رام الله الإخباري
في مكالمة هاتفية أجراها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان مع والد العنصر الذي قُتل خلال عملية اقتحام قصر السلام بجدة، وعده بأمرين، الأول بأخذ ثأر ابنه عبد الله السبيعي من "كل متطرّف وإرهابي في البلاد".
وتابع بن سلمان في المكالمة التي تداولها سعوديون على الشبكات الاجتماعية "اعتبرني واحداً من عيالك"، مضيفاً "لقد تعلّمنا من الحدث اللي صار" مركزاً على أن عملية الاقتحام "زادته عزيمة".
ورغم أنّ بن سلمان ركَّز في مكالمته على وصف القاتل بالمتطرف، كان الأمن السعودي صرّح بعد الحادثة أنّ الجاني منصور بن حسن آل فهيد العامري (28 عاماً) لا ارتباطات إرهابية أو جنائية سابقة له.
ويبدو أن المكالمة القصيرة التي عمدوا إلى تسجيلها ونشرها بشكل واسع على تويتر جاءت رفعاً لمعنويات السعوديين، بعدحادثة تعتبر صادمة استهدفت رمزاً من رموز الدولة وهو قصر السلام، أحد أهم القصور الملكية، فيه مقر الديوان الملكي، وهو مقر انعقاد مجلس الوزراء، والذي تصدر منه أهم قرارات المملكة.وعادة ما يستقبل فيه الملك السعودي الرؤساء من دول أخرى، منهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ولم يتبين بعدُ إن كان ولي العهد محمد بن سلمان في القصر في وقت الهجوم.
وإلى جانب ذلك ففي قاعات هذا القصر عادة ما يلتقي الملك سلمان بن عبد العزيز بشخصيات رئاسية ورسمية خلال زيارتها البلاد، منهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.ويبدو أن أهمية هذا القصر دفعت الإعلامي السعودي جمال خاشقجي لنشر تغريدة، الأحد 8 أكتوبر/تشرين الأول، وصف فيها الهجوم بأنه "جريمة لا تغتفر على رمز الدولة".
فحتى هذه اللحظة لم تستطع السلطات السعودية تبيّن سبب اقتحام شاب سعودي، وصفه أهله بـ"الطبيعي"، لا خلفيات إرهابية أو متطرفة أو جنائية له- قصراً محصناً بسيارته الشخصية، نهايته بالقتل مؤكدة، واقتحامه للقصر شبه فاشلة، ولكنها كانت كفيلة بزرع الرعب داخل القصر.
وقد جاءت تلك الحادثة بعد مجموعة قرارات "تاريخية" اتَّخدتها المملكة، واعتبرها سعوديون محافظون "صادمة" في مجتمعهم، أهمها قرار السماح للمرأة بقيادة السيارة، والذي رافقه موجة غضب عارمة.وكاد يكون هذا القرار بمثابة انقلاب طال أعماق المجتمع السعودي، رغم الحديث عنه بكثافة ما بين مؤيد ومعارض منذ أكثر من عقد من الزمن، وجاء ذلك كانقلاب آخر قام به بن سلمان على ولي العهد السابق محمد بن نايف، واستولى على منصبه.
إضافة إلى ذلك الفعاليات المختلفة التي تنظمها هيئة الترفيه، وخاصة في احتفالات اليوم الوطني، التي شهدت اختلاطاً ورقصاً في شوارع العاصمة الرياض، الأمر الذي انتقده كثيرون، معتبرين أنَّه سيزيد من الأمور تعقيداً، ولن تكون هناك ضوابط للاختلاط بعد اليوم.
هاف بوست عربي