تحاول إسرائيل التأثير على المحادثات الجارية بين النظام والمعارضة السورية، الجارية بوساطة الأمم المتحدة ودول مثل روسيا وتركيا والولايات المتحدة. وتطلب في اتصالات مع هذه الدول الثلاث أن تأخذ التسوية في سورية، في حال تحققت، مصالح إسرائيل بالحسبان.
وفي هذا الإطار، ذكرت صحيفة "معاريف" اليوم، الجمعة، أن إسرائيل مررت رسائل من خلال الأطراف غير السورية الضالعة في المحادثات حول مستقبل سورية، قالت فيها إنها ستكون مستعدة لتقليص تدخلها في سورية، أي تقليص الغارات التي تشنها بين حين وآخر في عمق الأراضي السورية بادعاء منع نقل أسلحة متطورة إلى حزب الله في لبنان، مقابل تسوية أو تفاهمات صامتة تقضي بمنع إيران وحزب الله ومليشيات شيعية أخرى من الاقتراب لمسافة معينة من خط وقف إطلاق النار في الجولان المحتل.
وأضافت الصحيفة أن إسرائيل ستوافق على أن يعود جيش نظام الأسد إلى "المنطقة الحدودية هذه بموجب اتفاق فصل القوات بين الدولتين من العام 1974". ويشار إلى أن جيش النظام السوري حافظ على هدوء عند هذا الخط في الجولان على مدار عشرات السنوات ومنع أية هجمات ضد إسرائيل.
وبحسب الصحيفة، فإنه تسود تخوفات لدى القيادة الإسرائيلية السياسية والعسكرية من أن التوصل إلى تسوية تُبقي الأسد في الحكم سيجلب إيران إلى نشر قوات موالية لها في مناطق قريبة من الجولان المحتل. وأضافت أن هذا الموضوع بالنسبة لإسرائيل أهم من الغارات التي شنها في عمق الأراضي السورية.
وتابعت الصحيفة أن هذه التخوفات تفسر الزيارات المتكررة لرئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، إلى روسيا، ولقاءاته مع الرئيس فلاديمير بوتين، إضافة إلى عشرات الاتصالات الهاتفية، وزيارات ضباط في الجيش الإسرائيلي ووزراء إلى موسكو.
وقالت الصحيفة إنه "في إسرائيل يعرفون أن مفتاح الأمور في موسكو". والإجابات التي سمعها نتنياهو من بوتين في زيارته الأخيرة لموسكو "لم تكن واضحة"، لكن الانطباع لدى مسؤولين سياسيين وأمنيين إسرائيليين هو أن "بوتين يدرك قلق إسرائيل ومصالحها الأمنية".