وقع رئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمار الفلسطيني محمد مصطفى، ورئيس مجلس إدارة شركة كهرباء محافظة القدس يوسف الدجاني، اليوم الثلاثاء، اتفاقية تعاون وشراكة استراتيجية يتم بموجبها استثمار 10% من أسهم شركة كهرباء محافظة القدس من قبل صندوق الاستثمار الفلسطيني.
وجرت مراسم التوقيع في حفل خاص في مقر الشركة برام الله، بحضور مدير عام شركة كهرباء القدس، هشام العمري، ومدير عام صندوق الاستثمار الفلسطيني، فادي دويك، إضافة إلى أعضاء مجلس إدارتي صندوق الاستثمار وكهرباء القدس، وعدد من المدراء والمسؤولين من الطرفين.
وتهدف الاتفاقية إلى تأطير سُبُل التعاون الاستراتيجي والشراكة بين الطرفين في عددٍ من المجالات، بالإضافة إلى استثمار الصندوق في رأسمال شركة الكهرباء بنسبة 10%.
وتشمل بنود الاتفاقية تبادل الخبرات والدعم الفني والمهني في مجال الطاقة، وبما يشمل مجالات الطاقة الشمسية ومحطات توليد الطاقة الكهربائية من الخلايا الشمسية، إلى جانب التعاون في مجالات تكنولوجيا الاتصالات، بما يشمل تطوير مشروع شبكات الألياف الضوئية بمحاذاة شبكات الكهرباء، والتعاون المشترك في تطوير قطاعات البنية التحتية والعقارات.
كما تقضي الاتفاقية بربط أنظمة ومحطات توليد الطاقة الكهربائية من الخلايا الشمسية والتي سينفذها صندوق الاستثمار الفلسطيني ضمن التوجه الاستراتيجي للصندوق في مجال الطاقة البديلة، مع الشبكة التابعة لشركة كهرباء القدس، مما سيعزّز من التكامل في صناعة الطاقة في فلسطين ما بين الإنتاج والتوزيع وتبادل الخبرات الواسعة للطرفين في هذا المجال، الى جانب تخفيض قيمة الفاتورة الاسرائيلية.
وفي مستهل الجلسة الافتتاحية لحفل التوقيع على الاتفاقية، اكد العمري على أهمية هذه الاتفاقية التي ستعكس توجهات مجلس إدارتي شركة كهرباء القدس وصندوق الاستثمار نحو الشراكة الحتمية مع مختلف المؤسسات الوطنية والقطاعات الاخرى لرفعة اقتصادنا الوطني.
بدوره، أعرب مصطفى عن اعتزازه بهذه الشراكة معتبرا إياها علامة فارقة في التاريخ الفلسطيني، وذلك لأن شركة كهرباء محافظة القدس تعتبر أكبر شركة عاملة في المدينة المقدسة، ولها تاريخ عريق، وتتمتع بقدرة عالية على الصمود وقدرات مستقبلية كامنة. وقال "من الحيوي بمكان دعم وتعزيز وتطوير الشركات القائمة في مدينة القدس والذي سيؤدي إلى المحافظة على الوظائف القائمة، وخلق فرص عمل جديدة. وقد أثبتت كافة الإنجازات التي سجلها الصندوق أن الشراكة في العمل مع القطاع الخاص، بالتعاون والتكامل مع القطاع العام من أنجع الطرق لبناء مؤسسات اقتصادية متينة وقادرة على النمو والتشغيل".
وأضاف "تشكل هذه الاتفاقية كذلك قفزةً نوعيةً في تنفيذ استراتيجية الصندوق الهادفة إلى توفير أمن الطاقة لفلسطين، حيث يقود الصندوق حالياً برنامجاً استثمارياً كبيراً بالشراكة مع القطاع الخاص الفلسطيني، من أجل تنفيذ مجموعة من المشاريع الحيوية في مجال الطاقة، ومن ضمنها تطوير وتحسين موارد الطاقة التقليدية، إلى جانب تنفيذ برنامج لتطوير مصادر الطاقة المتجددة في فلسطين وعلى رأسها الطاقة الشمسية".
