رام الله الإخباري
نجحت مهندستان من غزة في اختراع بديل للإسمنت من رماد الفحم، وتأملان من خلال ذلك إيجاد حل لنقص مواد البناء في القطاع المحاصر منذ أكثر من 10 سنوات.
ويبدو طوب Green Cake (أو الكيك الأخضر) كالإسمنت العادي، فهو (كيك) كونه أخف من الطوب المصنوع من الإسمنت بكثير، و(أخضر) لأنه صديق للبيئة كونه يعيد استخدام رماد الفحم.
كما أنه أرخص بنسبة 25% مقارنة بالطوب العادي، بحسب تقرير لصحيفة الإندبندنتالبريطانية.
وجاء هذا الاختراع كإنجاز لمهندستين في قطاع غزة في العشرينيات من العمر، هما مجد المشهراوي وروان عبداللطيف، والحاصلتان على درجة بالهندسة المدنية من جامعة غزة الإسلامية.
ويتعرض قطاع غزة لحصار خانق منذ تولي حركة حماس الحكم هناك عام 2006، ما يجعل من الصعب على الفلسطينيين استيراد الإسمنت وغيره من مواد البناء اللازمة، جراء مخاوف إسرائيلية من استخدامها لأغراض أخرى مثل حفر الأنفاق التي تستخدمها المقاومة.
وبحسب مصادر الأمم المتحدة، فقد دمرت الحرب التي شنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة في يوليو/ تموز 2014 أكثر من 17 ألف منزل، ما زاد صعوبة الأوضاع هناك.
وبدأت المهندستان اختبار بدائل عام 2015 بهدف إيجاد مصدر محلي بديل للإسمنت. وبعد تجارب مكثفة على عدة خلطات من الرمل والرماد لفحص مدى تحمل الوزن والجاذبية والنار والأمطار، وصلت كل من روان ومجد للطوب الذي يسمى الآن (غرين كيك).وكان المشروع قد انطلق بمنحة من الجامعة، وبحلول أغسطس/ آب 2016 حصلت المهندستان على عميلهما الأول.
ومع حقيقة أن العلم لم يتوصل لبديل عن الإسمنت بنفس الصلابة، وأنه من غير المعروف إن كان (غرين كيك) سيصمد على مدار السنين، لكن هذا الاختراع قد لاقى إشادة كبيرة كونه ابتكاراً يحاكي التحديات الجمة التي يواجهها قطاع غزة في مجال البناء.
وعبَّرت المهندسة مجد المشهراوي عن أملها بأن يكتسب هذا الاختراع الزخم الكافي ليتيح لها إنشاء مصنع وخلق فرص عمل، وخفض اعتماد القطاع على مواد البناء المستوردة.وأضافت متحدثة لموقع Middle East Eye: "غرين كيك جيد طالما عملنا على تطويره باستمرار. ما زلنا في البداية، لكن يحدونا أمل كبير للنجاح".
هافينغتون بوست عربي