رام الله الإخباري
يبدأ الثلاثاء، أول أيام خمسينية الشتاء بما يعرف بـ"سعد ذابح" وهي فترة باردة تمتد من 30 كانون الثانى وحتى 11 شباط.
و"سعد بلع" سيتبع "سعد الذابح" ويستمر حتى 24 شباط، والثالثة "سعد السعود" وتمتد حتى 8 آذار، والرابعة "سعد الخبايا" وتمتد حتى 20 آذار؛ نهاية خمسينية الشتاء وبداية الاعتدال الربيعي.
كما أن أربعينية الشتاء لهذا الموسم تنتهي الأثنين، وشهدت فلسطين خلالها هطولا مطريا أسهم بتحسن الموسم في معظم المناطق بشكل ملحوظ.
السعود الأربعة:-
ويروى عن سبب هذه التسمية أن جماعة قد خرجوا للغزو ومعهم شخص اسمه "سعد" فهبت عاصفة ماطرة شديدة البرد ولم ينج منهم إلا شخص واحد، ولما رجع لقومه سأله والد سعد عن سعد فأجاب لقد ذبح سعد ناقته واختبأ بداخلها لشدة البرد فابتسم الوالد لأنه تيقن أن سعداً قد نجا، ولما عاد سعد ورآه والده من بعيد قال "جاء سعد الذابح".
وفي رواية أخرى أنه قد حدث وفي أيام الدولة الأموية ولما عرف البريد بواسطة الخيل والإبل كان سعد هو الذي ينقل البريد في بلاد الشام، وفي أوائل شباط الخمسينية خرج سعد بالبريد من دمشق وكانت الأمطار والعواصف والبرد الشديد، فذبح ناقته واختبأ بداخلها فسمي سعد الذابح.
وفي الفترة الثانية التي تلتها والتي يسمونها سعد بلع أي أن سعداً كان يبلع أي يأكل من لحم الناقة التي ذبحها، ولهذا فهم يعتقدون أن الأرض في سعد بلع تبلع كل المطر الساقط فلا يظهر بركاً على سطح الأرض.
وبعد سعد بلع قالوا سعد السعود، لأن سعد نجا فسعد حيث يبدأ الدفء والحرارة ولهذا يقولون في سعد السعود بدور الدم في العود أي تحرك الدم في شرايين سعد بعد أن كان مُتجمداً من البرد؛ والمثل صحيح حيث إنه في أواخر شباط تنتهي فترة سبات النبات فيبدأ امتصاص الغذاء من التربة، حيث تكون قبل ذلك العصارة ساكنة وتتم تغذية النبات من المواد المخزونة.
وبعد سعد السعود يأتي سعد الخبايا إذ تخرج جميع الحيوانات المختبئة من البرد كالأفاعي وغيرها، وفيه أيضاً خرج سعد من مخبئه فسمي سعد الخبايا.
هذه السعود الأربعة قسمت كالآتي:
سعد ذابح: من 1-13 شباط وهي فترة تتسم بالبرد الشديد فيقول المثل "سعد ذابح ما بخلي كلب نابح".
سعد بلع: من 13-25 شباط وهو كناية عن الأرض في تلك الفترة تبتلع ما يسقط عليها من أمطار نتيجة بدء ارتفاع درجة الحرارة.
سعد السعود: 25 شباط إلى 9 آذار حيث تزداد درجة الدفء وتبدأ ذوات الدم البارد بالحركة مثل الأفاعي وغيرها يقول المثل: في سعد الخبايا بتطلع من الأرض الخبايا أو تطلع الخبايا.
المستقرضات
وخلال فترة سعد السعود 25 شباط إلى 9 آذار تأتي المستقرضات ومدتها سبعة أيام: ثلاثة من أواخر شباط وأربعة أيام من أوائل شهر آذار؛ وتمتاز في أغلب الأحيان بالمطر الشديد والفيضانات وهبوب الرياح الشديدة والبرد القارس.
