يديعوت : تعيين ليبرمان وزيرا للدفاع خطر على الامن القومي الأسرائيلي

44037952961089640360no

رام الله الإخباري

موقع رام الله الاخباري : 

 إن نقل حقيبة وزارة الدفاع الى أفيغدور ليبرمان هو بمثابة تفضيل للحسابات السياسية على الحسابات الأمنية الإسرائيلية وأقل ما يقال عن هذه الخطوة التي سيتم من خلالها استبدال موشيه يعلون في وزارة الجيش بليبرمان بأنها خطوة غير مسؤولة من قبل رئيس الوزراء نتنياهو

فهو يقوم بتعريض الأمن القومي الإسرائيلي للخطر بطريقة غير معقولة التي ستكون ضمن حسابات سياسية لنتنياهو ورضوخه لضغوطات اليمين لمتطرف في حزب "الليكود" وكذلك فإن هذا التصرف من قبل نتنياهو يعتبر غير أخلاقي كونه رسالة لقادة الجيش وكبار الضباط في جهازي "الشاباك والموساد" ويمنعهم من التحدث علنا بخلاف التوجه المعتاد للائتلاف الحكومي وكل من يتحدث علنا بما يخالف هذا التوجه سيجد نفسه قد فقد منصبه.

ويعتبر الضرر المباشر وقع كونه خطوة غير مسؤولة من قبل نتنياهو فهو قام بتغيير وزير جيش ذا خبرة كبيرة ويتمتع بالهدوء وقدرة على الحكم ولديه رؤية استراتيجية وهذا الذي ثبت خلال أكثر من موقف كل ذلك استبدل بوزير جيش ليس لديه أي خبرة أمنية وسيتعين عليه اتخاذ قرارات والتي قد تحدد مصيرنا جميعا من اللحظة وحتى الثانية الأولى التي يتسلم فيها هذا المنصب.

صحيح بأنه ليس بالضرورة أن يتسلم وزارة الدفاع في إسرائيل شخص من الجيش ويمكن لشخصية سياسية مدنية تسلم هذه الوزارة وينجح في هذا المنصب كما حدث سابقا عندما استلم موشيه آرنس وزارة الجيش وهو لم يكن من الجيش ونجح في هذا المنصب ولكنه يجب أن يتمتع بخبرة وفهم للمسائل الأمنية والتي تساعده في اتخاذ القرارات في لحظة الحقيقية.

وحتى لو فكر نتنياهو بأن ما يتمتع به من خبرة ومعرفة في الجوانب الأمنية قد يغطّي ذلك النقص في هذا الجانب لدى ليبرمان يجب أن يعلم بأن وزير الدفاع يتخذ عشرات القرارات دون الرجوع إلى رئيس الوزراء خلال الأسبوع وقبل عرضها على المجلس الكابينت وهو من يقرر للجيش الخطط التنفيذية العسكرية وغير ذلك.

لقد أصبح واضحا اليوم بأن من سيجلس في مقر قيادة الجيش من دعا إلى تدمير سد أسوان وتحويل قطاع غزة إلى ملعب كرة قدم وللتذكير فإن ليبرمان بسبب هذه التصريحات عندما كان وزير خارجية أصبح غير مقبول لدى المصريين والمعروف بأن التعاون الأمني مع مصر هو حجر الأساس لأمن إسرائيل خاصة في هذا الوقت الذي أصبحت حدودنا الجنوبية مهددة بالخطر نتيجة نشاط داعش في سيناء وليس واضحا ماذا سيكون رد السيسي عندما يسمع بتعين ليبرمان وزيرا للجيش.

كذلك فإن الولايات المتحدة لن ترضى هذا التغيير وتسلّم بتعيين ليبرمان في هذا المنصب بسهولة وكذلك الحال مع العديد من الدول الأوروبية الصديقة ولنا في تجربته كوزير للخارجية في حكومة نتنياهو ما يدل على ذلك صحيح بأن يعلون لم يكن على توافق مع الإدارة الأمريكية وبرزت خلافات علنية بينه وبين حكومة نتنياهو ولكنهم كانوا يحترمون تجربته الأمنية وخبرته التي كانت تساعد كثيرا في المفاوضات الثنائية في هذا المجال.

إن الجيش الاسرائيلي كاملا هو من سيدفع الثمن لهذه الخطوة الغير مسؤولة التي أقدم عليها نتنياهو بتعيين ليبرمان وزيرا للجيش وسيحدث ذلك تغييرا في الخطط والتعليمات التي سوف تتسبب في العديد من المشاكل داخل الجيش فعلى سبيل المثال الموقف الذي رفضه يعلون من العبارة التوراتية "من تعتقد بأنه جاء لقتلك قم وبادر واقتله" وتطبيقها في الجيش قد تتغير مع قدوم ليبرمان إلى وزارة الجيش ويطبقها ضمن تعليمات للجنود .

 

 

 

ترجمة رام الله الأخباري