وقع وزير الخارجية رياض المالكي، وممثل جمهورية الهند لدى دولة فلسطين السفير أنيش راجان، في مقر الوزارة برام الله اليوم الأحد، مذكرة التفاهم الخاصة بإنشاء المعهد الدبلوماسي الفلسطيني.
وتأتي هذه الخطوة تتويجاً للقاءات اللجنة الفلسطينية الهندية المشتركة، التي عقدت اجتماعها الأول في مدينة رام الله في 8-11-2016، وترأسها المالكي، ووزير الدولة للشؤون الخارجية الهندية م.ج. أكبر، والتي تم في إطارها بحث معمق للعلاقات الثنائية بين البلدين في مجالات التعليم، والثقافة، وتكنولوجيا المعلومات، والأمن، والشباب والرياضة، وكان سبقها إجراء مشاورات سياسية بين البلدين على مستوى مساعد وزير الخارجية لشؤون آسيا وإفريقيا وأستراليا، والعديد من الزيارات الثنائية رفيعة المستوى، بما فيها زيارة الرئيس الهندي برانارب موخارجي الى فلسطين، والتي تم خلالها التعهد بدعم مشاريع تنموية، من ضمنها مشروع المعهد الدبلوماسي الفلسطيني.
وأشار المالكي إلى أن وزارة الخارجية تهدف من وراء إنشاء المعهد الدبلوماسي الفلسطيني الى التحول من وحدة تدريب دبلوماسي إلى معهد تدريب دبلوماسي نوطّن به عمليات التدريب، والتأكيد على عملنا الدؤوب والمليء بالأمل بالاستقلال وإقامة الدولة وتطوير مناهج التدريب الدبلوماسي الفلسطيني، بغية تحقيق الهدف الأسمى وهو بناء القدرات والعمل على البناء المؤسسي، طبقاً لأعلى المواصفات والمقاييس العالمية، منوهاً إلى أننا نبدأ من حيث انتهى الآخرون لتستمر عملية البناء بشكلها الصحيح.
وأضاف المالكي أن هذا سيدفع بالخبراء والباحثين الفلسطينيين الى التعامل مع الموضوعات الدبلوماسية والدولية، وفق أصول البحث العلمي الدبلوماسي ومناهجه، وذلك من خلال تعريض موظفي وزارة الخارجية ومؤسسات الدولة الفلسطينية، وعلى رأسهم أولئك الذين لهم صلة بالعمل الدبلوماسي، إلى تدريب مكثف وتأهيل يرقى للقيام بكل الواجبات المنوطة بهم بكل كفاءة واقتدار.
وبين أن هذا الكادر لا بد وبناء على تطلعات القيادة الفلسطينية، بأن يحصل على التأهيل والتدريب الكافي في حقول تخصصية وأكاديمية تهدف إلى تطوير وتنويع قدراتهم ومكتسباتهم ذات العلاقة بمتطلبات العمل الدبلوماسي والمدني في كافة الحقول السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتقنية، هادفين من وراء ذلك كله للإعداد الجيد والانتقال من حالة التطبيق النظري إلى التطبيق العملي.
وفي نهاية اللقاء، شكر المالكي سفير جمهورية الهند على كل ما تقدمه حكومة بلاده لفلسطين، مشيراً إلى أن الهند تختار كل ما هو ذكي وبناء من مشاريع لدعم فلسطين ومواردها البشرية، ومؤسساتها على اختلافها، منوهاً لما قامت به من دعم في حقل التكنولوجيا وخاصة الحديقة التكنولوجية في بير زيت، وهذا المعهد سيكون ضمن هذه المشاريع التي ستقام خلال عام من الآن، مذكراً بأن قيمة الدعم المقدّمة لهذا المشروع هي أربعة ملايين ونصف المليون دولار.
من جانبه، عبّر السفير راجان عن سعادته لعمله بفلسطين، وقال إن مثل هذه المشاريع تقام على أرض فلسطين خلال عمله سفيراً لبلاده، مؤكداً أن سعادته ستكتمل عندما يرى هذا الصرح مكتملاً ويعمل من أجل خدمة أبناء فلسطين.
وشدد على أن دور الهند لن يتوقف عند هذا المشروع، وإنما ستقوم بتقديم كل ما هو مثمر وبنّاء ويصب في صالح الدولة الفلسطينية العتيدة، علماً أن العلاقة الفلسطينية الهندية علاقة أزلية ومميزة، فجمهورية الهند لم تبقِ مجالاً أو محفلاً يخص القضية الفلسطينية إلا وساندته ودعمته قُدُماً بغية تحقيقه على أرض الواقع.
وأضاف أن جمهورية الهند ومن خلال معهد الخدمات الخارجية، ستقوم برفد المعهد بكفاءات تدريبية وخبرات لها باع طويل من أجل تمكين المعهد الدبلوماسي الفلسطيني الوقوف على قدميه والانطلاق نحو المستقبل بثبات وأمل. كما أشار راجان إلى رغبة الهند بتطوير العلاقات كافة خاصة الاقتصادية والتجارية والسياحية وضرورة تعزيز علاقات المؤسسات المدنية.