رام الله الإخباري
قال المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم قالن، الخميس، إن ما يتعرض له المسجد الأقصى في الآونة الأخيرة “مزعج لدرجة كبيرة”، مشددا على أن الشعب الفلسطيني “ليس وحيدا”.
وأكد قالن، خلال تصريحات للصحفيين بالمجمع الرئاسي في أنقرة، أنه “لا يمكن القبول بتطويق الجنود الإسرائيليين لحرم المسجد الأقصى، ونصب بوابات تفتيش إلكترونية عند مداخله، ومحاولة إعاقة دخول المسلمين إليه”.
وتساءل عن الموقف الذي كانت ستتخذه الدول الغربية في حال اتخذت الدول الإسلامية إجراءات مشابهة ضد الكنائس أو المعابد اليهودية، قائلا: “على الدول الأوروبية والولايات المتحدة التوقف عن التزام الصمت حيال ما يحدث”.
ولفت قالن إلى أن تركيا “تشعر بقلق كبير إزاء ما يحدث”، وتعتبره “جزءاً من خطوات تقوم بها إسرائيل لتغيير وضعية المسجد الأقصى” كما فعلت مع الحرم الإبراهيمي منذ عام 1994.
وشدد على أن الحفاظ على الوضع الحالي للمسجد الأقصى هو أهم الحقوق الأساسية للفلسطينيين.
وأضاف: “الشعب الفلسطيني ليس وحيدا، المسجد الأقصى ليس وحيدا، المسجد الأقصى ليس ملكية لإسرائيل، بل هو عائد للفلسطينيين ولجميع المسلمين”.
وتابع قالن: “من وجهة نظر القانون الدولي ومبدأ حرية العبادة، لا يمكن القبول بتطبيق قيود على دخول المسجد الأقصى”.
ويحتج الفلسطينيون، في مدينة القدس، منذ الأحد الماضي، على وضع الشرطة الإسرائيلية بوابات تفتيش إلكترونية على مداخل الأقصى، ويصرون على إزالتها.
ويرفض المصلون دخول المسجد من خلال هذه البوابات، ويقيمون الصلاة في الشوارع المحيطة به؛ حيث يعتبرون أن إسرائيل تريد من وراء تلك البوابات إثبات فرض سيادتها على الأقصى.
وبخصوص الأزمة الخليجية، أشار قالن إلى أن “الرئيس التركي رجب طيب أردوغان سيزور نهاية الأسبوع (الأحد والإثنين المقبلين) عددا من الدول الخليجية لبحث الأزمة الأخيرة”.
وأوضح أنه سيبدأ بزيارة السعودية ولقاء الملك سلمان بن عبد العزيز، ومن ثم الانتقال إلى الكويت ولقاء أميرها الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، قبل أن يزور قطر ويلتقي أميرها الشيخ تميم بن حمد.
وأضاف أن “أردوغان يولي أهمية خاصة لدور السعودية في حل الأزمة باعتبارها أقوى دول المنطقة، كما يثمن دور الوساطة الذي يقوم به أميرالكويت”.
وأشار إلى الدور البناء الذي قامت به تركيا منذ بداية الأزمة.
واعتبر أن “ثماره بدأت في الظهور؛ حيث تم تخفيض قائمة المطالب من 13 بنداً إلى 6 بنود، وتمت إزالة المادة المطالبة بإغلاق القاعدة التركية في قطر من القائمة”.
وأكد أن العمل سيستمر لتحديد الخطوات الممكن اتباعها من أجل حل المسائل المتبقية.
وقال قالن إن “جولة أردوغان الخليجية ستتناول عددا من الموضوعات الأخرى، على رأسها علاقات تركيا الثنائية بتلك الدول، والمسائل الإقليمية مثل التطورات في العراق وسوريا، ومكافحة الإرهاب، وفلسطين والمسجد الأقصى”.
وفي 5 يونيو/حزيران الماضي، قطعت كل من السعودية ومصر والإمارات والبحرين، علاقاتها مع قطر، بدعوى “دعمها للإرهاب”، وهو ما نفته الدوحة، معتبرةً أنها تواجه “حملة افتراءات وأكاذيب”.
وفيما يتعلق بالاستعدادات لتحرير قضاء “تلعفر” شمالي العراق من سيطرة تنظيم “داعش” الإرهابي بعد تحرير الموصل (شمالي)، ذكر قالن أن “تركيا تؤيد دخول القوات العراقية إلى تلعفر وعدم السماح بدخول قوات الحشد الشعبي إليها”.
وجدد موقف تركيا المعارض لقرار حكومة الإقليم الكردي في العراق إجراء استفتاء بشأن الانفصال.
وأعرب عن أمله في أن تعيد إدارة الإقليم النظر في القرار من أجل عدم ارتكاب أخطاء من غير الممكن إصلاحها.
وفي سبتمبر/أيلول المقبل، يعتزم الإقليم الكردي إجراء استفتاء للانفصال عن العراق، في خطوة تثير مخاوف إقليمية ودولية واسعة.
وفيما يتعلق بعضوية تركيا في الاتحاد الأوروبي، أكد قالن على أن تركيا تعتبر عضوية الاتحاد هدفا استراتيجيا، ومن غير الممكن أن تقبل ببديل عن العضوية الكاملة في الاتحاد.
تركيا الآن