في فلسطين ...احتفالات الثانوية العامة تنتهي بفاجعة وحزن

قتلى في فلسطين بسبب نتائج الثانوية

رام الله الإخباري

غاب الوعي والرادع القانوني عن استخدام الألعاب النارية، وإطلاق الاعيرة النارية ابتهاجا خلال الاحتفالات بنتائج الثانوية العامة في محافظات الوطن، فحلت الفجيعة محل الفرحة.

دقائق قليلة من إعلان نتائج الثانوية العامة "الإنجاز" في قطاع غزة، اعقبها خبر مقتل الطالب رامز داود (18 عاما) من حي الشجاعية بعد إصابته بطلق ناري بالرأس، خلال احتفالات ذويه بنجاحه، في حين اصيبت طالبتان آخرتين، أيضا بالأعيرة النارية خلال احتفالات ذويهما بنجاحهما بالثانوية العامة

اما في الضفة الغربية، افاد الناطق باسم الشرطة العقيد لؤي إرزيقات بأن 7 مواطنين أصيبوا خلال الاحتفالات بالنتائج في الضفة الغربية، منهم 3 بالرصاص ووصفت جروحهم بالمتوسطة في مدينة الخليل، و4 من محافظات: القدس، وطوباس، ونابلس، وطولكرم.

ووضعت الشرطة الفلسطينية قبل صدور النتائج خطة لمنع استخدام هذه الألعاب، والتي تمثلت بمداهمات للمحلات التجارية التي يتوقع أن يبيع أصحابها المفرقعات، حيث تم ضبط 21 كرتونة كبيرة يقدر ثمنها بعشرات آلاف الشواقل، كما تم إلقاء القبض على 15 شخصاً من تجار هذه الألعاب ومن قام بإطلاقها في الطرقات، وتحرير عدد من المخالفات المرورية لأشخاص تجاوزوا القانون أثناء الاحتفالات بالنجاح في الثانوية العامة.

ويبدأ خط وصول المفرقعات والألعاب النارية من اسواق الاحتلال، حيث يتوجه التاجر الفلسطيني إلى هناك ويستوردها ثم يتم تحويلها إلى المناطق المصنفة "ج"، ومن هناك يتم توزيعها إلى الأسواق بطرق سرية تشبه تهريب المخدرات، يبين ارزيقات.

يؤكد ارزيقات، بأن فلسطين خالية من المعامل المصنعة لهذه المفرقعات، كما أن طريقة عرضها في المحلات التجارية يتم بصورة سرية، ولا يمكن أن نجدها معروضة بشكل علني، وإنما يقوم التاجر بإخفائها إما في منزله، أو في سيارته، أو في مكان بعيد عن الأنظار.

ويعزو الناطق باسم الشرطة استخدام الألعاب النارية إلى غياب الوعي بخطر المفرقعات، ويزداد خطرها أكثر فأكثر إذا استخدمت من قبل الأطفال، في وقت سجلت فيه خلال السنوات الماضية عدة حالات من بتر الأصابع.

الاخصائية النفسية الاجتماعية نهاية أبو ريان، تقول: "إن لجوء المواطنين إلى استخدام هذه الألعاب يعطيهم شعور بالإنجاز، ويعتقدوا بأنه أفضل طريقة ليعبروا فيها عن فرحتهم من خلال إصدار الأصوات العالية إن كان بالمفرقعات أو بالموسيقى الصاخبة أو التصرفات الخارجة عن المألوف".

ترى أبو ريان بأن الطقوس الاجتماعية هي من وفرت الغطاء لهذه التصرفات خاصة أن النجاح والأفراح يتم التعبير عنها عادة من خلال المفرقعات أو الرصاص، داعية إلى توفير رادع قانوني، وأن يصبح هناك ثقافة عند الأسرة بأن استخدام المفرقعات النارية سيؤدي إلى خسائر كبيرة على حساب النفس والمال.

وتضيف: "على المواطنين أن يدركوا ان حجم الخسائر التي تترتب على هذه السلوكيات، وأن يعرفوا أهمية صحة أبنائهم" .أما عن مصير تجار هذه الألعاب، فيقول ارزيقات بأنه يتم تقديمهم للعدالة، وسط غياب قانون رادع لتجارة وترويج المفرقعات النارية.

 

وفا