الطفل "الدوابشة " : النيران تطاردني حتى في أحلامي

1930091_1547678715562256_8886539134683391901_n

رام الله الإخباري

موقع رام الله الاخباري : 

 لا زالت ألسنة اللهب التي أشعلها مستوطنون إسرائيليون في منزل عائلة الطفل الفلسطيني، أحمد دوابشة، في قرية دوما، شمالي الضفة الغربية، تلاحقه في أحلامه، رغم مرور ثمانية أشهر على الجريمة.

ويعيش الطفل الفلسطيني، دوابشة (5 أعوام)، الذي يزور العاصمة الإسبانية مدريد حالياً، لتحقيق حلمه بلقاء نجم فريق 'ريال مدريد' لكرة القدم، كريستيانو رونالدو، ظروفا نفسية قاسية، منذ نجاته وحيدا من حريق منزله.

ويقول الطفل، الذي تغطي الحروق 63% من جسده الصغير، في حديث مقتضب من مدريد، 'لماذا يعتدون 'المستوطنين' علينا ؟، أنا أحلم بألسنة اللهب'.ولا يتوقف دوابشة عن التعبير عن عشقه للاعب كرة القدم البرتغالي، رونالدو، الذي يفضله على، اللاعب الأرجنتيني، ليونيل ميسي، ويقول 'أحب كريستيانو كثيرا لأنه يلعب بشكل جيد، وميسي لا يمكنه أن يلعب مثله'.

ويرافق الطفل اليتيم، في رحلته إلى مدريد، جده حسين دوابشة، فقد قضى إحراق المستوطنين لمنزله، في 31 تموز/يوليو 2015، على جميع أفراد أسرته (والده ووالدته وشقيقه الرضيع).

ويقول الجد دوابشة، إن 'الحروق التي طالت جسم الطفل، بعد إشعال النار بمنزل عائلته لن تشفى تماما، قبل عشرة أعوام من العلاج المستمر'.ويضيف، 'يتعافى أحمد، جسديا بشكل أسرع من تعافيه من النكسة النفسية، التي يواجهها بعد معرفته بوفاة أفراد عائلته، أصعب المواقف التي نواجهها أن نشرح له أن والدته ووالده وشقيقه لن يعودوا إلى الحياة'.

وتحتاج حروق الطفل الفلسطيني إلى علاج متواصل لعدة أعوام، فضلا عن الرعاية النفسية الدائمة التي يحتاجها، كما يقول جده.وبعد زيارته، أمس الخميس، لمركز تدريب نادي 'ريال مدريد'، زار الطفل دوابشة، اليوم الجمعة، السفارة الفلسطينية في مدريد، والتقى السفير كفاح عودة، وطاقم السفارة تحضيرا للقاء كبير مع الجالية الفلسطينية في العاصمة الإسبانية.

وكان النادي الملكي، قد أعلن منتصف كانون الثاني/يناير الماضي، أنه سيستقبل الطفل دوابشة، للقاء رونالدو، بناءً على رغبة الأخير.وبحسب معلومات من مصادر في النادي، فإن 'الطفل دوابشة التقى لاعبي الفريق الإسباني، أمس الخميس، بعيدًا عن وسائل الإعلام، وتجول داخل منشأة التدريب التابعة له'.

وأفادت المصادر، أن 'دوابشة' كان في غاية السعادة عند لقائه رونالدو، مشيرةً أن النادي أهدى الطفل قميصًا عليه توقيعات اللاعبين، وأنه أنهى رحلته إلى النادي بجولة في ملعب سانتياغو برنابيو.

وأقدم مستوطنون، نهاية تموز/يوليو الماضي، على إحراق منزل لعائلة دوابشة، في قرية دوما جنوبي نابلس، أثناء وجودهم بداخله، ما أسفر عن استشهاد الطفل الرضيع علي الدوابشة، على الفور، ووالديه في وقت لاحق، وإصابة شقيقه أحمد البالغ من العمر 5 سنوات، بحروق.

الاناضول