أكد عضو المكتب السياسي لحركة حماس، محمود الزهار، أن علاقتهم مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، اليوم أفضل مما كانت عليه في السابق، معربًا في سياقٍ آخر عن أسفه الشديد لحالة التطبيع العربي غير المسبوقة مع العدو الإسرائيلي.
وعلّق الزهار في مقابلةٍ مع وكالة أنباء فارس الايرانية، على قضايا ومواضيع مختلفة لعل أبرزها: معادلة وزير الأمن الإسرائيلي افيغدور ليبرمان، الجديدة في التعامل مع غزة، والتي تمثلت برهنه "إعادة بناء وترميم القطاع مقابل نزع السلاح"، ومشاركة حركة حماس في الانتخابات المحلية.
وربط الزهار اقتحامات العصابات الاسرائيلية المتكررة للمسجد الأقصى المبارك، في الآونة الأخيرة، بالواقع المؤسف الذي وصل إليه العالم العربي، واصفًا المرحلة الحالية بأنها شاذة واستثنائية.
وقال: "نحن في مرحلة استثنائية من التاريخ، صنعت فيها الأنظمة العربية لها عدوًا وهميًا أسمته إيران، وحتى تحتمي من هذا العدو الوهمي، لجأت تلك الأنظمة إلى صديقٍ وهمي أسمته "إسرائيل""، مضيفًا أن "حالة الخوف التي أوقعوا أنفسهم فيها، هي التي أوقعتهم في هذا التخبط"
. قرصة أذن
في موضوعٍ آخر، وصف الزهار، ليبرمان بأنه شخص عديم الخبرة، ويحتاج قرصة أذن، حتى يتعلم ألا يضع شروطًا، لا أمل في تحقيقها على أرض الواقع. وقال متهكمًا على ليبرمان باللهجة العامية، :"نزع سلاح مين؟!، هذا الهامل بدو ينزع سلاحنا!!".
ولفت إلى أن "ليبرمان جاء ليعطي انطباعًا للمستوطنين أن الأمور أفضل من السابق، فقابله عشرات الآلاف من المستوطنين الذين تركوا بيوتهم وهربوا، والإعلام صوّرهم"، مبينًا أنه "جاء ليعزز فكرة الاستيطان حول غزة، فكانت النتيجة العكس".
وأشار الزهار إلى أن "ليبرمان جاء ليقول: أنا غير الذي قبلي، أنا أخوّف، أنا عندي سياسة عسكرية جديدة، كل هذا الكلام في الحقيقة على أرض الواقع ليس له مستند .. في المحصلة مجرد غزة لم تتكلم كلمة (لم ترد على العدوان الإسرائيلي الأخير)، هم حذفوا صواريخ على أماكن فارغة، فهرب المستوطنون".
سننتظر وندرس القوائم وفي موضوع الانتخابات المحلية الفلسطينية، وتداول وسائل إعلام متعددة بأن حركة حماس لن تشارك فيها بمحافظة جنين شمال الضفة المحتلة، قال الزهار:" شرط المشاركة في الانتخابات أن تتوفر الظروف الملائمة"، متسائلًا: "ما معنى المشاركة في الانتخابات تحت الاعتقالات أو التهديدات أو التزويرات؟!!".
وأضاف :"ابحث عن جنين لماذا لا يريدون أن يدخلوا فيها؟! .. إذا كانت هذه الأمور هكذا، فهي تهدد العملية الانتخابية كلها، ليس معقولًا أن تجري انتخابات تحت سوط الاحتلال الإسرائيلي، وفي نفس الوقت الممارسات السيئة للأجهزة الأمن (الفلسطينية)"، مشيرًا إلى حادثة اطلاق الرصاص بالأمس، والتي نتج عنها قتل أحد المعتقلين في سجون السلطة. وشدد الزهار على أهمية "توفر شروط مناسبة وعادية، وليست شاذة، أو مطالب خاصة لتحقيق هذه الغاية"، منبهًا إلى أن الأمر في جنين قد "يكون تهديدًا، وأنه إذا تقرر بشكل نهائي عدم المشاركة، سنعلن الأسباب".
وفي سؤاله عمّا إذا كانت حركة حماس ستتبع تكتيكًا جديدًا في الانتخابات المرتقبة، بيّن الزهار أنهم "سينتظرون حتى إعلان كافة القوائم، ويقومون بالنظر في أسماء المرشحين، وإذا أحسسنا أن فيها عناصر تستطيع أن تقلع بالبلدية سندعمها".
وتابع :" بعد أن يتم نزول كل القوائم، ويكون عندنا وقت كافٍ لدراسة الأسماء، والبرامج سنعلن عن موقفنا"، منوهًا إلى أنهم "سيبلورون الرأي النهائي بعد استعراض كافة الملاحظات على القوائم، واعتماد كل شيء من اللجنة الانتخابية".
وعن التوقيت الذي ستتم فيه هذه المسألة، لاسيما وأن الوقت دخل مرحلة العد التنازلي لانتهاء التسجيل لدى لجنة الانتخابات المركزية، قال الزهار :" ليس حتى آخر لحظة في التسجيل، بل بعد آخر لحظة بلحظات"، على حد قوله. لا نلعب هذه اللعبة! وعرج القيادي البارز في حركة حماس على موضوع المفقودين الأربعة من غزة في الأراضي المصرية،
قائلًا :" بذلنا جهدًا في هذا الموضوع في اللقاء الأخير، الذي تم بيننا وبين المصريين في مارس الماضي، والحقيقة لم نستطع أن نحقق أي اختراق في هذا الموضوع". وكانت وسائل الإعلام قد تداولت مؤخرًا صورة مسربة يظهر فيها اثنان من الشبان المفقودين، داخل سجن أمني مصري،
وذلك للمرة الأولى منذ اختفائهم، في التاسع عشر من أغسطس/ آب عام 2015. وشدد الزهار على أن "السلطات المصرية تتحمل المسؤولية عن اعتقالهم أو اختطافهم، كون العملية تمت بعد كيلو متر واحد من اجتيازهم المعبر في داخل المنطقة الأمنية المصرية، الخاضعة لمسؤوليتهم"
. وكشف عن طلب حركة حماس، من السلطات المصرية، معلومات عن الشبان الأربعة لكنهم رفضوا، وطلبوا الحصول على بعض معلومات مقابل أي معلومات عنهم، متابعًا القول: "نحن لا نعلب هذه اللعبة، ووقفت الأمور عند هذا الحد، ومنذ ذلك الوقت وحتى هذه اللحظة للأسف الشديد لم تحصل أي اتصالات".