تسعى إسرائيل في الآونة الأخيرة لشغل معقد غير دائم في مجلس الأمن الدولي، وتعمل الدبلوماسية الإسرائيلية منذ أشهر وبمساعدة واشنطن بعد وصول ترامب للحكم على حشد تأييد دولي لهذا الغرض.
وقال موقع "واللا" الإسرائيلي في تقرير نشره مؤخرا، إن لدى إسرائيل تقديرات بشأن توجه ممثليجامعة الدول العربية إلى عدد من الدول لإقناعها بعدم التصويت لصالح منح إسرائيل مقعدا غير دائم فيمجلس الأمن الدولي في الاقتراع الذي سيجري في يوليو 2018، مشيرا إلى أن هناك خطوات وجهود إسرائيلية مضادة لمساعي الدول العربية الرامية لإحباط الجهود الإسرائيلية.
وأضاف الموقع الإسرائيلي بأن مصادر سياسية إسرائيلية قالت للموقع :" لدينا مخاوف إزاء الخطوات العربية ونعمل على بلورة خطوات مضادة لحشد دول تعارض الخطوة التي تقوم بها الجامعة العربية".
ووفقا للموقع، فقد حذرت المصادر السياسية، التي لم يكشف عن هويتها، من جهود جامعة الدول العربية بهدف التصدي لترشح إسرائيل، كما أفاد بأن الجامعة العربية تمارس ضغوطا على دول أمريكا اللاتينية وجزر الكاريبي والعديد من الدول الآسيوية.
وأشار التقرير إلى أن إسرائيل هي الدولة الوحيدة فيالشرق الأوسط التي لم تنل عضوية مجلس الأمن، وهو الكيان الأهم والأكثر تأثيرا في الأمم المتحدة، والذي يمتلك صلاحيات لفرض عقوبات أو تفعيل القوة العسكرية.
وما يزيد الطين بلة بالنسبة لإسرائيل أنها تعوّل كثيرا على دعم الولايات المتحدة والكثير من دول أوروبا الغربية في الوقت نفسه تنافس ألمانيا وبلجيكا على المقعد الذي تأمل شغله في مجلس الأمن، الأمر الذي دفع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، للقيام بزيارات إلى العديد من الدول الأفريقية في الأشهر الأخيرة أملا بحشد أصوات هذه الدول كما أجرى نتنياهو اتصالات مكثفة مع زعماء آسيويين وأوروبيين للغرض نفسه.
وكانت إسرائيل أعلنت عام 2000 عن نيتها التقدم بطلب لمجلس الأمن لنيل عضويته في الفترة 2018- 2019، وبعد مرور 5 أعوام على ذلك دعا وزير خارجيتها حين ذاك سيلفان شالوم، الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان، إلى المساعدة فيما وصفه بتطبيع وضع إسرائيل في الأمم المتحدة، بعد عقود من معارضة الدول العربية وأعضاء حركة عدم الانحياز الذين يشكلون غالبية أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة لها.
ويتكون مجلس الأمن الدولي من 15 دولة، بينهم 5 دول دائمة العضوية، هي روسيا، والولايات المتحدة، والصين، وفرنسا، وبريطانيا، وتملك أي دولة منها حق النقض "الفيتو"، و 10 دول أخرى غير دائمة العضوية تتبدل بشكل دوري كل عامين.
ويتطلب حصول إسرائيل على أحد المقاعد المؤقتة في المجلس، تصويت ثلثي أعضاء الجمعية العامةلمنظمة الأمم المتحدة والبالغ عددهم 193 دولة، وهو أمر غير سهل باعتراف إسرائيل ذاتها التي تقول إنها تصطدم بأغلبية تلقائية تعمل ضدها بتحريض من قبل الدول العربية .