أعلن الجيش اللبناني، اليوم الأربعاء، جهوزيته لأي مواجهة قد تحصل على الحدود الشمالية والشرقية والجنوبية، وفي سياق تعليقه على كلام وزير الأمن الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان.
وقال مصدر عسكري لصحيفة الجمهورية إن "كلام وزير الحرب الإسرائيلي يحمل تناقضات تصل الى درجة لا تُؤخَذ على محمل الجد". وأضاف المصدر "لقد اعتبر ليبرمان أن الجيش اللبناني أصبح جزءا لا يتجزأ من منظومة حزب الله، وهذا كلام يتنافى مع الواقع كليا، فالولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا تقدمان مساعدات عسكرية سخيّة للجيش اللبناني وهما تؤكدان إستمرار تسليحه وتعبران عن ثقتهما الدائمة به، فهل تسلح واشنطن ولندن حزب الله وفق كلام ليبرمان، وهل يملك معطيات لا توجد عند هاتين الدولتين الكبيرتين؟".
وشدد المصدر على أن "الجيش اللبناني يملك إستقلالية كاملة ويخضع لقرار السلطة السياسية، وقيادته هي من ترسم سياسته العسكرية ولا أحد سواها، وهو أثبت جهوزيته لحماية الحدود الشرقية من الإرهاب، وهو جاهز أيضا لحماية الحدود الجنوبية إذا قررت إسرائيل شن أي حرب على لبنان، فمهمته الأساسية حماية كل الأراضي اللبنانية، ولا دخل له بربط الجبهات أو القتال خارج الحدود".
وصرح وزير الأمن الاسرائيلي أفيغدور ليبرمان، الثلاثاء، أنه في حال وقوع حرب جديدة على الجبهة الشمالية، فإن سوريا ولبنان سيكونان معا، ولن يكون لبنان وحده على الجبهة. وقال افيغدور ليبرمان، بحسب ما جاء في بيان صادر عن وزارته، "الواقع الجديد يضعنا امم تحديات جديدة. وإذا كنا في الماضي تحدثنا عن جبهة لبنان، فلم تعد هناك جبهة كهذه. توجد جبهة الشمال. هي سوريا ولبنان معا، حزب الله ونظام الاسد وكل من يرتبط بهما".
وأضاف "عند الحديث عن لبنان، لا نتحدث عن حزب الله فقط بل نتحدث عن الجيش اللبناني أيضا، للأسف هذا هو الواقع، فقد صار الجيش اللبناني جزءا لا يتجزأ من منظومة حزب الله". ونفذت إسرائيل منذ بدء النزاع في سوريا عشرات الغارات الجوية وعمليات القصف في سوريا التي استهدفت خصوصا مواقع وقوافل لحزب الله الذي يقاتل إلى جانب قوات النظام. وحذرت إسرائيل مرارا من أنها لن تسمح بان يستخدم حزب الله في سوريا سلاحا يمكن ان يشكل تهديدا لإسرائيل.
كما تحدث ليبرمان عن احتمال نشوب حرب على الجبهتين الشمالية والجنوبية قطاع غزة في الوقت نفسه. وقال "إذا فتحت المعركة القادمة، لا فرق اين تبدأ في الشمال او الجنوب، ستصبح معركة على الجبهتين، وهذه الفرضية الاساسية لدينا، ولذلك نحن نجهز الجيش". وجاءت أقوال ليبرمان أمام عدد من جنود الجيش الاسرائيلي من قوى السلاح الجوي وجنود المدرعات وجنود المدفعية في وزارة الأمن في تل أبيب.
وقال "كل جهودنا تصب في منع حرب قادمة، لكن في الشرق الاوسط الجديد، التقديرات التي عرفناها بالماضي حول ضآلة الاحتمالات لا تنطبق على الواقع، والواقع هش. قد يحدث هذا بين لحظة وأخرى، بين اليوم والغد". وشدد ليبرمان على أهمية اعداد كل القوى الارضية والجوية لتكون في "جهوزية". وتابع "المفهوم الاساسي لدي هو أن من يريد السلام عليه الاستعداد للحرب، وآمل ان يفكر اعداؤنا في الجانب الآخر في كل خطوة ضد دولة إسرائيل".