افتتح رئيس الوزراء رامي الحمد الله، اليوم الأربعاء، طريق حوارة التي تربط وسط وجنوب الضفة مع محافظة نابلس وشمال الضفة، بعد اعادة تأهيلها عبر تمويل من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية "USAID"، بتكلفة بلغت 5.3 مليون دولار.
وقال الحمد الله في كلمته في حفل الافتتاح الذي نظمته وزارة الاشغال بالتعاون مع بلدية حوارة والوكالة الأميريكية بحضور عدد من الوزراء والشخصيات الرسمية، إن تنفيذ مشروع حوارة شكل نموذجا يُحتذى به في التكاتف والتعاون الاستراتيجي البناء للنهوض بواقع حياة المواطنين، وتقديم أفضل الخدمات لهم، في اطار بنية مؤسسية موحدة وفاعلة، عملها الأول والاساس خدمة المواطنين وبناء الوطن.
وتابع الحمد الله: "يأتي بناء وإعادة تأهيل شارع حوارة، كجزء من منظومة عمل شاملة لإنشاء وتأهيل الطرق والشوارع، والارتقاء بمواصفاتها التقنية والفنية لضمان السلامة العامة، خاصة في ظل تزايد الحوادث وتفاقم أزمات السير، فقد نفذت وزارتا الأشغال العامة والحكم المحلي، بالشراكة مع بلدية حوارة، هذا المشروع الهام، بتمويل سخي من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية وصل إلى حوالي 5.3 مليون دولار".
وقال: "أحييكم جميعا، وأنقل لكم اعتزاز الرئيس محمود عباس، بكل الخبرات والسواعد والعقول التي تضافرت وعملت بتفان لإنشاء هذا الشارع وتأهيله وتوسعته، لنستجيب من خلاله، لاحتياجات أبناء شعبنا، ونحسن ظروف سفرهم وتنقلهم، ونرتقي بمعايير السلامة العامة عموما".
وأردف الحمد الله: "نجتمع اليوم لنضع لبنة أخرى في دولتنا، وواحدا من أبرز مشاريع بنيتها التحتية، في وقت لا تزال فيه بلادنا تئن تحت وطأة الاحتلال والاستيطان، وتقطع أوصالها، وتحاصر غزة منذ عقد من الزمن، ويعاني أهلها من معدلات مضطردة وخانقة من الفقر والمرض والبطالة والتلوث، حيث تجنح الحكومة الإسرائيلية نحو المزيد من التطرف والعنصرية ويبث قادتها الكراهية والتحريض ضد شعبنا، ويمعن جنودها ومستوطنوها في ارتكاب أبشع الجرائم وأعمال التنكيل. فهي تهدف من وراء كل هذا، إلى مصادرة مقومات دولتنا وسلبها سيادتها وتواصلها الجغرافي، وخنق اقتصادها الوطني".
وأضاف "في ظل هذه المعاناة الإنسانية المتفاقمة، تعاظم العمل الحكومي وتزايدت المهام لتعظيم القدرات الذاتية، وتعزيز المزيد من صمود شعبنا وتحسين ظروف حياته وضمان الاستجابة السريعة والفاعلة لاحتياجاته الكبيرة والصغيرة على حد سواء، ويأتي قطاع الطرق، في صلب هذا التوجه، فبالإضافة إلى الأثر الكبير لمشاريعه في تحسين واقع الحياة، فهو يعتبر محركا رئيسيا للنمو الاقتصادي وأساسا للتنمية المنشودة، حيث يستوعب الأيدي العاملة، ويوفر الآلاف من فرص العمل، وينشط الحركة التجارية، ويربط المناطق الصناعية والأراضي الزراعية".
واستطرد الحمد الله: "أشكر مدير وكالة التنمية الأمريكية في فلسطين ديفيد هاردن على جهوده في دعم تنفيذ العديد من المشاريع التنموية في فلسطين، كما أشكر الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، شريكنا الحيوي والمانح الرئيسي في قطاع الطرق، على تمويل مشروع طريق حوارة، وعلى تنفيذ رزم كبيرة من المشاريع التطويرية والتنموية في مجالات البنية التحتية والصرف الصحي والطاقة. وأثمن عاليا كل الطاقات التي تجتمع وتنهض لتتحدى الصعاب والمعيقات التي يضعها الاحتلال الإسرائيلي، لتبني وتعمل وتصنع التغيير".
واختتم رئيس الوزراء كلمته قائلا: "أهنئكم جميعا على هذا المشروع الحيوي، فكل مشروع ننفذه على الأرض ويتشارك أبناء شعبنا في تنفيذه والاستفادة منه إنما يعتبر مكونا حيويا من ورشة عمل كبرى لإعمار وبناء وطننا وتطوير مرافقه وبنيته التحتية، وأتمنى أن تتضافر كل الإمكانيات والسواعد لصيانة هذا الطريق وتشغيله على نحو يعود بالفائدة القصوى على مستخدميه".
بدوره، قال وزير الأشغال العامة والاسكان مفيد الحساينة، إن طريق حوارة لها اثر تنموي اجتماعي اقتصادي تجاري على كافة المحافظات، مبينا أن آثارها الايجابية تنعكس على الجميع.
وتابع: "لم يكن بالإمكان ان نرى نجاح المشروع لولا الاصرار والاجتهاد اللذان اجتمعا بالمهندسين والمقاولين والمكاتب الاستشارية الهندسية"، شاكرا كل من ساهم في اخراج هذا المشروع الى النور.
وأشار الحساينة الى أن الوزارة وضعت ضمن خطتها تأهيل البنية التحتية وتحقيق التواصل الجغرافي، رغم سعي الاحتلال لتقطيع أوصال الوطن لضرب أي امل في اقامة الدولة، مشددا على أنه رغم ضعف الامكانيات المالية لدى السلطة، إلا أنه تم رصد 50 مليون شيقل لمشاريع طرق تنفذها الوزارة في مختلف المحافظات.
من جهته، أكد القنصل الأميركي العام في القدس دونالد بلوم، استمرارية الدعم الاميركي لقطاع البنية التحتية في فلسطين، مشيرا الى أن هذا المشروع يأتي في اطار توثيق العلاقات الأميركية الفلسطينية.
وبين أن طريق حوار تهدف الى تطوير الاقتصاد وتأمين فرص العمل، باعتبار أن البنية التحتية تشكل أساس التطور الاقتصادي.
وقال رئيس بعثة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية ديفيد هاردن، إن الوكالة بذلت جهودا كبيرة لإنهاء العمل في هذا الشارع، من خلال التعاون مع كافة الجهات.