بحث رئيس حكومة كردستان العراق نيجيرفان بارزاني مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون "الدور الذي يمكن أن تلعبه باريس لتخفيف حدّة الأزمة بين أربيل وبغداد".
وأكد بارزاني في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الفرنسي في قصر الإليزيه عقب انتهاء الاجتماع بينهما على "احترام قرار المحكمة الاتحادية العراقية ضد الاستفتاء في الاستقلال"، وإنه "بالنسبة لموضوع الاستفتاء، نحن في مرحلة جديدة، وهذا الموضوع انتهى"، مشيرا الى أن "حكومة الإقليم أعلنت موقفها ونحترم قرار المحكمة الاتحادية".
وأضاف البارزاني، "نحن مستعدون لحل مشاكلنا وفق الدستور في إطار عراق موحد".
بدوره، دعا ماكرون العراق إلى "تفكيك كل الفصائل المسلحة بما في ذلك قوات الحشد الشعبي"، وناقش مع المسؤولين الأكراد في قصر الإليزيه، الأوضاع في العراق عموماً والعلاقات بين أربيل وبغداد، إضافة إلى علاقات الإقليم وفرنسا.
وقال ماكرون بعد اللقاء ان "فرنسا تدعو الى بدء حوار وطني وبناء في العراق".
ويسعى ماكرون الذي استقبل رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في 29 تشرين الاول/اكتوبر الى "تسهيل الحوار" مستفيدا من "العلاقات الجيدة التي تربط باريس بمختلف الاطراف"، وفق الرئاسة الفرنسية.
واعتبر الرئيس الفرنسي ان "وجود عراق قوي ومتعدد يعترف بكل من مكوناته هو شرط للاستقرار الفوري والمتوسط المدى" في الشرق الاوسط.
ورأى ان "الجيل الجديد من القادة الاكراد" الذي يمثله نيجرفان بارزاني، ابن شقيق الرئيس السابق للاقليم مسعود بارزاني وقباد طالباني، نجل الرئيس العراقي السابق جلال طالباني الذي توفي في تشرين الاول/اكتوبر، "يتحمل مسؤولية تاريخية".
واضاف ان "فرنسا ستكون في تصرف الاطراف لانجاح هذا الحوار الوطني البناء".
وتعتبر اوساط الاليزيه ان بارزاني "يتبنى منطق (ايجاد) اطار موحد للعراق"، مؤكدة انه امر "بناء".
ووصل بارزني الجمعة على رأس وفد رفيع يضم كل من نائب رئيس الوزراء قوباد طالباني، رئيس ديوان رئاسة الاقليم د. فؤاد حسين، والمتحدث الرسمي باسم حكومة الاقليم سفين دزيي.
يشار الى ان فرنسا قدمت دعماً وتعاوناً كبيرين للپيشمرگة خلال حربها ضد تنظيم داعش كما زار الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا أولاند اقليم كُردستان مرتين بعد بدء داعش عدوانه على اقليم كُردستان.
وكان الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة رئيس إقليم كردستان السابق مسعود البارزاني أكد، أمس الجمعة، أن الاستفتاء كان قرار أكثر من 90% من مواطني الإقليم، وفيما أشار إلى أن مطالبة الكرد بالحوار ليست من منطلق الضعف، اعتبر أنهم "يفضلون المقاومة على التسليم".
وتشهد العلاقة بين الحكومة الاتحادية وإقليم كردستان توترا كبيرا، بعد إجراء الأخير استفتاء على الانفصال في الخامس والعشرين من أيلول/سبتمبر الماضي، ما دفع رئيس الحكومة المركزية حيدر العبادي إلى فرض إجراءات عدة بينها إيقاف الرحلات الدولية في مطاري أربيل والسليمانية، ومطالبة الإقليم بتسليم المنافذ الحدودية البرية كافة.