في حي الصبرة بغزة، وأدى القصف إلى تدمير العمارة بالكامل.
وتواصل طائرات الاحتلال طيلة الليلة الماضية واليوم الأحد شن عشرات الغارات المدمرة على مختلف مناطق قطاع غزة المحاصر منذ 13 عاما.
من جانبها، أعلنت غرفة العمليات المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية إطلاق عشرات الصواريخ باتجاه البلدات الإسرائيلية.
وأفادت وسائل اعلام محلية بأن كتائب القسام (الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس) وسرايا القدس قصفتا ناقلة جند إسرائيلية بصاروخ كورنيت شرق قطاع غزة.
كما استهدفت كتائب القسام مركبة عسكرية إسرائيلية شمال قطاع غزة بصاروخ موجه مطور وإصابتها بشكل مباشر، في إطار عمليات الغرفة المشتركة.وكان قائد كبير في سرايا القدس قال إن المقاومة جاهزة لتوسيع مدى دائرة النار كمّا ونوعا.
وأوضح القيادي في بيان أن المقاومة استهدفت المدن الإسرائيلية بصواريخ جديدة ذات قوة تدميرية كبيرة، مضيفا أن جيش الاحتلال يتكتم على أماكن وفعالية الصواريخ التي سقطت في عسقلان وغيرها من المدن والبلدات الإسرائيلية.
وأفادت قناة الجزيرة القطرية عن مصادر في المقاومة الفلسطينية أمس أنها استهدفت بالصواريخ قاعدة "حتسريم" الجوية ومطار "نيفاتيم" العسكري القريبيْن من مدينة بئر السبع.
تهديد نتنياهو
من جهتها، أعلنت مصادر إسرائيلية مقتل أربعة إسرائيليين وإصابة آخرين إثر سقوط قذائف صاروخية على مدن ومستوطنات متاخمة للحدود مع قطاع غزة.
أما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فقال إنه أمر الجيش بمواصلة هجماته بقوة، وتعزيز قواته بوحدات من أسلحة المدرعات والمدفعية والمشاة، للتعامل مع أي تطور.
وحمّل نتنياهو -في مستهل جلسة الحكومة الإسرائيلية- حركة حماس المسؤولية عن هجماتها، وعن تلك التي تنفذها حركة الجهاد الإسلامي.
وأضاف مخاطبا الإسرائيليين "أصغوا بدقة إلى تعليمات الجبهة الداخلية، هذه التعليمات تنقذ الحياة، نعمل وسنواصل العمل من أجل استعادة الهدوء والأمان لسكان الجنوب".
وأشارت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية على موقعها الإلكتروني إلى أن إسرائيل فتحت الملاجئ في أغلب مناطق محيط غزة، موضحة أن صافرات الإنذار وصلت منطقة الخضيرة (تبعد 110 كيلومترات عن قطاع غزة).
ردود دولية
وعلى صعيد الردود، قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إنه تم التثبت من إطلاق أكثر من أربعمئة صاروخ من غزة على إسرائيل، وإن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها.
أما المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف فقال في تغريدة إن الأمم المتحدة تعمل مع جميع الأطراف لتهدئة الوضع في غزة، مضيفا "أدعو إلى وقف التصعيد الفوري والعودة إلى تفاهمات الأشهر القليلة الماضية، أولئك الذين يسعون إلى تدميرها (التفاهمات) سيتحملون مسؤولية الصراع الذي ستكون له عواقب وخيمة على الجميع".
وجدد الرئيس الفلسطيني محمود عباس إدانته للهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة، وطالب بوقف العمليات العسكرية.من جانبه، طالب الأردن بوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة فورا، واحترام القانون الدولي الإنساني. وحذرت وزارة الخارجية الأردنية في بيان لها من تبعات التصعيد ضد القطاع المحاصر.
وأكدت ضرورة وقف كل العمليات العسكرية ضد القطاع الذي يعاني أهله من أزمة إنسانية بسبب الحصار الذي تفرضه إسرائيل في خرق للقانون الدولي.
من جهتها، نددت تركيا بالهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة، واستهدفت مبنى يضم مكتب وكالة أنباء الأناضول التركية.
ووصفت الخارجية التركية في بيان لها الهجمات الإسرائيلية بالتصرفات المتهورة، وطالبت المجتمع الدولي بالتحرك بشكل سريع بهدف خفض التوتر في المنطقة.