رام الله الإخباري
نقلت صحيفة "هآرتس" عن مصدرين فلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، اليوم السبت، قولهما إن حركة حماس تجري اتصالات مكثفة بهدف إنجاز صفقة تبادل أسرى مع إسرايل، بوساطة مسؤولين في الأجهزة الاستخبارية المصرية.وأشارت الصحيفة إلى أن حركة حماس تطالب بإطلاق سراح جميع الأسرى الذين أطلق سراحهم في صفقة شاليط وأعيد اعتقالهم بعد اختطاف وقتل ثلاثة مستوطنين إسرائيليين في حزيران/يونيو من العام 2014.
وبحسب المصادر الفلسطينية التي تحدثت مع الصحيفة، فإن إسرائيل على استعداد للتباحث في إطلاق سراح أسرى كان قد أطلق سراحهم في السابق، وهم 27 أسيرا.
وبحسب المصادر، فإن حماس تسعى لإنجاز صفقة رزمة تشتمل على إطلاق سراح أسرى، وكذلك تسوية مع مصر تضمن تهدئة طويلة الأمد، وتسهيلات من شأنها أن تحسن الوضع الإنساني في قطاع غزة.وأضافت المصادر أن وفدا من قبل حركة حماس يمكث في القاهرة يجري هذه الاتصالات، برئاسة عضو المكتب السياسي للحركة، روحي مشتهى، الذي يعتبر مقربا من يحيى السنوار، إضافة إلى المسؤول في الجناح العسكري (كتائب القسام) مروان عيسى، الذي يعتبر مقربا من محمد ضيف.
وبحسب الصحيفة فإن إسرائيل رفضت التعقيب على ذلك.ولفتت إلى تصريحات رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، الأسبوع الماضي، والتي قال فيها إن إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين بات قريبا. واعتبرت هذه التصريحات تلميحا للتقدم في الاتصالات الجارية لإنجاز الصفقة.كما نقلت الصحيفة عن مصادر مقربة من عائلات الأسرى قولها إن هناك معلومات تشير إلى تسارع الاتصالات تمهيدا لإنجاز الصفقة.
وشددت المصادر ذاتها على أن حجم الصفقة لا يزال غير معروف، وذلك لأنه ليس واضحا ما هو الثمن الذي ستكون إسرائيل على استعداد لدفعه مقابل الجنديين والإسرائيليين الثلاثة.كما لفتت الصحيفة إلى أن سلطات الاحتلال قررت، الأسبوع الماضي، عدم السياح بزيارة أسرى حماس من قطاع غزة، وهو ما اعتبر على أنه علامة على أن إسرائيل تمارس ضغوطا على حركة حماس في إطار المفاوضات معها.أبرزت صحيفة 'يديعوت أحرونوت' ما تناقلته وسائل إعلام عربية وفلسطينية، صباح اليوم السبت، مفاده أن إسرائيل وحركة حماس على وشك استكمال 'صفقة معلومات' بشأن الجثث والمواطنين الإسرائيليين الأحياء المحتجزين لدى حماس في قطاع غزة، وذلك في إطار صفقة تبادل أسرى ستتم على مرحلتين.
وبحسب المصادر التي اعتمدت على صحفي عربي، وصف بأنه على علاقة وثيقة بحركة حماس ونقل معلوماته عن مسؤولين فيها، فإن المرحلة الأولى ستكون مماثلة للصفقة السابقة التي نفذت في العام 2009، بين حركة حماس وإسرائيل، حصلت فيها الأخيرة على شريط مصور يظهر فيه الجندي الإسرائيلي الأسير في حينه، غلعاد شاليط، وهو يتحدث، مقابل إطلاق سراح 25 أسيرا فلسطينيا من سجون الاحتلال.
وجاء أن حماس طالبت في المقابل، في 'صفقة المعلومات'، التي تشكل المرحلة الأولى من الصفقة التي يجري الحديث عنها، إطلاق سراح محرري صفقة شاليط، الذين أعادت إسرائيل اعتقالهم بعد إطلاق سراحهم في إطار الصفقة.ونقل عن مصادر في حماس ادعاؤها أنه 'بالإضافة إلى الجنديين أورون شاؤول وهدار غولدين، فإن لدى الحركة شيء ما يمكّنها من إطلاق سراح جميع الأسرى في السجون الإسرائيلية'.
وعلاوة على ذلك، تطالب حماس بإطلاق سراح الأسيرات الفلسطينيات والأطفال ونواب المجلس التشريعي الفلسطيني المعتقلين في إسرائيل، مقابل تزويد إسرائيل بمعلومات محدودة عن مصير الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة.
المحلل العسكري لـ'يديعوت أحرونوت': من الممكن أن يكون الهدف من التقرير تحريك الساحة الإسرائيليةوأشارت صحيفة 'يديعوت أحرونوت' أنه لم يصدر بعد أي رد إسرائيلي على هذه التقارير، ولكن محلل الصحيفة العسكري، رون بن يشاي، يشير إلى أن التفاهمات التي يجري الحديث عنها هي مطالب حماس التي عرضت على الوسطاء، وأن إسرائيل لا تزال ترفضها.وبحسب بن يشاي فمن الممكن أن يكون التقرير يهدف إلى 'تحريك الساحة الإسرائيلية، وتحفيز عائلات الأسرى الإسرائيليين لتجديد ومضاعفة ضغوطاتهم على رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، للموافقة على مطالب حماس.
وأشارت الصحيفة إلى أنه منذ الحرب العدوانية الأخيرة على قطاع غزة في صيف العام 2014، فإن حماس تصر على التطرق لشاؤول وغولدين كجنود أحياء، في حين أن إسرائيل قررت وفاتهم رسميا. كما أشارت إلى أن حماس تحتجز ثلاثة آخرين دخلوا إلى قطاع غزة في السنوات الأخيرة، وهم أفراهام منغيستو وهشام السيد وجمعة أو غنيمة.
