رام الله الإخباري
عادت إلى الواجهة وبقوة، براءة محكومي قضية مقتل الفتى داني كاتس، وتجدد أمل المحكومين من سخنين، بظهور براءتهم بعد 34 عاما من مقتل الفتى.
وتأتي هذه التطورات، بعد شهادة المحقق المصور لبرنامج الملف، في التحقيق الذي أجرته القناة الثانية، والذي يقدم فيه شهادة واضحة، قائلا إن إعادة تمثيل الجريمة شابها خلل كبير جدا، وأهمها عدم معرفة فتحي غنامة بمكان المغارة التي عُثر فيها على جثة الفتى داني كاتس، على الرغم من تركيز الكاميرا عليها أثناء السفر بقربها، وغيرها تفاصيل عديدة أخرى، تثبت بشكل قاطع، عدم تواجد الشباب الخمسة في حي دينيا في حيفا، ساعة اختفاء كاتس. كما انّه لم يكن أصلا، بإمكانهم التواجد هناك، لتواجدهم بأماكن أخرى، بشهادة شهود اختفت من التحقيقات، وأخفيت عن المحكمة، حتى ظهور مستند يثبت أن سمير غنامة وعلي طراد، كانا في البنك في منطقة أخرى من حيفا، كما أنّ الشرطة، سعت إلى إبراز وثيقة، تثبت تواجدهما في المكان، غير أنّ العائلة، ما زالت محتفظة بمستند يثبت أنّ سمير غنامة، سحب أموالًا من بنك في نفيه شنعان، ساعة اختفاء الفتى، داني كاتس.
تفاصيل الملف
بالعودة إلى الثامن من كانون أول/ يناير عام 1983، خرج الفتى داني كاتس من بيته في حي دينيا في حيفا في تمام الساعة 17:25 دقيقة، قاصدا بيت صديقه في الحي الذي يبعد مسافة 5 دقائق عن مكان سكنه، وفي الساعة 17:35، اتصل الصديق لبيت داني كاتس ليبلغ الأب بعدم وصول داني كاتس إليه، وعندها، بدأ الاب بالبحث عن ابنه داني كاتس دون جدوى، وهو ما يؤكد أن اختطافه أو قتله تم في العشر دقائق بين 17:25 و 17:35 من هذا اليوم.
وعلى الرغم من إثبات المدانين، بأن كلا منهم كان قد تواجد في مكان آخر وقت وقوع الجريمة، إلا أنّ الشرطة، رفضت روايتهم، رغم شهادة الشهود، وقدمت 5 شبان من سخنين ووادي العين للمحاكمة، وهم سمير وفتحي غنامة، علي طراد، والشابان عاطف صبيحي، وأحمد قزلي من وادي العين، واللذان أدينا أيضا في ملف آخر، لا علاقة له بقضية داني كاتس.
شهادات جديدة في ملف منذ 34 عاما
وفي المستجدات التي بادر إليها برنامج ملف بالتحقيق للقناة الثانية، والذي بث الحلقة الثانية منه يوم أمس الخميس، يتكشف خلل كبير في التحقيقات التي سبق لشباب سخنين أن قالوها منذ 34 عاما، بل وحتى واصلوا إصرارهم على البراءة رغم اعترافهم تحت وقع التعذيب الجسدي والنفسي، غير أن البرنامج استطاع بجهد دام لأكثر من عام، أن يحصل على شهادة المحقق المصور الذي أشار للخلل الكبير أثناء اعادة تمثيل الجريمة، وأن المحققين هم من أرشدوا فتحي غنامة لمكان المغارة التي عُثر فيها على جثة الفتى كاتس، والتي لم يتمكن بنفسه من أن يشير إليها أثناء سفر دورية الشرطة معه إلى قرب المغارة.
اعتقال الشباب
وكانت الشرطة سوغت الاعتقال لكونها عثرت بالقرب من المغارة، على مغلفات تحمل اسم سمير غنامة، حيث تم اعتقاله لمدة 18 يوما، وبعض فحص الرواية التي تقدم بها، تبيّن فعلا تواجده في مكان آخر، وقت وقوع اختطاف الفتى، وعليه، فقد تم الإفراج عنه، واعتقل مجددا بعد أيام.
وفي تلك الفترة، اعتقل من رافقه، ثم اعتقل شابان من سخنين، ومورس معهم التعذيب الجسدي والنفسي، حتى تم انتزاع الاعترافات منهم انتزاعا، وعلى الرغم من إعادة محاكمتهم عام 2000، عادت المحكمة مرة أخرى، لتدينهم.
