جلست بالسيارة، لم تقو على الخروج، تأملت من بعيد خطوات نجلها، وهو يتجه نحو خيمة التضامن مع الأسرى المضربين، في مخيم الجلزون شمال محافظة رام الله، وعيناها تتجولان بين اللافتات، والصور، التي وجدت بينهم نجلها الأكبر محمد دلايشة.
فجأة ارتفع ضغطها، وبدأت تحاول التقاط أنفاسها، فسارع نجلها رائد إلى أخذها للمستشفى، ويومان فقط ويغيبها الموت، عن عمر يناهز ( 53 عاما)، دون أن ترى ابنها الأسير منذ 8 أشهر.
"كانت غلطة أني أخذتها إلى الخيمة، كونها مريضة بالسرطان، ولكن حالتها ازدادت سوءا، بعد رؤية صور محمد" يقول شقيقه رائد."كان تردد اسمه كثيرا، وهي تحتضر، وتترضى عليه" ويضيف.الأسير محمد (30 عاما) اعتقل منذ 2004، قضى من الحكم 12 عاما، وهو مضرب عن الطعام مع زملائه الأسرى لليوم الـ 15 على التوالي.