ادعى تقرير صحفي اليوم، الخميس، أن المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينيت) صادق قبل أسبوعين على خرائط هيكلية وخطط بناء في قرى وبلدات فلسطينية تقع في المنطقة ‘ج’ في الشفة الغربية المحتلة، وهي مناطق تشكل مساحتها 60% من مساحة الضفة وتخضع لسيطرة إدارية وأمنية إسرائيلية بحسب اتفاقيات أوسلو.
ووفقا للتقرير الذي نشرته صحيفة ‘هآرتس’ على موقعها الالكتروني، فإن قرار الكابينيت، الذي يعتبر الأول من نوعه منذ عدة سنوات، لم يعلن عنه ولم ينشر على الملأ ومن بين أسباب ذلك منع ممارسة ضغوط من جانب المستوطنين على الحكومة.
ويأتي قرار الكابينيت بهذا الخصوص بعد اقتراح قدمه وزير الأمن الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، في إطار سياسة ‘العصي والجزر’، التي أعلن عنها في منتصف شهر آب/أغسطس الماضي، وزعم حينها أن ‘هدف الخطة هو الإحسان لأولئك المستعدين للتعايش معنا، ومن الجهة الأخرى الإثقال على أولئك الذين يريدون تنفيذ عمليات’.
وبحث الكابينيت في اقتراح المصادقة على خرائط هيكلية ومخططات بناء للفلسطينيين في المنطقة ‘ج’ خلال اجتماع عقده في 5 تشرين الأول/أكتوبر الحالي. وحضر الاجتماع نصف أعضاء الكابينيت وجرى التصويت على الاقتراح في ختامه.
وصوت على القرار رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، وليبرمان ووزير الداخلية، أرييه درعي، ووزير الطاقة، يوفال شطاينيتس ووزير الإسكان، يوءاف غالانت. وأبقى وزير المالية، موشيه كحلون، قصاصة ورق عبر فيها عن تأييده للاقتراح. وصوت ضد الاقتراح وزير التربية والتعليم، نفتالي بينيت، الذي حضر الاجتماع، ووزيرة القضاء، أييليت شاكيد التي تغيبت عنه لكنها أبقت قصاصة ورق كتبت فيها إنها تعارض الاقتراح.
وشمل القرار المصادقة على خرائط هيكلية وإصدار تصاريح بناء مبان عامة ووحدات سكنية في عدد من القرى في المنطقة ‘ج’. ووفقا للصحيفة فإنه سيتم تنفيذ عدد قليل نسبيا من المشاريع، بينها توسيع خرائط هيكلية لقرى في شمال الضفة ومدينة قلقيلية، وإنشاء ممر اقتصادي بين أريحا والأردن، وبناء منطقة صناعية غربي نابلس ومستشفى في بيت ساحور، وروضات أطفال وملاعب كرة قدم في قرى فلسطينية.
وفسر موظف إسرائيلي رفيع الحفاظ على سرية هذا القرار بأنه ينطوي على ‘حساسية سياسية’، وأن للمستوطنين تأثير كبير داخل حزبي الليكود و’البيت اليهودي’ وهم يعارضون أي مخطط بناء للفلسطينيين في مناطق ‘ج’، وأن معارضة المستوطنين تتزايد على خلفية مطلبهم بعدم إخلاء البؤرة الاستيطانية العشوائية ‘عامونا’.
يشار إلى أن سلطات الاحتلال نفذت عمليات هدم مئات البيوت في المنطقة “ج”، وذلك إلى جانب تنفيذ أعمال بناء مكثفة للغاية في المستوطنات في هذه المنطقة.