تركيا : اقامة دولة فلسطينية مستقلة شرط أساسي لتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط

تركيا

أكدت تركيا، أن "إحياء عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، شرط أساسي لتحقيق الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، وأن إقامة دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة على حدود ما قبل عام 1967 مع القدس الشرقية عاصمة هو الحل الوحيد القابل للتطبيق".

جاء ذلك في إفادة قدمها نائب السفير التركي الدائم لدى الأمم المتحدة، غوفن بَجَتش، أمام أعضاء جلسة مجلس الأمن الدولي حول الأوضاع في الشرق الأوسط، أمس الثلاثاء.

وحذر المسؤول التركي، في إفادته من "تضاعف المساحة الإجمالية المخصصة للمستوطنات الإسرائيلية منذ التوقيع على اتفاقيات أوسلو (سبتمبر/أيلول 1993) كجزء من سياسة إسرائيل لعزل القدس الشرقية عن الضفة الغربية وقطاع غزة".

وأردف قائلا في كلمته "فقط في بداية يوليو/تموز الجاري، تقدمت الحكومة الإسرائيلية بخطط جديدة لإنشاء 800 وحدة سكنية إضافية في المستوطنات غير الشرعية (..) إن هذا الظلم التاريخي بحق الشعب الفلسطيني يثير الاستياء والاغتراب والتطرف في المنطقة وخارجها".

واستطرد بَجَتش قائلًا "نحن نعتقد أن السبيل الوحيد للخروج من هذا المأزق هو إقناع الفلسطينيين بأن مستقبلهم سيكون أفضل مما هو عليه اليوم، من خلال الجلوس للتفاوض علي قدم المساواة مع إسرائيل".

وأضاف إن "الاعتراف بدولة فلسطين من قبل أكثر من 137 دولة عضو بالجمعية العامة للأمم المتحدة يرفع حجم الآمال في إمكانية التوصل إلى حل الدولتين على أساس مبادرة السلام العربية".

وتوقفت المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية في أبريل/ نيسان عام 2014، بعد رفض إسرائيل وقف الاستيطان والقبول بحل الدولتين على أساس حدود 1967، والإفراج عن معتقلين فلسطينيين من سجونها.

وتطرق نائب السفير التركي، إلي المعاناة الإنسانية للفلسطينيين المحاصرين في قطاع غزة وقال إن "تمكين الشعب الفلسطيني وتحسين ظروفه المعيشية من خلال المساعدات الإنمائية والاستثمارات بات أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى".

وأشار أن تركيا "خصصت 200 مليون دولار خلال الفترة 2014-2017 لتنفيذ عدة مشاريع مثل بناء منطقة صناعية في مدينة جنين في الضفة الغربية، ومستشفى في طوباس وسكن للبنات بجامعة القدس".

وأفاد أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع إسرائيل، في 26 يونيو/حزيران الماضي، "استند إلى مواصلة زيادة جهودنا الرامية إلى التخفيف من حدة الوضع الإنساني في الأراضي المحتلة، وخاصة في قطاع غزة".

وأردف قائلا " كمتابعة لذلك، وصلت أول شحنة من مساعداتنا الإنسانية إلى غزة يوم 4 يوليو /تموز الجاري عبر ميناء أشدود، وبالإضافة إلى ذلك، سوف نقوم ببناء مستشفى الصداقة التركية الفلسطينية ويتسع لـ200 سرير كما سيتم قريبا الانتهاء من مشروع بناء 320 وحدة سكنية في القطاع".

وانتقل بَجَتش للحديث عن ملف الأزمة السورية محذرا من أن " الفوضى الحالية التي يتسبب فيها الإرهابيون في شمال سوريا تستهدف أيضا مواطنينا وأن لدى تركيا مصلحة مشتركة لتحقيق السلام والاستقرار في سوريا من خلال انتقال سياسي حقيقي".

وأوضح أنه "لم يتم إحراز أي تقدم بخصوص تنفيذ اتفاق وقف الأعمال العدائية، الذي ينتهك بشكل منهجي من قبل النظام ومؤيديه (..) كما أن معاناة الشعب السوري الإنسانية متواصلة بلا هوادة ولا يزال توفير الحاجات الأساسية واقعا تحت رحمة النظام الذي يواصل استخدام قنابله البرميلية ومهاجمة المدنيين والبنية التحتية".

وكانت الولايات المتحدة وروسيا باعتبارهما رئيسا المجموعة الدولية لدعم سوريا قد توصلتا في فبراير/ شباط الماضي إلى اتفاق لوقف الأعمال العدائية بين نظام الأسد والمعارضة السورية، في خطوة لتخفيف حدة الصراع داخل البلاد، ولمنح فرصة للأطراف المتفاوضة في جنيف من أجل التوصل إلى عملية تحول سياسي تنهي المعارك داخل سوريا.