رام الله الإخباري
قال الكاتب والمحلل الإسرائيلي سيفر بلوتسكر إن الأمريكيين لم يعودوا يحبون إسرائيل، مستشهدا بعدد من الأساتذة والصحفيين الأمريكيين.
وقال بلوتسكر، في مقال له مع صحيفة "يديعوت أحرونوت" الأحد، إن ما أسماه "روح معاداة السامية" تهب في أمريكا بشدة، معتبرا أنه "بعد الدعوات لمقاطعة إسرائيل، ستأتي دعوات لمقاطعة اليهود ممن لا ينضمون الى مقاطعة إسرائيل، وبعدها ستأتي دعوات مقاطعة اليهود الصهاينة بصفتهم هذه، وأخيرا اليهود بصفتهم يهودا"، بحسب تعبيره.
ونقل الكاتب الإسرائيلي عن توماس فريدمان، الكاتب الصحفي المعروف في "نيويورك تايمز" الأمريكية، في لقاء له في تل أبيب، قال له به إن "السياقات الجارية في الجامعات الأمريكية خطيرة جدا على إسرائيل، فالجيل الصاعد من طلاب أمريكا يبحث لنفسه عن موضوع جديد يكافحه ويحتج ضده"، موضحا أن هذه المواضيع كانت في السابق: الأبرتهايد (الفصل العنصري) في جنوب أفريقيا، الحرب في العراق، الطمع في وول ستريت، معاملة الشرطة للسود، وهي مواضيع لم تعد واقعية، وبعضها استنفد نفسه بخيبة أمل، بحسب قوله.
أما الآن، بحسب فريدمان، يأتي الاحتلال الإسرائيلي على رأس جدول أعمال الطلاب والمثقفين الأكاديميين، ففي نظرهم "توجد فيه كل العناصر اللازمة ليكون بؤرة للاحتجاج، من قمع الأقوياء للضعفاء وتأييد أمريكي رسمي للاقوياء، وانتهاك لحقوق الإنسان، وسياقات ما بعد الاستعمار، والاستغلال الاقتصادي، العنصرية، والقائمة طويلة ومعروفة"، بحسب تعبيره.
وأنهى فريدمان توقعه بانفجار حركة احتجاج جماهيرية ضد إسرائيل في الكيان الجامعي الأمريكي بقوة لا تستطيعون أن تتخيلوها، بحسب ما نقل عنه بلوتسكر.
ومن جانب آخر، نقل المحلل الإسرائيلي عن محاضر يدرس في كلية العلوم الثقافية في مؤسسة أكاديمية امريكية معروفة ومحترمة الوضع هناك بالقول إن "هناك 15 بروفيسور، ثمانية منهم يهود، وأربعة منهم يحاولون إخفاء يهوديتهم ويعدلون أسماء عائلاتهم ليشطبوا آثار الأصل اليهودي، وثلاثة آخرون مجندون ويجندون لأعمال احتجاجية صاخبة ومتطرفة ضد إسرائيل، وبروفيسور يهودي واحد فقط يتجرأ على عدم إخفاء يهوديته ويعارض علنا الدعاية المتزمتة الجارية لكليتنا، ولهذا فإنه منبوذ ومقاطع ومهدد"، بحسب تعبيره.
"بالمال والنكران"
أما رد يهود أمريكا على هذه الحالة، فقال إنه "بالمال والنكران، فإذا كان القطاع التجاري اليهودي في الولايات المتحدة يتبرع في الماضي قبل كل شيء لأهداف يهودية جماهيرية، وبعد ذلك للإسرائيلية وبعد ذلك للعموم أمريكية، فان الترتيب اليوم معاكس"، موضحا أن "اليهود في كاليفورنا، على سبيل المثال يتبرعون أولا وكثيرا للأهداف التي ترمز إلى علاقتهم وتضامنهم مع الحضارة الأمريكية العامة، وقليل آخر مع اليهودية. وصفر، شبه صفر، مع الإسرائيلية".
وأشار الكاتب إلى ما أسماه "أنماط تمويل ما يسمى بـ(جمعيات اليسار)"، متسائلا عن نسبة تبرعات اليهود الأمريكيين لدعم هذه الميزانية، موضحا أن أصحاب مليارات يهود في أمريكا، ممن يتحدثون عاليا عاليا عن الحاجة لتشجيع قوى من اليسار السياسي الصهيوني المعتدل في إسرائيل يمتنعون عن نقل مبالغ مالية هامة لنشاطات ذاك اليسار، بحسب تعبيره.
ونقل عن ممثل بارز للمجموعة عن معنى هذا الامتناع فأجاب أن "رفاقه المليارديريين اليساريين يخافون ان ينكشف علنا دعمهم لشيء ما إسرائيلي، حتى في اليسار الإسرائيلي الصهيوني"، معتبرا أن "إسرائيل لم تكن أبدا معزولة ومنبوذة مثلما هي اليوم في الخطاب الثقافي – الاجتماعي – التعليمي الأمريكي"، واصفا أن جيل المستقبل بما فيه اليهودي ضدكم.
واختتم بلوتكر بقوله إن "تحذيرات توماس فريدمان آخذة في التحقق، بجانبها السيء"، بحسب قوله.
عربي 21