إلى ذلك، تابعت المصادر، نقلا عن مصادر في حماس، أنه في حال جرت الأمور كما خطط لها، فإن المرحلة الأولى من الصفقة ستخرج إلى حيز التنفيذ في الشهور الثلاثة القريبة. وأن عملية الوساطة، بحسب المصادر، تتم بواسطة ثلاث جهات مختلفة: روسيا ومصر ومبعوث الأمم المتحدة للشرق الأوسط نيكولاي ميلادنوف.
ونقل عن المصادر ذاتها أن ثمن الجزء الثاني من الصفقة، والذي يتضمن تسليم الإسرائيليين، سيكون مختلفا عن الجزء الأول، وأنه على الرغم من تعبير إسرائيل عن موافقتها على استكمال الجزء الأول، فإنها لا تزال مترددة بشأن الجزء الثاني، الذي سيكون ثمنه 'مرتفعا'. وبحسب مصادر في حماس فإن موافقة إسرائيل على الجزء الأول سوف يجعلها توافق، آجلا أم عاجلا، على استكمال شامل للصفقة.
وبحسب مصادر حماس أيضا، فإن إسرائيل اقترحت إطلاق سراح الأسرى الذين أطلق سراحهم في صفقة شاليط واعتقلوا مجددا، باستثناء الذين صدرت أحكام جديدة ضدهم. والحديث هنا عن 53 أسيرا، في حين تصر حماس على إطلاق سراح هؤلاء الأسرى في إطار المرحلة الأولى من الصفقة.يذكر في هذا السياق أن نادي الأسير الفلسطيني كان قد أفاد في منتصف حزيران/يونيو الماضي أن الاحتلال الاسرائيلي لا زال منذ ثلاث سنوات يعتقل نحو (70) أسيرا من محرري صفقة 'وفاء الأحرار' التي نُفذت عام 2011.
وأشارت مصادر حماس أن كل صفقة مستقبلية لتبادل أسرى بين إسرائيل وحماس، ستشتمل على إطلاق سراح مروان البرغوثي وأحمد سعدات. كما تعمل حماس بجهد كي تشمل الصفقة القادمة أسرى من القدس المحتلة ومن الداخل الفلسطيني. تجدر الإشارة إلى أن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، في حينه، خالد مشعل، كان قد صرح في نيسان/أبريل الماضي، بمناسبة يوم الأسير، أن حماس لن تجري أية مفاوضات على صفقة تبادل أسرى قبل أن تطلق إسرائيل سراح محرري صفقة شاليط الذين أعيد اعتقالهم، مضيفا أن إحدى العقبات أمام إنجاز الصفقة الجديدة هو تجاهل إسرائيل لالتزاماتها.
كما تجدر الإشارة إلى أن أول تطرق من جانب حركة حماس للاتصالات بشأن صفقة تبادل أسرى كان في شباط/فبراير الماضي، حيث نقلت قناة 'الجزيرة' عن الذراع العسكري لحركة حماس، أن إسرائيل قدمت اقتراحات عن طريق وسطاء، ولكن 'المعادلة التي تقترحها إسرائيل لا تقترب من الحد الأدنى من المطالب'.
القناة التلفزيونية الإسرائيلية الثانية: تقدم لافت في مفاوضات تبادل الأسرى
يذكر أن القناة التلفزيونية الإسرائيلية الثانية كان قد أشارت في السادس والعشرين من حزيران/يونيو الماضي، دون الخوض في التفاصيل، إلى ما وصفته بـ'تقدم لافت' في المفاوضات بين إسرائيل وحركة حماس في ملف 'تبادل الأسرى'.
وأشارت في خبر مقتضب إلى 'مفاوضات تجري بوساطة طرف ثالث'، وإنها 'تمتنع حاليا عن الكشف عن الوسيط'، مكتفية بالإشارة إلى 'مباحثات أجرتها حماس مؤخرا في القاهرة'.
وفد قيادي من حماس برئاسة السنوار يصل القاهرة
يذكر في هذا السياق أن وفدا قياديا من حركة حماس، برئاسة يحيى السنوار، كان قد وصل القاهرة في الرابع من حزيران/يونيو الماضي، وذلك بهدف الاجتماع 'بالمسؤولين المصريين لمناقشة ومتابعة مواضيع تم طرحها والنقاش حولها في لقاءات سابقة'.
وبحسب الناطق الرسمي باسم حركة حماس، في قطاع غزة، حازم قاسم، فإن الهدف من الزيارة هو 'التباحث مع المسؤولين المصريين حول العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها ودراسة المستجدات على الساحة الفلسطينية وسبل دعمها'.كما أكد أن الوفد سيبحث قضية الحصار على قطاع غزة، و'دور مصر المقدر في التخفيف منه'.
من جانبه، قال عضو المكتب السياسي لحركة حماس، صلاح البردويل، في بيان صحفي إن زيارة وفد الحركة إلى القاهرة تهدف إلى 'تطوير العلاقات الثنائية، وبحث آفاق القضية الفلسطينية في ضوء التطورات الإقليمية، كما سيناقش الوفد الوضع الإنساني في غزة في ظل الحصار، ودور مصر في التخفيف من هذا الحصار، وضرورة فتح معبر رفح للمسافرين الفلسطينيين'.وكانت وفود سياسية وأمنية من حركة حماس قد زارت القاهرة قبل عدة أشهر، وبحثت العديد من المواضيع المختلفة مع المسؤولين المصريين.
عرب 48