وأكد مصطفى أن صندوق الاستثمار الفلسطيني كان قد أعلن بداية هذا العام عن استراتيجيته للأعوام الثلاثة إلى الخمسة القادمة والتي ترتكز على الاستثمار في قطاع الطاقة، وفي القطاعات الإنتاجية، بدءاً من قطاع الصناعات الإنشائية والزراعية والصناعات الزراعية، والمساهمة في إعادة بناء اقتصاد مدينة القدس، والتركيز على قطاع الشباب وخلق فرص العمل.
وفي كلمته أشار الدجاني إلى أن الاتفاقية التي تم توقيعها هي خطوة جريئة من صندوق الاستثمار الفلسطيني، عبر الدخول في شراكة مع شركة كهرباء القدس، مستعرضا المراحل التاريخية التي مرت بها الشركة منذ تأسيسها قبل قرن من الزمن، بدءا من العهد العثماني ومرورا بالحكم البريطاني والحكم الاردني والاحتلال الاسرائيلي، ومن ثم مرحلة قدوم السلطة الوطنية الفلسطينية، مشيراً إلى أن شركة كهرباء القدس ليست شركة جديدة أو حديثة بخبراتها، فالناظر إليها يستطيع أن يشاهد تاريخ فلسطين من خلال هذه الشركة العريقة والتي تشكل جزءاً مهما من تاريخ مدينة القدس، معرباً باسمه واسم أعضاء مجلس إدارة الشركة، عن فخره بهذه الشراكة الاستراتيجية والتي ستسهم في تعزيز وتجسيد مكانة كهرباء القدس ودورها الريادي في قطاع الكهرباء والطاقة المتجدّدة في فلسطين.
وأضاف الدجاني: "تُترجم هذه الاتفاقية الرؤية الاستراتيجية للشركة والمتمثّلة في تزويد المشتركين بخدمة كهربائية آمنة، وذات موثوقية عالية، كما ستثري الاتفاقية خبرات الطرفين في مجال توليد الطاقة الكهربائية من الخلايا الشمسية، بما يحقق استدامة وجودة خدمات الكهرباء ويلبي الطلب المتزايد على الخدمات الكهربائية في مناطق امتياز الشركة".
وقال: "إنّ من المهام الأصيلة للشركة ومن أهدافها الرئيسية والتزامها الوطني والمهني تجاه مشتركيها وتجاه قطاع الكهرباء الفلسطيني؛ العمل على توفير مصادر متنوعة للكهرباء، وتطوير الخدمات الكهربائية بالاعتماد على التكنولوجيا الحديثة. وتندرج هذه الاتفاقية الهامّة مع صندوق الاستثمار الفلسطيني ضمن سعينا للتعاون سوياً لتطوير هذه الخدمة الرئيسية، وإيجاد مصادر متنوعة للطاقة الكهربائية؛ كتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية، وتحسين مصادر الطاقة المتوفرة حالياً بما يكفل تحقيق فائدة أكبر على الصعيد الوطني والاقتصادي والاجتماعي، ويعود بالمنفعة على المشترك الفلسطيني بالدرجة الأولى".
وأكد الدجاني أنّ مثل هذه الاتفاقية تسهم في تحقيق أمن الطاقة في فلسطين لأنها ستضاعف من فرص الاستفادة من الإمكانيات والموارد المتوفرة في الشركة، خاصة وأنّ الشركة هي من أوائل الشركات التي بادرت إلى تنويع مصادر الطاقة وتبنّت أنظمة توليد الكهرباء من خلال الطاقة الشمسية، عبر توظيف أحدث الأساليب التكنولوجية الذكية في الأنظمة والشبكات الذكية المستخدمة في كافة مناطق امتياز الشركة، والتي أسهمت في الارتقاء بخدماتنا من حيث الجودة والسرعة وتوفير الطاقة.
واشار الدجاني الى ان الشراكة والتحالف لا يقتصران على مجال الطاقة وحسب، بل يتعديانها للاستفادة من الشبكات والألياف الضوئية المرافقة للشبكات الكهربائية والتي نأمل أن نطورها مع صندوق الاستثمار للاستفادة منها في مجالات أخرى كالاتصالات ونقل البيانات، لتشكل رافداً اقتصادياً يضاف إلى هذه الشراكة.