رام الله الإخباري
انتقدت صحيفة غارديان البريطانية الرئيس الأميركي دونالد ترمب بشدة واصفة إياه بالجهل والعجز الذاتي والفقدان المزمن للمصداقية والهيبة، والتسبب بخلق صورة في ذهن كوريا الشمالية وروسيا وإيران بأن أميركا عاجزة، وكذلك الغرب "وهو أمر غاية في الخطورة".
وأوضحت بافتتاحيتها اليوم أنه ونظرا إلى أن خطوات الولايات المتحدة -أفعالها وردود أفعالها- لم تعد محل ثقة للأصدقاء والأعداء على حد سواء، فإن احتمال وقوع الحسابات المفجعة في تزايد، مضيفة أن عدم اليقين هذا، والفوضى في البيت الأبيض، وتشوش القوى السياسية الأميركية، جميعها صادر عن عدم كفاءة ترمب لرئاسة أميركا والتي أصبحت غير محل للجدل ومهددة للجميع.
وقالت الصحية إن سياسة الإيماءات البلهاء لترمب وعزله لكبير موظفي البيت الأبيض ألقت الضوء على فوضى غير معهودة داخل إدارة ترمب، مضيفة أن المراقبين بواشنطن يشيرون إلى الجناح الغربي بالبيت الأبيض -مكاتب الإدارات المختلفة هناك- بعبارة "بيت الأفاعي" بسبب الخصومات المريرة والعجز الفاضح وفراغ القيادة غير المسبوق.
تكشف المأساة
وأضافت غارديان بأن العالم يشهد تكشف مأساة ضحيتها الجمهور الجمهوري والنظام الشهير "بحكمه المتوازن وسمعته العالمية باعتباره الضوء الديمقراطي الذي يقود العالم".
وأشارت إلى أنه وبعد ستة شهور في الحكم ورغم أن حزبه يتمتع بالسيطرة الكاملة على مجلسي الكونغرس (النواب والشيوخ) لم يحقق ترمب إنجازا تشريعيا يمكنه الإشارة إليه. وأضافت أنه بدد حسن النية التي يوليها الجمهور لكل رئيس جديد خلال الأشهر الأولى، وصدم كثيرا من ناخبيه الذين توخوا فيه خيرا، وأبعد التقليديين في الحزب الجمهوري الذين حاولوا بلا طائل نفي ظنونهم السلبية فيه، كما هدد منصب الرئيس.
وأعادت للأذهان أن ترمب فقد حتى الآن كبير موظفيه، ونائب كبير الموظفين، ومستشاره للأمن القومي، ومدير الاتصالات بالبيت الأبيض، وسكرتيره الصحفي، كل ذلك في وقت وجيز، قائلة إن فقدانك واحدا أو حتى اثنين من كبار موظفيك يمكن رده لسوء الحظ، لكن فقدانك خمسة يعني أنك السبب في ذلك.
تقويم ترمب
وحملت غارديان على ترمب في تعيينه أنطوني سكاراموتشي مديرا للاتصالات، واصفة الأخير ببذاءة اللسان وبأن له نزاع غير محسوم مع كبير إستراتيجيي البيت الأبيض ستيف بانون، مضيفة أنه يبدو أن ترمب مصمم على تهديد وزير العدل جيف سيشونز.
وقالت: إذا نجح كبير الموظفين الجديد الجنرال جون كيلي في كبح جماح النزاعات الداخلية بالبيت الأبيض واحتواء فضيحة التدخل الروسي، ستتبقى أمامه مهمة كبيرة وهي أن يقوّم ترمب نفسه.
وتوقعت غارديان أن تكون الفاجعة القادمة لترمب في سبتمبر/أيلول المقبل بعد كارثة الرعاية الصحية والميزانية الاتحادية والإصلاح الضريبي والإنفاق العسكري الإضافي الذي وعد ترمب به، قائلة إن اتفاقا حول الميزانية أثبت أنه مستحيل خلال الربيع المنصرم وربما يحدث ذات الشيء الشهر بعد القادم.
واختتمت الصحيفة البريطانية بأنه إذا لم يتم اتفاق على الميزانية والقضايا المذكورة المرتبطة بها، فإن توقف العمل الحكومي مرجح تماما.
الجزيرة نت