كشفت صحيفة "ميدل إيست آي" أن الجيش الباكستاني سيرسل كتيبة من المقاتلين إلى الحدود السعودية لتأمينها من هجمات الحوثيين من داخل اليمن، وأضافت الصحيفة، نقلا عن مصادرها، أن هذه "القوات لن تستخدم فيما وراء الحدود السعودية".
ونقلت الصحيفة عن مصادر "أمنية رفيعة المستوى"، أن الكتيبة الباكستانية ستنتشر في جنوب المملكة داخل الجانب السعودي من الخط الحدودي بين البلدين، مشيرة إلى أنها لن تشارك في المعارك الدائرة داخل اليمن.
وأفادت الصحيفة، في مقال للصحافي البريطاني الشهير ديفيد هيرست، أن نشر الكتيبة الباكستانية جاء بعد زيارة رسمية لرئيس هيئة أركان الجيش الباكستاني، الجنرال قمر جاويد باجوا للسعودية، استمرت ثلاثة أيام في كانون الأول/ ديسمبر من العام الماضي.
ونقلت الصحيفة عن الجيش الباكستاني قوله، خلال الزيارة: "تعيد هيئة أركان الجيش الباكستاني التأكيد على التزام باكستان بأمن وحماية المسجد الحرام وكذلك سلامة أراضي المملكة".
وأضاف البيان: "فيما بعد، قام الجنرال قمر جاويد باجوا بالالتقاء برئيس هيئة أركان القوات السعودية الجنرال عبد الرحمن بن صالح البنيان، حيث ناقشا العلاقات العسكرية والتعاون الدفاعي والوضع الأمني في المنطقة. ولقد اتفق القائدان على تعزيز التعاون العسكري بين البلدين".
واعتبرت الصحيفة أن نشر الكتيبة الباكستانية على الحدود السعودية مع اليمن قضية بالغة الحساسية في إسلام آباد، نظرا لأن البرلمان الباكستاني كان قد رفض قبل عامين طلبا من الملك سلمان، عاهل المملكة العربية السعودية، لباكستان بالانضمام إلى التحالف العربي لمحاربة الحوثيين.
وأشارت الصحيفة إلى أن البرلمان الباكستاني أمضى أربعة أيام في نقاش حول موضوع نشر القوات، وهيمن على النقاش بين البرلمانيين الخوف من مغبة أن يؤدي نشر القوات إلى تأجيج العنف الطائفي داخل الباكستان حيث يشكل الشيعة ما يقرب من عشرين بالمائة من مجموع السكان.
كما سادت النقاشات محاولات محمومة لممارسة الضغط السياسي على البرلمانيين، حيث التقى وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف أثناء انشغال البرلمان بالنقاش بكل من رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف والرئيس السابق لهيئة أركان الجيش راحيل شريف.
وذكرت الصحيفة بأنها ليست المرة الأولى التي تنشر فيها باكستان قوات بالسعودية، إذ أن الرئيس ضياء الحق كان قد أمر بنشر كتيبة نخبة مدرعة من الجيش الباكستاني داخل المملكة بطلب من الملك فهد بعد الثورة الإيرانية في عام 1980، واستمر نشر الكتيبة، التي ضمت حوالي 40 ألف جندي، ما يقرب من عقد من الزمان.