رام الله الإخباري
ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، اليوم الجمعة، أن ضغوطاً أميركية من جهة، ورغبة رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، بتحسين صورته عالمياً، كانت وراء رسالة الفيديو المسجلة التي وجهها نتنياهو مساء الإثنين للفلسطينيين في الداخل، التي حاول الادعاء من خلالها بتقديم اعتذار عن تصريحاته العنصرية في يوم الانتخابات العام الماضي.
وأوضحت "يديعوت أحرونوت" في هذا السياق، أن الرسالة سُجلت غداة جلسة الحكومة الإسرائيلية الأحد المنصرم، التي أعلن فيها نتنياهو أن الحكومة "ستصادق على قانون تعزيزي لتطبيق القوانين في مجالات التخطيط والبناء في الوسط العربي"، مشيراً إلى أن الحكومة تستثمر كثيراً في المجتمع الفلسطيني، ليصل إلى القول "إننا نعمل من أجل خلق واقع لدولة فيها قانون واحد، ونظام واحد للجميع دون استثناء".
واعتبرت الصحيفة أن رسالة نتنياهو هذه، خاصة وأنه تم تسجيلها بالعبرية والإنكليزية، "هدفت بشكل أساسي لتحسين صورته العالمية، وخاصة في كل ما يتعلق بتصريحاته العنصرية ضد العرب، والتي أثارت استهجاناً داخل الإدارة الأميركية".
وأضافت الصحيفة أن "رغبة نتنياهو بالاعتذار للفلسطينيين في الداخل من خلال خطاب مسجل، ليست بجديدة وهي ترتبط بسعيه نحو اتباع سياسة (المصالحة مع العالم العربي) وخاصة ما يسمى بمحور الدول السنية المعتدلة". وادعى نتنياهو أنه لا يمكنه تحقيق ذلك بدون أن يبيض صفحة علاقاته مع الفلسطينيين في الداخل.
وبحسب الصحافية الإسرائيلية نحاما دويك، فإن "بوادر هذا التوجه نحو المصالحة ظهرت لأول مرة في مقال نشره قبل شهر مدير ديوان نتنياهو السابق، والمقرب منه لحد اليوم، نتان إيشل، حين دعا إيشل في مقاله للتصالح مع العالم العربي".
وربطت دويك بين رسالة نتنياهو وقرب توجهه بعد شهرين إلى الولايات المتحدة للمشاركة في الدورة السنوية للجمعية العمومية للأمم المتحدة. وسيلتقي نتنياهو هناك أيضاً بالأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، الذي كان اعتبر تصريحاً سابقاً لنتنياهو ضد العرب بأنه بائس وأن هذا الموقف يحمله أيضاً عدد من رؤساء الدول الأجنبية. وكان نتنياهو قال في يوم الانتخابات إن "حكم اليمين في خطر فالعرب يتفقون بجموعهم على صناديق الاقتراع وأن جمعيات اليسار تقوم بنقلهم لصناديق الاقتراع".
وبحسب "يديعوت أحرونوت" فقد أقر عدد من المقربين من نتنياهو بأنه تلقى رسائل شديدة اللهجة بهذا الخصوص طالبته بتوضيح أقواله ونشر توضيحه هذا علناً. ونقلت الصحيفة عن صاحب مكتب الاستشارة الإعلامية، موشيه ديبي، قوله إن نشر التسجيل باللغتين العبرية والإنكليزية، يشير إلى أن نتنياهو لم يكن بحاجة لتوجيه هذه الرسالة لأسباب داخلية، وإنما لتحسين صورته العالمية والادعاء بأن إسرائيل دولة متنورة وديمقراطية.
وأضاف ديبي أنه يعتقد أن نتنياهو تعرض لضغوط أميركية بهذا الخصوص، وقد يكون السفير الإسرائيلي لدى واشنطن، المقرب من نتنياهو، رون دريمير نقل له حقيقة الأجواء السائدة في واشنطن في هذا السياق، وأنه يستحسن أن يعتذر عن هذه الأقوال قبل وصوله إلى المشاركة في الاجتماع السنوي للجمعية العمومية للأمم المتحدة.
العربي جديد