رام الله الإخباري
أظهر استطلاع للرأي العام فقدان ثقة كبير بين المجتمع والجيش في إسرائيل، وذلك في أعقاب إدانة الجندي القاتل، إليئور أزاريا، بالقتل غير العمد لإعدامه الشاب الفلسطيني عبد الفتاح الشريف بينما كان مصابا بجروح خطيرة.
ووفقا للاستطلاع الذي نشرته صحيفة "معاريف" اليوم، الجمعة، فإن 58% قالوا إن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، غادي آيزنكوت، وقيادة الجيش منعزلين عن الواقع الميداني، ورأى 60% أن إدانة الجندي القاتل ستؤثر سلبا على الحافز للتجند لوحدات قتالية في الجيش، بادعاء أن الجيش لا يدعم جنوده.
والانتقاد الشديد الموجه بالاستطلاع إلى آيزنكوت نابع من تصريحه ضد جريمة أزاريا. لكن ينبغي التأكيد هنا على أن الجيش الإسرائيلي هو جيش احتلال وارتكب طوال تاريخه ولا يزال يرتكب جرائم حرب رهيبة، لا يحاكم عليها أي عسكري، واضطر الجيش إلى إدانة أزاريا فقط لأنه جرى توثيق جريمته البشعة بالصوت والصورة وانتشار الشريط المصور في أنحاء العالم.
وقال 70% إن محاكمة الجندي القاتل وإدانته يمسان بثقة الجمهور الإسرائيلي بالجيش، ويعتقد 58% أن الإدانة تبعث برسالة إلى الجنود الإسرائيليين بأن المؤسسة العسكرية لا تدعمهم، وقال 64% إن المؤسسة العسكرية تخلت عن أزاريا، وأيد 75% منح عفو لهذا الجندي القاتل.
رغم ذلك، قال 51% إنهم لا يوافقون على الجريمة التي ارتكبها أزاريا، لكن نسبة مطابقة (51%) قالوا إن المحاكمة لم تكن نزيهة. وخلافا لتصريح آيزنكوت بأن أزاريا هو جندي وليس "أبننا جميعا"، اعتبر 58% أن الجندي القاتل هو "ابننا جميعا".
لكن في تحليل هذه النتائج، قال معد الاستطلاع، مناحيم ليزر، إنه كلما ازداد تدين المشاركين في الاستطلاع ارتفع تأييدهم للجندي القاتل. وفي موازاة ذلك، فإن التأييد يرتفع كلما انخفض مستوى التعليم وسن المستطلعين. وأوضح أن النساء تؤيدن أزاريا أكثر من الرجال، "ربما لأنهم ينظرون إليه على أنه ابن الجميع".
وساهمت تصريحات القيادة السياسية الإسرائيلية، بدءا من رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، وتعاطفهم الواسع مع الجندي القاتل، في وصول الاستطلاع إلى هذه النتائج.
وأوعز المستشار القضائي للحكومة، أفيحاي مندلبليت، أمس، بفتح تحقيق ضد متظاهرين متطرفين تجمعوا تأييدا للجندي القاتل أثناء صدور الحكم عليه، أول من أمس. وهتف هؤلاء المتظاهرون بشعارات، بينها دعوة صريحة إلى اغتيال آيزنكوت.
عرب 48