فتحي غنامة: لم أعرف المغارة وضربت ضربا مبرحا لأنني لم أشر إلى المغارة
وقال فتحي غنامة من سخنين في حديثه لموقع عرب 48 بالداخل المحتل 'لا شيء يمكن نسيانه من تلك الأيام، يومها سافرنا إلى سخنين لإعادة تمثيل الجريمة، والإشارة إلى المغارة، ولكني لم أعرف المغارة مطلقا، وكنت أمشي وأقول للمحقق لا أعرف أين... قل لي أين امشي، ولو بقيت ماشيا لساعات، فلن أعرف مكان هذه المغارة، عندها، اعادوني إلى عكا وضربت ضربا مبرحا، ثم عرضوا أمامي الفيلم لمشاهدة المغارة، هذا هو مسار التحقيق كله من اليوم الأول، تعذيب جسدي، وعلى الرغم من أنني تواجدت ساعة اختطاف الفتى داني كاتس في البنك، وسحبت أموالا، وصلت الشرطة إلى البيت، وعثرت على وصل لأسبوع قبل يوم اختفاء داني كاتس، وهو ما أظهرته للمحكمة، وحتى هذا اليوم، يتواجد هذا الوصل مع المحامي الذي يظهر فيه بوضوح أنني تواجدت ساعة الجريمة في البنك.
علي طراد: شهادات ومنها أنني تواجدت في درس سواقة تجاهلوها
وقال علي طراد من سخنين في حديثه لعرب48: 'في التحقيق تمكنت من الإشارة إلى كافة الاماكن التي تواجدت فيها من الساعة الخامسة وحتى السادسة، ولكنهم تجاهلوا كل شيء، وأرادوا فقط سماع اعتراف بأي ثمن، ضرب وتعذيب، ولا زلت أذكر أسماء المحققين الذين كانوا يضربونني، كانت لعبة التحقيق تجري كالتالي: فريق يضربني ضربا مبرحا، ثم أُنقل للإفادة لدى الفريق الآخر، وعندما لا يسمعون مني اعترافا، يعيدونني لفريق الضرب، أٌجرد من ملابسي ثم يعاود المحققون ضربي ضربا مبرحا، واستمر التعذيب حتى انتزعوا مني اعترافا بالجريمة، على الرغم من أنني بريء منها كليا، ورغم شهادة الشهود، التي قالوا فيها إنني كنت في مكان آخر وقت وقوع الجريمة، وقلتها لعائلة الفتى داني كاتس، وأقولها اليوم: أنا بريء، وحتى أنني على استعداد لمحادثة عائلة داني كاتس اليوم، وقولها مجددا... نحن أبرياء من هذه الجريمة.
سبب تواجد مكاتيب عليها اسم سمير غنامة
وقال سمير غنامة، وهو الأكبر من بين الشبان عام 1983، وكان متزوجا وأب لأبناء، إضافة لرعايته أخوته بعد أن تيتم مبكرا، 'اعتقلت بداية بعد العثور على مغلفات كتب عليها اسمي قرب المغارة، وبعد أن قدمت روايتي، وأثبت شهود صحتها، أفرج عني، وأوضحت لهم وبشهادة رئيس البلدية حينها، أن تواجد المغلفات المشار إليها بسبب وجود مزبلة قريبة من المكان، وذلك بسبب إضراب عمال البلدية يومها، ورغم وجود مكاتيب أخرى لأناس آخرين، إلا أنّهم ربطوا بيني وبين الجريمة لكوني أعمل أيضا بالإرساليات في حيفا، وحي دينيا من الاحياء التي كنت أعمل بها، ومنذ اليوم الأول، أوضحت أنني ألقيت في المكان بعض النفايات، بعد أن عملت في التحطيب في المنطقة، لجلب بعض الحطب لأمي، كما انّها تواجدت معي في ذلك اليوم، إلا أنّهم أصروا على مواصلة التحقيق، والتعذيب القاسي الذي تسبب لي بأمراض مزمنة حتى هذا اليوم.
الطبيب يرفض توثيق تعرضي للضرب
وتابع غنامة 'بعد التعرض للضرب المبرح نقلت للعيادة، لكن المحقق كان قد أبلغهم بعدم توثيق شيء، قال لهم 'هذا قاتل داني كاتس'، وحتى أنّني عرضت عليها، استعدادي للإمضاء على أكبر عقوبة يريدونها، لكن لا تنسبوا لي جريمة قتل طفل أنا بريء منه، ولكن لا فائدة... أرادوا فقط إدانتي في هذا الملف.
'جلبوا زوجتي وهددوني باغتصابها'
وتابع غنامة 'أثناء التحقيق، جلبوا زوجتي إلى غرفة التحقيق المجاورة، وهددوني بانّهم سيغتصبونها، وأروني اياها في الغرفة المجاورة، فماذا كنت أستطيع أن افعل حينها؟، وعندما أبلغت المحكمة بتصرف المحققين، ادعوا أنها أيضا مشتبهة، ولذلك تم اعتقالها، ورغم صدق روايتي، التي أثبت فيها انّني تواجدت في أماكن أخرى، إلا أنّهم رفضوا الحقيقة، فقد كانوا يريدون نزع اعتراف بالقتل".
عرب 48