ويقول المثل الشعبي: "إذا تأخر المطر عليك بالمستقرضات" والمستقرضات هي الأيام التي سمتها العرب قديماً أيام العجوز وهي: صنّ، وصنبر، ووبر، والآمر، والمؤتمر، والمعلل، ومطفي الجمر. ويعبر المثل الشعبي: "بالمستقرضات عند جارك لا تبات" دليل شدة البرد والمطر الغزير.
ويذكر أن هناك سبعة أيام في سعد السعود بين نهاية شباط وبداية آذار تسمى (المستقرضات ) أو ( مستقرضات الروم ) وهي ثلاثة أيام في آخر شباط وأربعة في أول آذار أو بالعكس إذا كانت السنة كبيسة ، وتشهد هذه الأيام مطرا غزيرا وبردا شديدا وريحا هوجاء ، وهناك رواية تقول أنّ شهر آذار كان توّاقا للقدوم بالدفء بعد أن ملّت الناس من برودة وتقلبات شباط ، فخاطب شهر شباط قائلا ( شباط يا إبن عمي ثلاثة منّك وأربعة منّي بنخلّي دولاب العجوز يغنّي ، المقصود دولاب المغزل ، وهكذا كان ، فبدأ الطقس بالتحول إلى الدفء وقامت العجوز بالخروج من البيت وجلست في الحاكورة ، تحت الشمسات ، وبدأت بغزل الصوف مستمتعة بأشعة الشمس الدافئة والجو المعتدل ، وقالت شامتة ( راح شباط وحشينا بقفاه المخباط ) فسمعها شباط ، فغضب لهذه الإهانة أيّما غضب واستنجد بإبن عمه آذار قائلا ( آذار يا إبن عمي ، أربعة منّك وثلاثة منّي ، بنخلّي العجوز تحرق دولابها والمغزلة ) وفي رواية أخرى ( آذار يا إبن عمي ، أربعة منّك وثلاثة منّي ، بنخلّي الصبيّة تحرق قبقابها ، والعجوز تشعل دولابها ، وتنضّب ورا بابها ) فاستجاب له آذار ، وكانت أيام سبعة شديدة المطر والبرد ، مما اضطر العجوز أن تحرق كل مالديها من حطب لتتدفأ عليه ، حتى أنها اضطرت لحرق مغزلها وإشعاله طلبا للدفء . !!!!
وفي هذا يقول المثل ( ما إلك طرش يقوم ، و لا مركب يعوم ، إلا بعد مستقرضات الروم )
العجائز
أيام العجائز دون أن ينتبه أحد وقديماً سميت الأيام السبعة التي تقع في الأيام الأربعة الأخيرة من شهر شباط والثلاثة أيام الأولى من شهر آذار بأيام العجائز كعادة العرب القدماء الذين سموا أيام معاركهم بأيام العرب كأيام حروب الداحس والغبراء وغيرها وسموها أيام العجائز لأن بردها شديد يؤدي بحياة الكثير من الناس حيث لم تكن التدفئة متوفرة على ما هي عليه اليوم من مدافئ كهربائية وغازية والمازوت إلى جانب وسائل التدفئة وانتشار الأوبئة والأمراض ولم يكن هناك علاج لها .
وقيل أن سبب تسميتها بأيام العجائز أن امرأة عجوز من العرب كان عندها حاسة الاستشعار عن بعد كما يقولون اليوم حيث أخبرت قومها أن برداً سيقع آخر الشتاء وسيتلف الزرع والضرع فلم يصدقوها لكن حدث في آخر الشتاء ما كانت قد نبأتهم به فسموها أيام العجائز .
وقالوا إن عجوزاً لها سبعة بنين سألت العرب أن يزوجوها فقالوا:
نزوج على أن تعرض جسدها للهواء سبع ليال ففعلت فماتت سابع يوم فسموها أيام العجائز.
رؤيا الاخبارية