اعتبر بشار الأسد، أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لم يتخذ بعد أي خطوات ملموسة لدحر تنظيم "داعش"، مشيرا إلى أن هناك مجالا نظريا وليس عمليا للتعاون بين دمشق وواشنطن.
وفي رده على سؤال عما يتوقعه من سياسة ترامب تجاه الشرق الأسد وسوريا على وجه الخصوص، قال الأسد، خلال مقابلة مع قناة "فينيكس" الصينية، السبت 11 مارس/آذار
"فيما يتعلق بإدارة ترامب خلال حملته وحتى بعد الحملة فإن الخطاب الرئيسي للإدارة وللرئيس نفسه كان حول أولوية إلحاق الهزيمة بداعش، وقد قلت منذ البداية إن هذا مقاربة واعدة حيال ما يحدث في سوريا والعراق، باعتبارنا نعيش في المنطقة ذاتها ونواجه العدو ذاته، ولم نر شيئا ملموسا بعد فيما يتعلق بهذا الخطاب".
وأشار الأسد إلى أن جميع أنواع العمليات العسكرية، التي تنفذها الولايات المتحدة ضد تنظيم "داعش"، "تقتصر على مناطق صغيرة"، مضيفا: "لا يمكن محاربة الإرهاب بشكل مجزأ، بل ينبغي أن يكون ذلك شاملا ، ولا يمكن أن يكون جزئيا أو مؤقتا، لا يمكن أن يقتصر الأمر على الغارات الجوية، بل يجب أن يكون بالتعاون مع القوات على الأرض".
وتابع الأسد مشددا: "لهذا السبب نجح الروس، منذ أن بدأوا دعمهم للجيش السوري، في جعل داعش يتقلص ولا يتمدد، كما كان يفعل من قبل".
وأعرب الرئيس السوري عن أمله في أن تقوم الإدارة الأمريكية الجديدة بتنفيذ ما تعهدت به "مع الأخذ بعين الاعتبار أن الحديث عن الإرهاب ككل لا يقتصر على داعش، وهو أحد منتجات الإرهاب، والنصرة منتج آخر".وأكد الأسد أن "هناك العديد من الجماعات في سوريا، ليست داعش، لكنها من القاعدة، ولديها الخلفية الإيديولوجية الوهابية المتطرفة نفسها".
وفي رده على سؤال حول ما إذا كان هناك أي مجال للتعاون بينه والرئيس ترامب، قال الأسد: "نظريا نعم، لكن عمليا ليس بعد، لأنه ليست هناك أي صلة بين سوريا والولايات المتحدة على المستوى الرسمي، وحتى غاراتهم ضد داعش، التي كانت بضع غارات فحسب، جرت دون تعاون أو تشاور مع الجيش السوري أو الحكومة السورية، وهذا غير قانوني كما نقول دائما".
كما أكد الأسد أنه ليست هناك أي اتصالات شخصية له مع الرئيس الأمريكي على الإطلاق، مضيفا مع ذلك: "فيما يتعلق بالاتصالات غير المباشرة، هناك العديد من القنوات، لكن لا يمكنك المراهنة على القنوات الخاصة، وينبغي أن يكون ذلك رسميا، عندها يمكنك التحدث عن علاقة حقيقية مع حكومة أخرى".