نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن خبراء بأن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تخطط لتنفيذ هجوم مسلح داخل إسرائيل عبر الأنفاق، في وقت أقامت الأخيرة كتيبة للرد على مثل هذه التهديدات، بيد أن آخرين رأوا أن إيجاد حل تقني لـ أنفاق غزة لن يحل المشكلة.
وقال الخبير العسكري في موقع ويللا "أمير بوخبوط" إن التقديرات العسكرية في الجيش الإسرائيلي تشير إلى أن حركة حماس تخطط لتنفيذ عملية تسلل من عدة أنفاق حدودية باتجاه التجمعات الاستيطانية المجاورة لقطاع غزة، في محاولة منها لمفاجأة الجيش على طول الحدود.
وأضاف أن التقدير الإسرائيلي يتوقع أن ينقض مقاتلو حماس على المستوطنين والمواقع العسكرية، بما في ذلك الوصول إلى داخل المناطق السكنية الإسرائيلية، مما يتطلب من الجيش القيام بجملة إجراءات أمنية عملياتية.
واستذكر الخبير بما شهدته حرب غزة في يوليو/تموز 2014، حين خرج 13 مقاتلا من حماس من داخل أحد الأنفاق، واشتبكوا مع قوة إسرائيلية، لأنهم كانوا يخططون للوصول إلى كيبوتس نيرعام ومدينة سديروت الإسرائيليتين، كما عثر الجنود الإسرائيليون في أحد الأنفاق على دراجات نارية كان سيستقلها المسلحون.
ونقل الخبير الإسرائيلي عن أوساط استخبارية قولها إن تقدير الجيش يشير إلى أن حماس بدأت تستعد للحرب القادمة، من خلال إقامة وحدة من نخبة مقاتليها مزودين ببنادق قناصة وصواريخ، تساعدهم في تنفيذ عملية قتل جماعي داخل التجمعات الإسرائيلية، وفق تعبيره.
وأوضح أن المشاهد التدريبية التي تخرج من غزة عبر وسائل الإعلام وشبكات التواصل لوحدات حماس العسكرية لا تترك شكوكا حول نواياها القتالية.
وقال بوخبوط إن حركة حماس تنوي نقل القتال في الحرب القادمة إلى داخل الأراضي الإسرائيلية، بحيث تعمل على تحقيق المفاجأة في الضربة الأولى من الحرب، مما حدا بالشرطة والجيش والوحدات الخاصة -وفق بوخبوط- للاستعداد جيدا لمواجهة هذا التهديد.
تهديدات
من جهة أخرى، قال مراسل القناة الإسرائيلية الثانية موشيه نوسباوم إن الشرطة أقامت كتيبة جديدة قادرة على الرد على التهديد المتمثل باقتحام متوقع من الجانب الثاني من حدود قطاع غزة نحو التجمعات الاستيطانية في مناطق عسقلان أوفاكيم ونتيفت.
ووفق المراسل فقد أقيمت الكتيبة بمبادرة قائد حرس الحدود كوبي شبتاي ومفتش الشرطة روني ألشيخ.
وأشار إلى أن هذه الوحدة تتزود بقدرات تكنولوجية متطورة ووسائل للرؤية الليلية والطائرات المسيرة بدون طيار والدراجات النارية والجرارات وسيارات "الجيب" المزودة ببنادق قناصة، بهدف توفير رد سريع على أي محاولة فلسطينية للتسلل داخل إسرائيل.
بالمقابل، قال الجنرال مائير ألران المساعد السابق لرئيس جهاز الاستخبارات العسكرية (أمان) -في مقال له بصحيفة يديعوت أحرونوت- إن التركيز حول تهديد الأنفاق الهجومية التي تحفرها حماس يضر بالمصالح الحيوية لإسرائيل لأنها تغفل أنظار الرأي العام والصناع القرار عن التهديدات الإستراتيجية الحقيقية الأكثر قسوة عليها، مما قد يترك آثارا سلبية على الدولة.
وأضاف ألران، وهو رئيس ملف الجبهة الداخلية بمعهد أبحاث الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب، أن إسرائيل لا تعاني حاليا من تهديدات إستراتيجية لكن استمرار الصراع مع الفلسطينيين قد يُعتبر كذلك، بجانب استمرار المشروع النووي الخاص بـ إيران.
وأكد أنه في حين أن الأنفاق لا يمكن اعتبارها تهديدا على هذا المستوى رغم بعض مخاطرها، فإن وجود بعض العوائق المادية أمامها يشكل تحديا لها، وهذا ما بدأت إسرائيل القيام به من خلال الجدار الأمني المحيط بقطاع غزة بكلفة ثلاثة مليارات شيكل.
وعبر ألران عن اعتقاده بأن وجودا عسكريا مكثفا للجيش على حدود غزة وإخلاء فوريا للإسرائيليين عقب اندلاع أي مواجهة عسكرية كفيل بدرء مخاطر الأنفاق، ورأى أن الحديث عن إيجاد حل تقني لأنفاق غزة لن يحل مشكلة غزة التي تعتبر بالنسبة لإسرائيل قنبلة موقوتة إستراتيجية، وفق وصفه.