قال تقرير صادر عن دائرة الدراسات والتوثيق في هيئة شؤون الأسرى والمحررين، أن محاكمة الأسير المهندس محمد خليل الحلبي من قطاع غزة تعتبر أحد أطول المحاكمات في تاريخ الحركة الفلسطينية الأسيرة.
وأشار التقرير، إلى أن الحلبي الذي كان يشغل قبل اعتقاله مديراً لمؤسسة الرؤية العالمية الأمريكية (World Vision ) في قطاع غزة، يدخل العام الجاري عامه الثالث داخل المعتقلات الإسرائيلية، وعرض خلال هذه الأعوام أكثر من 114 مرة على محاكم الاحتلال، دون أن يُحكم حتى اللحظة.
حيث ما زالت سلطات الاحتلال تحتجز الحلبي بحجة تحويل مبالغ مالية من المؤسسة لصالح فصائل فلسطينية، دون وجود أي دليل مادي أو ثبوت تهمة قانونية ضده.
كما بيّن التقرير، أن مؤسسة الرؤية العالمية هي مؤسسة إنسانية خيرية أمريكية، وأن طبيعة عمل الحلبي فيها إنسانية بامتياز. حيث كان يساعد العائلات الفقيرة، والمرضى ( خصوصاً مرضى السرطان)، ويقدم الدعم النفسي للأطفال بعد الحرب، ويساعد المزارعين والصيادين المتضررين.
وعلى الرغم من المراجعات التي قامت بها الحكومية الأسترالية للمؤسسة في غزة، أو المراجعات الداخلية التي قامت بها إدارة المؤسسة نفسها، والتي أثبتت براءة الحلبي من كل الاتهامات الإسرائيلية الزائفة، وبالرغم من البيان الذي أصدره المركز الخاص بمتابعة التعذيب في "تل ابيب" عقب زيارته في معتقل نفحة، والذي يؤكد تعرض الحلبي للتعذيب لانتزاع اعترافات منه بالقوة، تواصل "إسرائيل" احتجازه بالرغم من نفيه كل التهم الموجهة إليه.
كما أكّد التقرير، أن اعتقال المهندس خليل الحلبي يأتي في سياق سياسة إسرائيلية ممنهجة ضد رّواد العمل الإنساني، تهدف لإغتيال المؤسسات الدولية والإنسانية المناصرة للحق الفلسطيني، وترافقها في هذه السياسة الإدارة الأمريكية، التي سبق أن أوقفت تمويل وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين ( الأونروا )، وحجبت المساعدات الإغاثية والطبية والتنموية عن الضفة الغربية وقطاع غزة.
يُذكر أن الأسير محمد الحلبي، البالغ من العمر (41 عاماً)، يسكن مخيم جباليا شمال قطاع غزة، وحاصل على شهادة ماجستير هندسة مدنية، ومتزوج ولديه خمسة أبناء. وكان الحلبي اقد اعتقل خلال تنقله عبر (معبر بيت حانون/ إيرز)، شمال قطاع غزة، في الخامس عشر من حزيران/ يونيو عام 2016، ويقبع حالياً في معتقل ريمون في ظل ظروف سيئة للغاية
حيث تتعمد إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية التضييق عليه، ومفاقمة معاناته عبر التنقلات المستمرة في "البوسطة"، وما يتعرض خلالها من تعذيب وتنكيل وإهانة، إضافة إلى تعذيبه جسدياً ونفسياً، وعزله لفترات طويلة.