قال الخبير الأمني الإسرائيلي في صحيفة "معاريف" يوسي ميلمان إن الجاهزية الإسرائيلية لإحباط تهديد الأنفاق في قطاع غزة، تضع أمام حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تحديا صعبا، في ظل التحضيرات الهندسية التي أعدتها إسرائيل لهذا الغرض لاكتشاف الأنفاق وتدميرها.
وأضاف ميلمان أن انطلاق إسرائيل في مشروع الجدار خلال الفترة القليلة المقبلة سيفرض على حماس الاختيار بين الاستمرار في سيناريو التهدئة وضبط النفس بما يعنيه من فقدانها كنزا إستراتيجيا، أو المخاطرة بحرب جديدة مع إسرائيل.
ويعتقد الخبير الإسرائيلي أنه بغض النظر عن الخيارين المذكورين، فإن غياب أي أفق سياسي وتدهور الوضع الاقتصادي كفيل بإبقاء قطاع غزة قنبلة قابلة للانفجار في أي لحظة.
وأشار إلى أن الجدار المقرر بناؤه على طول حدود القطاع (نحو 65 كلم) هو استمرار لجدران "أمنية" أنشأتها إسرائيل مع دول عربية مجاورة كالجدار بمنطقة سيناء بطول 200 كلم، و90 كلم على الحدود مع سوريا في هضبة الجولان، وعشرات الكيلومترات على الحدود مع لبنان، و30 كلم على حدود الأردن، وأكثر من 400 كلم طول الجدار الفاصل في الضفة الغربية.
وأوضح ميلمان أن مشروع الجدار الأمني على حدود غزة يعتبر من أكبر المشاريع الهندسية والتكنولوجية التي عرفتها إسرائيل، بتكلفة مالية تقترب من ثلاثة مليارات شيكل (نحو 835 مليون دولار)، وهدفه الأساسي منع حماس من حفر المزيد من الأنفاق داخل إسرائيل.
وفي ظل المخاوف من وجود تحديات هندسية وتكنولوجية في بناء الجدار المذكور، يقول ميلمان إنه تم إحضار معدات هندسية حول العالم غير متوفرة في إسرائيل، وأجرت الشركات -التي ستقوم ببناء الجدار على مراحل تنتهي بعد عامين- اتصالات مع نظيراتها في الصين وأستراليا وكوريا الجنوبية وفرنسا للاستعانة بخبراتها ومعداتها لهذا الغرض.