منخفضات جوية قادمة تحمل الخير الوفير والمبشرة للقطاع الزراعي

منخفضات جوية قادمة تحمل الخير الوفير والمبشرة للقطاع الزراعي

رام الله الإخباري

تستعد فلسطين لاستقبال سلسلة من المنخفضات الجوية المتتالية، بدءاً من يوم غد الثلاثاء وتستمر حتى بداية الأسبوع المقبل.

تنبؤات دائرة الأرصاد الجوية الفلسطينية تشير إلى أن المنخفضات الجوية تحمل هطولات مطرية كبيرة ومبشرة بالخير، إلا أن هذه المنخفضات عادة ما تقابل بشيء من التشاؤم في صفوف المواطنين، لا سيما المزارعين، ما يحتم على جهات الاختصاص الاستعداد لاستقبال ما هو قادم.

المنخفض الأخير الذي تعرضت له الأراضي الفلسطينية الأسبوع الماضي، خلّف خسائر، وإن كانت محدودة في قطاعات مختلفة، إلا أنها في ذات الوقت رفعت من معدلات تساقط الأمطار في مختلف المحافظات.

وقال مدير دائرة الأرصاد الجوية يوسف أبو أسعد، إن الأمطار التي هطلت منذ شهر كانون الأول الماضي إلى اليوم هي أمطار مُرضية من ناحية التوزيع للقطاع الزراعي.

وأشار إلى أن أعلى هطول للأمطار في الضفة الغربية سجل في بلدة بيت أمر شمال محافظة الخليل وبمعدل هطول بلغ 438 مم، تليها بلدة ترقوميا بمحافظة الخليل أيضا حيث سجلت 395 مم.

18 مليون شيقل تعويضات للمزارعين خلال الأعوام الأربعة الماضية

وبالحديث عن الأضرار التي خلفتها المنخفضات الجوية السابقة، قال وزير الزراعة سفيان سلطان إن طواقم الوزارة وبالتعاون مع صندوق درء المخاطر، ترصد الأضرار التي خلفها المنخفض الأخير في كل المواقع.

وبين أن الوزارة رصدت كل الأضرار الزراعية التي خلفتها المنخفضات السابقة، وتم إعدادها لصرفها للمزارعين، حيث صرفت الدفعة الأولى، بينما ستصرف كل الدفعات السابقة خلال شهرين إلى ثلاثة أشهر.

وبين أن وزارة الزراعة صرفت تعويضات للمزارعين بنحو 18 مليون شيقل على مدار السنوات الأربع الماضية، في كافة المحافظات الشمالية والجنوبية.

وأوضح سلطان، أن وقوع الأضرار لا يوجب التعويض بالضرورة، "لأن التعويض الزراعي مبني على أسس ومعايير ووفقا للائحة أقرها مجلس الوزراء، ومنها إذا كانت الأضرار نتيجة إعصار، أو إهمال، أو عدم اتباع إرشادات الوزارة، فإذا طابقت الحالة هذه اللائحة يتوجب التعويض وإن لم تطابق يتم رصد الموضوع وحفظه لحين توفر السيولة المالية أو إلى حيث صدور قرار بالصرف أو التعويض".

المنخفض أدى لإصابة الثمار بأمراض فطرية

وفي سياق الأضرار التي أحدثها المنخفض، قالت مدير دائرة الإعلام الزراعي في الإدارة العامة للإرشاد في وزارة الزراعة ضحى عابدي، إن المنخفض أدى لحدوث أضرار في البيوت المحمية، وتمزق البلاستيك وتطايره، الأمر الذي أثر على المحاصيل الزراعية وأدى لغرقها نتيجة دخول الأمطار عليها، واختناق الجذور، ما يؤدي لإصابتها بأمراض فطرية، فضلا عن تساقط الثمار وقلع الأشتال وتكسرها.

وأضافت أن المنخفضات الجوية ترفع احتمالية تكون الصقيع، ما يؤدي إلى تغير لون المحصول، ويصبح فيما بعد غير قابل للتسويق.

