قال محافظ الخليل كامل حميد، اليوم الثلاثاء، إن حكومة الاحتلال الاسرائيلي تمارس عقوبات جماعية مختلفة على أبناء محافظة الخليل، تتزايد باضطراد مع الدفع بكتيبة جديدة من جيش الاحتلال للمحافظة معروفة ببطشها وشراستها في التعامل مع الأطفال والنساء.
وشدد على ان ما يحدث في الخليل هو سياسة تطهير عرقي قائمة على إعدام أبناء شعبنا الأعزل.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقد بمقر المحافظة حول آخر المستجدات والاعتداءات الاسرائيلية.
وقال حميد "إن ما يجري في الخليل هو خطير جدا وغير مسبوق ويهدد كل انجازات السلطة الفلسطينية في المحافظة نتيجة العنجهية واستسهال إطلاق النار والإعدامات والعقوبات الجماعية والحصار ومداهمة المدارس وإيقاف المواطنين وتفتيشهم وإذلالهم والهدم والإغلاقات وإعادة فرض الإجراءات السابقة لمنع فئات عمرية محددة من حرية التحرك والوصول الى بيوتها".
وتابع "اطفال البلدة القديمة والخليل عامة يدركون تماما أن ما يجري هو استهدافهم بشكل مباشر، لذلك نحذر من استمرار اجراءات الجيش الاسرائيلي والتي تغطى بشكل مباشر من الحكومة الاسرائيلية بغطاء سياسي هو خطير ويدفع بالأوضاع الى حافة الهاوية التي لا يستطيع أحد التكهن بنتائجها.
وقال "المعلومات التي لدينا تقول إن عناصر الجيش يقومون باستفزاز الأطفال والتحريض المباشر ويقولون لهم أين السكاكين واللي مش حامل سكينة ليش مش حامل معه, هي عملية تحريض للأطفال على الحواجز والمداخل في كل أنحاء المحافظة.. وجيش وحكومة الاحتلال يتعمدون إشعال الأوضاع لخدمة أهدافهم الاستيطانية وتوسيعها بإضافة وحدات خاصة في البلدة القديمة, ومنع المصلين من الوصول للحرم الإبراهيمي المستهدف منذ سنوات.
وتابع "لدى الاحتلال أهداف اقتصادية، حيث تم إبلاغ عدد من المصانع وأصحاب المصالح بمنعهم إدخال المواد التعقيمية والأساسية لإنتاج بعض المصانع, ومنع توريد منتوجات مثل هذه المصانع للقدس، وهذا يعني بدء اجراءات وحصار اقتصادي على المحافظة، كما يوجد استهداف للتعليم من خلال استفزاز الطلبة ووضع الحواجز وإغراق المدارس والغرف الصفية بقنابل الغاز السام .
واضاف حميد "تتزامن هذه الهجمة مع انعقاد جلسات الامم المتحدة وخطاب الرئيس في الامم المتحدة الخميس القادم وهو من أجل التشويش على الخطاب والزيارة، والتحريض على القيادة الفلسطينية وإظهار أن الأوضاع مشتعلة وغير مستقرة، ويتزامن أيضا مع الفيديو الذي نشره رئيس حكومة الاحتلال والذي يؤكد فيه بشكل واصح ان التواجد اليهودي في الأراضي المحتلة عام 1967 هو تواجد شرعي ويريد ان يتم تغطية ذلك من خلال العالم والحكومات والأمم المتحدة، وان المطالبة بإخلاء المستوطنات هو تطهير عرقي.
واستطرد حميد "هذا خطير جدا. هي حملة سياسية تتزامن مع حملة عسكرية على الأرض تستهدف الاستقرار والأمن والهدوء، والتركيز فيها على الخليل هو لإظهار انها عاصمة الارهاب الفلسطيني كما وصفها معلقون سياسيون اسرائيليون، اذ هو استهداف حقيقي للخليل، وهذا يعني تشريع لكافة اجراءاتهم الاحتلالية والاستيطانية، وان الجيش يقوم بمحاولة من اجل وقف "حرب زائفة " هو يدعيها ضد وجودهم واحتلالهم للمدينة.
وحمل حميد الحكومة الاسرائيلية وقيادة جيشها المسؤولية الكاملة عن انهيار الأوضاع وتأجيجها وطالبها بالكف الفوري عن القتل البشع المتعمد لأبناء شعبنا.
وطالب في رسالة وجهها للسفراء والقناصل المعتمدين لدى السلطة الوطنية الفلسطينية والجهات التي أخذت على عاتقها بذل الجهود لإعادة قطار المفاوضات، بالخروج عن صمتها وتوجيه ضغوط دولهم نحو الحكومة الاسرائيلية لإجبارها على وقف سياستها الوحشية من اعدام واستيطان وانتهاك لحق الفلسطينيين من أجل توفير الأجواء المناسبة لإعادة الهدوء وإنجاح جهود إحياء المفاوضات.