أكد وزير الخارجية العراقي، إبراهيم الجعفري، أن بلاده تتمسك بالعلاقات مع تركيا والسعودية، وتتمناها "جيدة" مع البلدين.وأضاف الجعفري، في مقابلة مع صحيفة "أخبار اليوم" المصرية الحكومية، أن "العلاقات مع السعودية تُستلهم من طبيعة المصالح المشتركة والحقائق الجغرافية. السعودية بلد الحرمين. نراعي كل هذه الحقائق، ونمسك العلاقة على هذه الحقائق".
ومضى قائلا: "نرفض بشكل قاطع أي تجاوز على حقوقنا، وأي شيء يمس سيادتنا ويتدخل في وضعنا، لكن في نفس الوقت نمسك بقوة على العلاقة لا نفرط فيها، ولا نضحي بها مع وجود هذه المشاكل".
وتابع: "باختصار نتمنى أن تكون علاقتنا بالسعودية جيدة، مثلما أن نتمنى أن تكون جيدة بتركيا".قبل أن يستدرك: "لكن هناك بعض الملفات العالقة وبعض الموضوعات، من شأنها أن تستدعي أن نتحاور من أجل أن نزيل هذه العقبات، وليس من شأننا أن نذهب لطريق مغلق اسمه القطيعة؛ فطريق القطيعة لا يؤدي إلى نتيجة".
وكانت وزارة الخارجية العراقية طالبت، في أغسطس/آب الماضي، نظيرتها السعودية باستبدال سفيرها لدى العراق ثامر السبهان، وأرجعت السبب إلى ما وصفته بـ"تجاوز حدود التمثيل الدبلوماسي والتدخل في شؤون العراق"، بعد انتقادات من السبهان لما وصفه بـ"انتهاكات" قوات الحشد الشعبي الشيعية ضد السنة في المناطق التي يتم تحريرها من سيطرة تنظيم "داعش".
ولاحقا وفي أكتوبر/تشرين الأول الماضي، سحبت الرياض السبهان وعينت عبدالعزيز الشمري قائما بالأعمال في سفارة المملكة بالعراق، في خطوة تعني في العلاقات الدبلوماسية تخفيض درجة التمثيل الدبلوماسي.
كما نشب خلاف بين أنقرة وبغداد، قبل معركة الموصل في أكتوبر/تشرين أول الماضي، حول تواجد القوات التركية في معسكر بعشيقة، شمالي العراق، التي أكدت تركيا أنه جاء بطلب من الحكومة العراقية.
وبسؤاله عن وجود حوار بين تركيا والعراق، قال الجعفري إن "الحوار لم ينقطع خلال هذه الفترة، العراق يتمسك بالحوار؛ لأنه السبيل الأفضل إن لم يكن السبيل الوحيد لحل المشاكل".
وتابع: "تركيا دولة مجاورة، تربط بيننا علاقات الإسلام والجوار، وعلاقة التجربة السياسية علاقة رائدة وكنا ولا نزال نتمنى أن تعم خيمة العلاقات الثنائية بيننا وتركيا المحبة والثقة".
وأوضح: "برهنا على ذلك نحن عدما تعرضت تركيا لمحاولة انقلابية، كنت أول من اتصل بالقادة الأتراك، وأعربت لهم عن تمسكنا بدولة تقوم على الديمقراطية، ولا نريد دولة تقوم على الانقلابات العسكرية".
وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، منتصف يوليو الماضي، محاولة انقلابية فاشلة نفذتها عناصر محدودة من الجيش تتبع منظمة "فتح الله غولن" الإرهابية (الكيان الموازي). لكن تصدي المواطنين للانقلابيين أفشل مخططهم خلال ساعات.
وغادر الجعفري القاهرة، الجمعة الماضية، مختتما زيارة لمصر دامت خمسة أيام، حضر خلالها الاجتماع المشترك الرابع لوزراء الخارجية العرب ونظراؤهم بالاتحاد الأوروبي بمقر جامعة الدول العربية