قال رئيس حركة حماس في غزة يحيى السنوار إن قرار المصالحة هو قرار جماعي للحركة في الداخل والخارج، مؤكداً أن حركته جادة بطي صفحة الانقسام، مشيرا إلى اتخاذ الحركة عدة خطوات للنهوض بالمشروع الوطني الفلسطيني.
وأكد السنوار خلال لقاء جمعه مع النقابات المهنية بغزة الثلاثاء أن حركته لن تسمح للانقسام أن يستمر، "وأنها ستُنهي الانقسام ولو من طرفٍ واحد".وشدد أن موضوع المصالحة لدى حركة حماس هو محور استراتيجي لها منذ الانقسام وحتى اليوم؛ لكن توفّرت ظروف خاصة جعلت من المصالحة مطروحة بشكل أكبر من أي وقت مضى.
وأوضح السنوار أن حماس قدمت تنازلات كبيرة من أجل المصالحة، مؤكداً أن إنهاء الانقسام فرضٌ شرعي وواجب وطني وضرورة إنسانية، "ومن لا يرى ذلك فهو واهم ومخطئ وبوصلته مختلة".وقال: "استمرار الانقسام خطر استراتيجي على مشروعنا الفلسطيني؛ وإذا لم تتكاتف جهود جميع المخلصين سيكون مشروعنا في ضياع".
ولفت إلى أن حركته اتخذت خطوات عديدة للنهوض بالمشروع الوطني بدأت بتصفير المشاكل الداخلية وحل أزمة جامعة الأقصى، وتطوير العلاقات مع الفصائل الوطنية، وفتح علاقات مع الدول العربية والإسلامية.
وأضاف: "بدأنا بعلاقات مع مصر وتطورت بشكل كبير وتجاوزنا إشكالية الاحتقان التي كانت موجودة، وعلاقاتنا مع القاهرة الآن في أفضل مراحلها".وأضاف أن "مشروعنا الذي نحمله مشروع التحرير والعودة، ونرفض أن نبقى طرفًا بالانقسام".
وحذّر من وجود ما أسماه "متربصين" بالمصالحة وينتظرون أي عثرة لفشلها.وتابع حديثه "إذا رأيتم من حماس أي تقاعس ضد إنهاء الانقسام اصرخوا في وجوهنا واخرجوا ضدنا؛ وكذلك بالنسبة لفتح قولوا كلمتكم بقوة في وجههم".
المقاومة بخير
وجدد تأكيده أن المقاومة الفلسطينية بخير، موضحاً أن المقاومة جهزت خلال السنوات الماضية بنية تحتية قوية للمقاومة؛ "بحيث نستطيع في 51 دقيقة أن نضرب تل أبيب ما ضربناه طيلة 51 يومًا؛ وإذا ما فكر الاحتلال بارتكاب حماقة ما أو التدخل بإفشال المصالحة سنلقنه درسًا حيث لا يتدخل بعد ذلك".
وردًا على شروط الكابينيت الإسرائيلي بنزع سلاح المقاومة، أكد السنوار أن شروط الاحتلال مرفوضة بالكامل، مضيفاً "نحن لا يمكن أن نعترف بإسرائيل أو نتنازل عن سلاحنا أو أي ثابت من ثوابتنا؛ نحن جاهزون أن نتنازل وطنيا وداخليا لأبعد حد أما أمام العدو لن نتنازل".
وشدد أن حركته ستظل الأمينة على مشروع الشعب الفلسطيني ومشروع التحرير والعودة، مؤكداً أن سلاح المقاومة الذي راكمته حماس ليس ملكاً لها فحسب أو للقسام؛ بل هو ملك لكل مواطن بغزة؛ لأن سنوات الحصار الظالم الذي فرض على القطاع ما فرض إلّا لمنعنا من امتلاك القوة.
وتابع حديثه "عملنا طيلة السنوات الماضية من أجل مراكمة هذه القوة لتعزيز مشروعنا الوطني، ونحن كشعب لا زلنا بمرحلة تحرير وطني؛ لا يمكن أن نستغني عن سلاحنا؛ وسلاحنا بالتأكيد يجب أن يكون تحت مظلة وطنية جامعة يشارك بها الكل الفلسطيني"وأوضح السنوار أن حركته بذلت خلال الأعوام الماضية العديد من التضحيات لبناء قوة المقاومة، وليس من أجل التفريط بها، ولن نبخل عن توظيفها إلاّ لخدمة مشروعنا الوطني الفلسطيني".
وأوضح أن حركته لا تريد بديلاً عن منظمة التحرير؛ بل تريد أن تكون المنظمة ممثلا لكافة الفلسطينيين بحق؛ لكي نستطيع أن نقف جميعا تحت مظلتها".وردًا على التهديدات الإسرائيلية باغتياله، قال السنوار "أنا سعيد أن أكون على طريق الشيخ أحمد ياسين بعد أن أحقق المصالحة وحلم التحرير والعودة".وشدد أنه إذا ما كان هناك شبهة تعارض بين مصلحة حماس والمصلحة الوطنية فإن حركته ستتراجع لتغلب الأخيرة.وتابع حديثه "يجب أن نصنع موجة ضغط شعبية في غزة والضفة والخارج للحديث حول المصالحة وإنهاء الانقسام؛ لنغلق الأبواب حول من يريدون افشال المصالحة".