"المفرقعات" في رمضان ... فوضى ورعب ومشاكل بين المواطنين

000000000000000000000000-620x349

رام الله الإخباري

لكل زمان ومكان منغصات، وفي شهر رمضان المبارك "ظاهرة الألعاب النارية والمفرقعات" التي لا تترك أذناً مطمئنةً حتى تقتحمها بكل قوة هي المنغص الوحيد للشهر الكريم، فهي لا تفرق بين مريض يطلب الراحة أو مصلٍ يؤدي فريضة أو قارئ قرآن يتلمس رضى الرحمن إلا وتقرع أذنه بكل بقوة.

ويتلهف الصبية ومعهم عدد من التجار لغروب شمس شهر شعبان وحلول الأول من شهر رمضان لبيع وشراء المفرقعات النارية، وما يشجع التجار على بيعها الربح الوفير الذي تحققه، بسبب الإقبال المتزايد عليها من الصبية والمراهقين، وهي بالنسبة للتجار الوسيلة الوحيدة لتفريغ جيب الطفل من مصروفه اليومي المتواضع.

وغالباً ما يُشعل الصبية المفرقعات والألعاب النارية بالقرب من المساجد عند صلاة التراويح، وفي المتنزهات العامة، ومفارق الطرق، فيحجون إلى تلك المناطق على شكل جماعات، والأخطر من ذلك هو استخدام بعض الفتية والتجار الأكواع المحلية -أنبوب معدني يوضح بداخله الكبريت والفحم- وأدت تلك الظاهرة لإصابات خطيرة بين الأطفال والمراهقين.

المواطن محمد صلاح (26 عاماً)، يقول: ظاهرة المفرقعات قديمة جديدة، تسبب إزعاج كبير لنا، في بعض الأحيان لا نسمع صوت الآذان من قوة صوتها، وأحيانا نظن لوهلة أن تلك المفرقعات قصف إسرائيلي على غزة، مضيفاً "لا نعرف طعماً للصلاة ولا للإفطار بسبب أصواتها القوية، ونخشى على أولادنا منها.

وتابع: المشكلة أن الأسعار بمتناول أيدي الأطفال، والتجار يبيعونها دون الالتفات لمخاطر تلك المفرقعات على أطفالنا.

وطالب المواطن صلاح الطواقم الشُرطية بضرورة الضرب بيد من حديد على التجار الذين يستوردون ويبيعون ذلك الموت لأطفالنا.

المواطنة مريم الإسي كتبت بالعامية على صفحتها الشخصية على موقع "فيس بوك":  أجا رمضان.. وأجت الفراقيع، تعطلت أكثر من مرة بسببها عندما جلبها أطفالي الصغار إلى البيت.

وتأملُ الإسي أن "تنتهي ظاهرة المفرقعات والألعاب النارية وأن يحل شهر رمضان 2016 بدونها".

محمود السيد (51 عاماً) طالب الشرطة بتقديم التجار الذين يستوردون ويبيعون ويصنعون المفرقعات للنائب العام، لإيقاع اشد العقوبات بحقهم.

وقال السيد: مشكلة المفرقعات لا تنتهي عند توعية الأطفال بعدم الشراء فقط، بل من الضروري محاربة الظاهرة من الأساس، ولا يكون ذلك إلا عبر موادٍ قانونية رادعة.

وأضاف، متعجباً: لا أعرف كيف تصل هذا الألعاب للتجار بعيداً عن أعين رجال الأمن الذين يحيطون بكل كبيرة وصغيرة في قطاع غزة، متابعاً "من الضروري أن يجتهد أهل الخير والوعاظ والجهات المسؤولة بالأخذ على يد الأطفال والتجار؛ وصولاً لإنهاء الظاهرة".

ورغم أن استخدام المفرقات والألعاب النارية أوقع إصابات خطيرة إلا أن بعض الأهالي لا يُبالون بذلك وأحياناً يشاركون أطفالهم ممارسة هذه الألعاب الخطيرة بابتسامة عريضة.

بدوره، أكد الناطق باسم الشرطة في غزة المقدم أيمن البطنيجي وجود خطة شُرطية لدى مباحث التموين لمحاربة وتجفيف منابع بيع الألعاب النارية والمفارقعات التي تعكر صفو المواطنين في شهر رمضان المبارك.

وأوضح البطنيجي الوكالة  أن المفرقعات ممنوع تداولها وبيعها نهائياً، وان التجار يدخلونها للقطاع عن طريق التهريب والتمويه، مشيراً إلى ان مباحث التموين تشنُ حملة على الأسواق والمحالات التجارية لمتابعة وتعقب التجار الذي يبيعون هذه المفرقعات.

وقال: المشكلة أنه يمكن السيطرة على المفرقعات التي يبيعها التجار، لكن هناك مفرقعات يتم تصنيعها محلياً على ايدي الأطفال (أكواع)، مضيفاً "إنهاء الظاهرة يتطلب جهود جماعية مشتركة بين عناصر الشرطة والأهل والوعاظ".

وحذر تجار المفرقعات والألعاب النارية من المصادرة وتغريمهم بسبب عدم إتباعهم للتعليمات، موضحاً ان الأصل أن يُحَوَّل التاجر إلى النيابة العامة والقضاء لإيقاع أقصى العقوبات لتسبب تلك المفرقعات بإصابات عديدة في صفوف المواطنين.

ودعا المقدم المواطنين للإبلاغ عن تجار المفرقعات وألعاب النارية في قطاع

فلسطين اليوم