وبينت أن أكثر المناطق تضررا بفعل المنخفض الأخير، هي مناطق الأغوار الشمالية وطوباس، وفروش بيت دجن بمحافظة نابلس، والمناطق الجنوبية للضفة الغربية (سفوح مسافر يطا، بني نعيم، سوسيا، أم الخير).

وأعادت عابدي التذكير بإرشادات الوزارة وهي، تزحيف النباتات وخاصة في البندورة لتخفيف الضغط على هيكل البيت المحمي، وضرورة الرش الوقائي قبل وبعد المنخفضات الجوية بالمبيدات الوقائية المسموحة والمرخصة، وضرورة إغلاق البيوت المحمية بشكل محكم خاصة فترة الظهيرة لتخزين أكبر كمية من الحرارة، وتدفئة المحاصيل الزراعية بالطرق المتاحة عند المزارعين بحيث تكون آمنة بيئية عن طريق مدافئ من الرمل مع مواد تخلط بمواد مشتعلة ويتم توزيعها في مناطق متعددة في الحقول، وفتح البيت المحمي من الجهة المقابلة للرياح لتخفيف الضغط على هيكله في حال الرياح الشديدة.

وجددت استعداد الوزارة للتعامل مع المنخفضات المقبلة، حيث نشرت إرشاداتها ووزعتها عبر كافة مواقع التواصل الاجتماعي والإذاعات المحلية، وعبر الرسائل القصيرة على هواتف المزارعين، إلى جانب تقديم النصائح والإرشادات لحماية المحصول من الضرر، والزيارات الميدانية لمرشديها للمزارعين في حقولهم.

157 حادثة تعامل معها الدفاع المدني

في هذا السياق، قال مدير دائرة العلاقات العامة في الدفاع المدني نائل العزة، إن طواقمه تعاملت مع 157 حادثًا خلال المنخفض الجوي الأخير، كان توزيعها كالتالي: 22 في محافظة الخليل، 20 رام الله والبيرة، 21 جنين، 18 طولكرم، 11 بيت لحم، و4 حوادث في قلقيلية.

وبين أن 80% من هذه الحوادث تمثلت بإزالة أجسام متطايرة، وأشجار، ولافتات أغلقت الشوارع، وإنقاذ مواطنين حاصرتهم المياه أثناء قيادتهم لمركباتهم، وتدخلت طواقم الإنقاذ وقدمت المساعدة، وتصريف المياه من المنازل وبعض المباني نتيجة غزارة الأمطار وضعف البنية التحتية.

وبين أن الدفاع المدني لديه طواقم مؤهلة بكل المعدات اللازمة حتى تستجيب لكل الحوادث التي تترتب على سقوط الأجسام المتطايرة والأشجار وأعمدة الكهرباء، إضافة للمهارات التدريبية للطاقم وتمتلك المعدات اللازمة للتعامل مع مختلف أنواع حوادث السير، بما فيها 19 كاسحة ثلوج، إضافة لمركبات الإنقاذ المزودة بمعدات السحب والرفع.

وناشد البلديات لمزيد من الاستثمار في البنية التحتية، وضرورة الاستخدام الصحيح لوسائل التدفئة دون تحميل الكهرباء حملا زائدا، وعدم تقريب المدافئ من الستائر والأغطية وتهوية المنزل، والاتصال بالدفاع المدني في الحالات الضرورية مباشرة على الرقم المجاني 102.

المنخفض لم يؤثر على البنية التحتية

وفي هذا السياق، قال وكيل وزارة الحكم المحلي محمد جبارين، إن المنخفض الجوي الأخير لم يؤثر على البنية التحتية، حيث لم تتلقى الوزارة أي شكاوى من قبل المواطنين بهذا الخصوص. وأشار إلى أن كامل الهيئات المحلية والمجالس القروية على تنسيق كامل لتطوير البنية التحتية.

 

وفا